نقل أرشيف المخابرات السورية بعملية غامضة.. دمشق تواجه تساؤلات حول أسرار الدولة وخزائنها
مداهمة اهم 7 مقرات للمخابرات
انفوبلس/
شهدت سوريا، يوم أمس، تحولًا جذريًا في مسارها السياسي، حيث أعلنت جماعات متطرفة سيطرتها على العاصمة دمشق، مما أدى إلى مغادرة الرئيس بشار الأسد للبلاد، منهية بذلك حكمًا امتد لنحو خمسة عقود تحت سيطرة عائلة الأسد.
خلال فترة حكم بشار الأسد، لعبت أجهزة المخابرات السورية دورًا محوريًا في ترسيخ السلطة، حيث اعتمد النظام على شبكة معقدة من الأجهزة الأمنية لمراقبة المجتمع والمعارضة. من أبرز هذه الأجهزة "إدارة المخابرات العامة" و"إدارة المخابرات الجوية"، التي تأسست في عهد حافظ الأسد، وكانت مسؤولة عن أمن الرئيس ومراقبة الأنشطة داخل البلاد.
تُتهم هذه الأجهزة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب وسوء معاملة المعتقلين. ورغم التغييرات القيادية التي شهدتها هذه الأجهزة، فإنها استمرت في تنفيذ سياسات متشابهة حتى سقوط النظام.
ومع سقوط نظام الأسد، يبرز تساؤل حول أرشيف هذه الأجهزة الأمنية ودورها في المرحلة المقبلة، وما إذا كانت ستخضع للدراسة والبحث وتُفتح سجلاتها السرية، التي من شأنها أن تُحدث آثارًا سياسية كبيرة.
اقتحام مقر المخابرات
كشفت مصادر سورية، يوم الاثنين، أن مركبات رباعية الدفع اقتحمت أهم مقرات المخابرات السورية في دمشق.
وقالت المصادر: "مركبات رباعية الدفع، يقودها عناصر مدججون بالسلاح ويرتدون زياً موحداً، اقتحمت مع ساعات الفجر الأولى سبعة مقرات تُعد الأهم في هيكلية جهاز المخابرات السوري في دمشق ومدن أخرى".
وأضافت أن "تلك العناصر قامت بنقل أرشيف محدد مع قاصات حديدية، ثم أضرمت النيران ببعض المباني بعد إخلائها." وأشارت إلى أن "كل المؤشرات تؤكد أن تلك القوة قد تكون مجموعة كوماندوز مرتبطة بالكيان الصهيوني أو الأمريكي بشكل مباشر".
وأوضحت المصادر أن "عمليات نهب المؤسسات الأمنية الحساسة مستمرة على قدم وساق، كما يجري تخريب بعض المؤسسات والمحاكم من خلال إحراقها على مرأى من التنظيمات المتطرفة".
يُذكر أن سوريا تشهد منذ يوم أمس أحداثًا استثنائية مع سيطرة تنظيمات متطرفة على دمشق ومدن أخرى.
أنظمة إدارية متأخرة
ويؤكد مراقبون للشأن السوري أن "أرشيف مخابرات النظام السوري في السويداء قد تم الاستيلاء عليه سليمًا، ويحتوي على تفاصيل عن كل عائلة في المنطقة، والمعارضين السياسيين، والمخبرين السريين".
وأعرب المراقبون عن استغرابهم من أن النظام السوري كان يدير المخابرات بأنظمة إدارية متأخرة، تعتمد على الأرشفة الورقية، وتفتقر إلى التكنولوجيا المتطورة.
قصف صهيوني للمباني
واندلعت حرائق، مساء أمس الأحد، في مباني مقرات أمنية في دمشق، بحسب مراسلين ووسائل إعلام دولية، التي أفادت بأنها "ناجمة عن قصف إسرائيلي."
وشوهدت النيران تتصاعد من منطقة المربع الأمني في دمشق، والتي تضم مقرات أمنية منها المخابرات العسكرية. وفي حي آخر، شوهدت النيران تندلع من فرع للأمن الجنائي.