هكذا تم استقبال بلينكن.. ضربات مكثّفة في العراق وسوريا وتحذيرات جعلته يختصر الزيارة وهو يرتدي الدرع الواقي.. تعرّف على أسرار ما حدث
انفوبلس..
مرتدياً دِرعاً واقياً ضد الرصاص وحاملاً بيده خوذة عسكرية، بهذا الحال ظهر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية انتوني بلينكن في العاصمة العراقية بغداد خوفاً على حياته من "طوفان" المقاومة الإسلامية في العراق.
ثمار ملحوظة للمشاركة
بعد الأحداث البطولية للمقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي واستمرارها حتى اليوم، وما تبعها من موجة انتقام هستيرية شنّها الكيان الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، بدأت المقاومة الإسلامية في المنطقة بالتحرك كلٌ حسب موقعه للحد من الإجرام الصهيوني بحق أهالي القطاع، فما كان للمقاومة الاسلامية في العراق (الذي لا يملك حدوداً مع الأراضي الفلسطينية المحتلة) إلا الضغط على الداعم الأكبر للكيان الغاصب عبر قصف قواعده المنتشرة في المنطقة.
بدأت أولى خطوات المقاومة الإسلامية في العراق بتاريخ الثامن عشر من الشهر الماضي، بعد أن أعطت الفرصة للحكومات العربية للتصرف وردع الكيان، ولكن كالعادة انقسم الحكام بين خطباء وصامتين، فبدأ الحراك بقصف قاعدتين للاحتلال الأمريكي على الأراضي العراقية، الأولى قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار والثانية قاعدة حرير بمحافظة أربيل.
دخول المقاومة العراقية على خط معركة طوفان الأقصى فتح العديد من الاحتمالات الجديدة لسير المعركة، ولعل أبرز النتائج الملموسة هو انخفاض الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني بنسبة كبيرة مقارنة بما كان عليه في بداية المعركة، حيث تحول بايدن الذي دعم نتنياهو بكل قوة وظهر أمام وسائل الإعلام يؤكد الروايات الإسرائيلية الكاذبة، تحولت تصريحاته إلى المطالبة بفتح معبر رفح والدعوة لهدنة "إنسانية".
ورغم انخفاض لهجة التصعيد الأمريكية الداعمة بكل ما تملك من قوة لكيان الاحتلال، إلا إن الأخير استمر بعمليته الانتقامية ضد القطاع المحاصر، ما دفع حليفه الأول إلى تهديده ضمنياً بأنه سيبقى وحيدا دون دعم إن استمر بعدم استماع النصائح الغربية.
تحليل عراقي للأحداث
في تلك الأثناء، كشف خبير أمني عراقي لشبكة "انفوبلس"، أن تبنّي المقاومة الإسلامية في العراق استهداف القواعد الأمريكية يعني بداية مرحلة جديدة من المواجهة ربما تتسع لتشمل القواعد الأمريكية في سوريا أيضا. مضيفا، أن المعلومات المتاحة حتى الآن بخصوص قاعدة عين الأسد تتحدث عن 3 طائرات مسيّرة أصابت اثنتان منها مدارج القاعدة وأخرجتها عن العمل، لافتا إلى أن القوات الأمريكية في العراق مستنفرة وتحاول تتبع مصادر الاستهداف عبر طائرات الاستطلاع لكن الواقع مختلف تماماً".
الخبير الأمني لفت إلى أنه هناك تراجع واضح في خطاب حلفاء إسرائيل، الداعم لعدوانها عقب التصعيد في جبهتي العراق ولبنان، وأنه من الواضح أن نتائج أولية لتحقيق أمريكي فيما يخص مجزرة مستشفى المعمداني تم رفعها لبايدن في الساعات الماضية أجبرته على تغيير تبنّيه المفضوح للرواية الإسرائيلية.
وأوضح، أن هناك موجة امتعاض دولية وفي الرأي العام العالمي أيضا حول مجزرة مستشفى المعمداني ودور إسرائيل فيها بالإضافة إلى غضب الشارع الإسلامي، وكل هذه المعطيات تضغط على البيت الأبيض، مشيرا إلى أن الضربة التي وجهتها المقاومة الإسلامية في العراق فجر الأمس للقواعد الأمريكية نقلت الصراع إلى مرحلة متقدمة ووضعت قوات واشنطن موضع تهديد. منوها إلى أن تركيز المقاومة الإسلامية في العراق وإيران ولبنان وفلسطين واليمن على اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً أصيلاً في العدوان على غزة، أجبر واشنطن على إعادة ترتيب أوراقها.
وتابع، استهداف مواقع جيش الاحتلال الأمريكي في سوريا ربما يحمل بصمات المقاومة الإسلامية في العراق وننتظر التبنّي، مبينا أن قصف كونيكو والتنف تطوير لهجمات أمس التي طالت عين الأسد وحرير وربما تلجأ المقاومة الإسلامية في العراق إلى تنويع بنك الأهداف لتشتيت جهود واشنطن في حماية جنودها.
