هجمات ضد قسد تفتح فصلا جديدا من المواجهة في سوريا.. من يقف وراءها؟ وماذا عن قتلى الانفصاليين السوريين في المواقع الامريكية؟
انفوبلس/..
شهدت الفترة الأخيرة، زيادة في حدة العمليات المنفذة ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في دلالة على فتح فصل جديد من المواجهة في سوريا، لكن ثمة تساؤلات عدة أُثيرت حول الجهات التي تقف وراء قصف "قسد" وماذا عن قتلى الانفصاليين السوريين في المواقع الأمريكية؟ وهل دخلت خط النار في الصراع الإيراني – الأميركي في سوريا؟
*الهجوم الأخير
هاجم مسلحون مجهولون، ليل السبت-الأحد، نقاطاً ومقرات لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” شرقي دير الزور، شرقي سوريا، بالتزامن مع هجوم مكثّف على قاعدتين للقوات الأمريكية في ذلك البلد.
ومساء أمس السبت، صعّدت فصائل المقاومة الإسلامية من قصفها على قاعدتين تستولي عليهما أمريكا في حقل كونيكو للغاز وحقل العمر النفطي، واستُهدفت القاعدتان بالمسيّرات والصواريخ.
وقال مصدر عسكري في “قسد”، إن مسلحين مجهولين استهدفوا بالأسلحة الرشاشة مقرات للقوات العسكرية في بلدة ذيبان.
وأضاف المصدر العسكري أن المسلحين استهدفوا بقذائف (آر بي جي) مقراً لـ “قسد” في جبل البصيرة "دون تسجيل ضحايا أو خسائر".
*فصل مواجهة جديد
فتح فقدان ستة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، حياتهم، الاثنين الماضي، نتيجة استهداف مسيرة لقاعدة حقل العمر النفطي في دير الزور، شرقي سوريا، فتح احتمالات تدخل “قسد” على خط النار في الصراع ما بين المقاومة والولايات المتحدة.
وتبنت المقاومة الإسلامية في العراق، حادثة استهداف الحقل ووقوع قتلى انفصاليين، الأمر الذي دفع “قسد” لإصدار بيان قالت فيه، إن القوات العسكرية أجرت تحقيقاً في الهجوم الذي استهدف أكاديمية تدريب لقوات الكوماندوس في “قسد”، وثبُت تنفيذه من قبل “ميليشيات مدعومة من إيران” وفق قولها. لكن ثمة تساؤلات برزت حول أسباب وجود هؤلاء الانفصاليين في مواقع أمريكية؟
*استبعاد التدخل
يقول أيمن عبد النور، إعلامي وسياسي سوري يقيم في واشنطن، إن هناك تغيراً في المعطيات، بين واشنطن وطهران، بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.
وبحسب السياسي، أن القوات الأميركية وعلى غرار الفصائل، قامت بتغيير تموضع قواتها في قواعدها المتواجدة في شمال شرقي سوريا. بمعنى أن مقاتلي قسد باتوا يتمركزون في القواعد التي كانت سابقاً لأميركا، وفق قوله.
وعن فقدان ستة مقاتلين من “قسد” حياتهم، الاثنين الفائت، يقول السياسي، إن “الهدف كان الجنود الأميركيين، ولكن بسبب تغيير الأماكن كانت الضحية مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية”، بحسب تعبيره.
ومن وجهة نظر السياسي، فإن “قسد” لا ترغب في التدخل في الصراع الأمريكي ـ الإيراني، ولكن “قد تتطور الأمور لمناوشات وليس لهجوم منظم، وهناك احتمالية أن تتعرض قسد لهجوم آخر”.
*هجمات أخرى
وقبل نحو يومين، دوت انفجارات عنيفة ناجمة عن هجوم لداعش الإرهابي استخدم خلاله قذائف ” الأربيجي”، استهدف نقاط عسكرية “لقسد” في جبل البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
كما استهدفت عصابات داعش سيارة عسكرية لـ”قسد”، ليلة أمس، على طريق التحويلة في بلدة محيميدة في ريف ديرالزور الغربي، مما أدى لإصابة عنصرين بجروح وتضرر السيارة.
وأحصى المرصد السوري 29 عملية قامت بها خلايا داعش ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام 2024، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 15 قتيل، هم: 12 من قوات سوريا الديمقراطية ومن قوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية، و1 من التنظيم، و2 مدني.
*تركيا على الخط
كذلك فإن هناك عمليات عسكرية بين تركيا و "قسد"، وهجمات متبادلة ومستمرة بين الطرفين.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، مقتل 3 من عناصر "قسد" تم رصدهم في منطقة عملية "درع الفرات" الخاضعة لسيطرة القوات التركية في ريف حلب الشرقي، شمال سوريا.
وتوعدت الوزارة، في بيان، بأنه "لن يكون هناك مكان آمن للإرهابيين قرب حدود تركيا الجنوبية".
في المقابل، أُصيب 5 عناصر من "الجيش الوطني" الموالي لتركيا في استهداف من جانب قوات "مجلس منبج العسكري" لحاجز عسكري بصاروخ حراري في قرية محسنلي جنوب جرابلس ضمن منطقة "درع الفرات".
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لـ"قسد"، أن من بين المصابين 3 إصاباتهم خطيرة، وأنه تم خلال الهجوم تدمير النقطة العسكرية بالحاجز والأسلحة الموجودة فيها.
وأضاف، أن هذه العملية جاءت رداً على التصعيد من جانب القوات التركية والفصائل الموالية لها في مناطق "قسد" في شمال وشمال شرق سوريا في الأسابيع الماضية.