هجمات أوكرانية تصعيدية بدعم غربي تواجَه برد روسي حاسم.. موسكو تُثبت سيطرتها وتؤكد جاهزيتها للحوار
انفوبلس/..
شهدت مدينة قازان الروسية هجوماً بطائرات مسيّرة أوكرانية، أسفر عن إغلاق مؤقت لمطار المدينة، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام وسلطات الطيران الروسية، بينما تصاعدت حدّة الصراع بين الطرفين مع استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا.
وذكرت وكالات الأنباء الروسية الرسمية، أن الهجوم استهدف مجمعاً سكنياً في قازان، التي تبعد حوالي 800 كيلومتر شرق موسكو، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ثلاثة أسراب من الطائرات المسيّرة نفذت الهجوم بين الساعة 7:40 و9:20 صباحاً بالتوقيت المحلي.
ورغم الحادثة، أفادت السلطات المحلية بعدم وقوع خسائر بشرية، إلا أن رئيس بلدية قازان أعلن عبر منصة "تليغرام" إلغاء جميع الفعاليات الجماهيرية في المدينة اليوم وغداً، مشيراً إلى توفير سكن مؤقت للمتضررين.
ونشرت قناة "بازا" المقربة من أجهزة الأمن الروسية، لقطات مصوَّرة، تظهر ما يبدو أنه اصطدام جسم طائر بأحد المباني الشاهقة، ما أدى إلى اشتعال كرة كبيرة من اللهب. ولم تتمكن وكالة "رويترز" من التحقق من صحة هذه اللقطات.
في الوقت نفسه، علّقت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي الروسية "روسافياتسيا" رحلات الوصول والمغادرة في مطار قازان، كما فرضت قيودًا مؤقتة في مطارات أخرى، قبل رفعها لاحقًا.
هجمات روسية مكثفة
على الجانب الآخر، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا شنّت هجومًا مكثفًا باستخدام 113 طائرة مسيرة خلال ساعات الليل، وأوضحت أن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 57 طائرة، بينما لم تصل 56 طائرة أخرى إلى أهدافها نتيجة التشويش الإلكتروني.
وأضافت القوات الأوكرانية، أن روسيا أطلقت أيضًا صاروخًا من طراز "إس-400" على وسط البلاد، لكنه لم يتسبب في أضرار.
دعم غربي مستمر لأوكرانيا
تزامنت هذه التطورات مع استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتسعى الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية، من خلال تزويدها بأنظمة دفاع جوي متطورة وطائرات مسيرة حديثة، في محاولة لمواجهة الهجمات الروسية شبه اليومية.
من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداد بلاده للتفاوض مع أوكرانيا دون شروط مسبقة، استنادًا إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إسطنبول عام 2022. وأكد بوتين أن بلاده مستعدة للحوار مع القيادة الأوكرانية الشرعية، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
يُذكر أن إسطنبول استضافت عدة جولات من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في مارس 2022، تُوِّجت باتفاقية لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بوساطة تركيا والأمم المتحدة. لكن روسيا علقت العمل بالاتفاقية في يوليو 2023.
منذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجومًا عسكريًا واسع النطاق على أوكرانيا، مطالبةً كييف بالتخلي عن الانضمام إلى الكيانات العسكرية الغربية. فيما تواصل أوكرانيا مقاومة هذا التدخل، مستفيدة من الدعم الغربي المتزايد.
رد روسي على اغتيال مسؤول
وقال خبراء في الشأن الروسي، إن الهجوم الروسي على العاصمة كييف، جاء ردًا على اغتيال أوكرانيا لمسؤول كبير في الجيش الروسي، موضحين أن "روسيا تسعى من خلال هذا الهجوم إلى توجيه رسالة لنظام كييف للامتناع عن تنفيذ مثل هذه الهجمات".
وأضاف الخبراء، خلال تصريحات إعلامية، إن روسيا تشعر بأن موقفها أصبح أقوى من السابق، مشيرين إلى وجود تخبط في المواقف والقرارات داخل الدول الأوروبية حول استمرار دعم نظام كييف أو وقفه.
وأشار الخبراء إلى أن الرسالة الروسية الأساسية موجَّهة إلى الدول الداعمة لنظام كييف، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، مؤكدين أن روسيا تعتبر أن الدعم العسكري الغربي، بما في ذلك استخدام صواريخ أمريكية وبريطانية، لم ينجح في إضعافها.
وأوضحوا، أن هناك تخوفًا في الغرب من تأثير دونالد ترامب، مما قد يزيد الضغط والعبء على الدول الغربية، لافتين إلى أن كُلّاً من روسيا ونظام كييف يسعيان لجمع أوراق قوة لطرحها في المفاوضات المستقبلية، حيث يُعتقد أن الحل الأمثل سيكون عبر التفاوض.
انسحاب أوكراني أمام سيطرة روسية
وأعلن الجيش الأوكراني، انسحاب قواته من المنطقة المحيطة بقريتي أوسبينيفكا وترودوف في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، لتجنب محاصرتها من قبل القوات الروسية المتقدمة.
وقال تجمع قوات خورتيتسيا الأوكرانية، وهو تشكيل من القوات البرية، على تطبيق “تيلغرام”، أمس الجمعة، إن “القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية قرر سحب وحدات قوات الدفاع الأوكرانية من المنطقة المعنية، لتجنب التطويق".
وذكر بيان، إن الوحدات العسكرية تجنبت الحصار وستواصل عملياتها في منطقة كوراخوف-كونستانتينوبولسك.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، إن قواتها سيطرت على قريتين أخريين في منطقة دونيتسك هما أوسبينيفكا ونوفوبوستينكا، بعد سيطرتها على ترودوف يوم الأربعاء.
وكانت هيئة الأركان العامة الأوكرانية قد أفادت بوقوع 18 معركة على جبهة كوراخوف، أمس، حيث حاولت القوات الروسية التقدم إلى شمال البلدة.