وقال: من الملاحظ أن جيش الاحتلال الأمريكي يفشل للمرة الرابعة في اكتشاف الموقع الذي تم استهدافه منه بوقت مبكر، كما أنه يفشل في الرد على مصدر النيران. كاشفاً، أنه بحسب وتيرة الهجمات التي قامت بها المقاومة الإسلامية في العراق فمن المفترض أن نشهد هجمات غدا أيضا ولكن من الصعب افتراض المواقع التي سيتم استهدافها.
توسيع نطاق الاستهداف
صواريخ المقاومة الإسلامية في العراق لم تكتفِ بالقواعد الأمريكية في المنطقة، رغم استمرارها بقصفها، لكنها وصلت إلى الأراضي المحتلة، حيث قصفت منطقة البحر الميت وإيلات في الأراضي المحتلة وذلك بالتزامن مع دخول اليمن على خط المعركة.
كما كشف مصدر أمني، أن مساهمة المقاومة الإسلامية أنصار الله في اليمن ضمن معركة طوفان الأقصى خلطت الأوراق الأمريكية وأضافت البحر الأحمر ومضيق باب المندب إلى بؤر الصراع المحتملة، وأن استمرار المقاومة الإسلامية في العراق باستهداف قواعد الاحتلال وإضافة قاعدة فكتوريا قرب مطار بغداد لبنك الأهداف، يجعل مساحة المواجهة العسكرية هي الأكبر ضمن أقاليم التصعيد.
وأضاف، أن التحرك الشعبي نحو الحدود في العراق والأردن ومصر يثير توتر الاحتلال والأنظمة المطبِّعة ويزيد من احتمال لجوء هذه الأنظمة إلى تغيير في سياساتها تحت ضغط الشعوب أو تعرضها لربيع عربي جديد، مشيرا إلى أن الجبهة السورية من جهة الجولان ما زالت هي المرشحة لأن تكون الأسخن في حال اندلاع الحرب الكبرى، وتقديرات العسكريين أن استعادة الجولان أمر ممكن في ظل ما يعيشه الكيان من مصاعب.
بداية تحرك برّي لجيش الاحتلال
رغم تهديد الاحتلال ورئيس وزرائه وجيشه منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى بالاجتياح البري لقطاع غزة، إلا أنه حتى اللحظة لم ينفذ تهديده بسبب يقينه الكامل بفتح جميع جبهات النار ضده إذا أقدم على ذلك الفعل، لكنه وبعد 3 أسابيع على العملية المباركة، بدأ تحركات برية لحفظ ماء الوجه أمام مستوطنيه آملاً أن يحصل على انتصار وهمي يخفف بها أثر الهزيمة ويخفض بها الأصوات الإسرائيلية المطالبة باستقالة الحكومة وتقديم قادتها إلى المحاكمة.
التحرك البرّي بدأ بعمليات هنا وهناك في مناطق خلت من السكان في قطاع غزة، ومع ذلك لم يسلم جنود الاحتلال من ضربات المقاومة المستمرة من الجو والأرض وتحت الأرض، ما قلب محاولة نتنياهو بالحصول على نصر محدود إلى انكسار جديد في صفوف جيشه الذي تحول من "الجيش الذي لا يُقهر" إلى جيش خائف من الدخول إلى منطقة قصفها طيرانه بمئات الأطنان من المتفجرات.
في المقابل، وعلى الضفة العراقية، كانت مستويات التصعيد بالنسبة للمقاومة الإسلامية في العراق تصاعديّة، والملاحظ أنها ترتفع وفق مسار محدد في كل يوم.
قصْفُ قاعدةِ حرير مرة أخرى ومن قبلها قاعدة فكتوريا وطبيعةُ ردّة فعل قوات الاحتلال الأمريكي، وفَّرت للمقاومة قراءة لطبيعة الانتشار وكيفية جعل الاستهداف أكثر قسوة في الأيام المقبلة.
وبحسب مصدر مقرّب من غرفة العمليات العراقية، فإن المقاومة الإسلامية في العراق لم تستعمل أكثر من 2% من قوتها، وهذه النسبة على قلّتها، مرشحة للتضاعف يوماً بعد آخر.
في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي، بدأ الحراك البرّي الخجول، وذكر الخبير الأمني العراقي، أنه وبحسب واقع المواجهة المرتقبة برّاً في غزة فاليدُ العُليا للمقاومة، من المنطقي وشبه اليقين وجود ما لا يقل عن 1000 قنّاص منتشرين في مناطق التماس سيستمتعون بإزهاق أرواح جيش العدو، حيث إن الألغام والعبوات عنصر أساسي في المواجهة وستكون حاضرة بكثافة والتعقيدات الكبرى للاحتلال ستكون في سحب الآليات المعطوبة والقتلى والجرحى تحت وابل النيران المتوقع سواء بإطلاق النار المباشر أو بقنابر الهاون.
وأضاف، أن مصير التوسع في العمليات البرية إسرائيلياً شمال غزة سيتحدد مع لجوء المقاومة إلى الظهور خلف تشكيلات العدو مستعملين الأنفاق وهنا سنشهد براعة القسام المشهود لها في التنكيل والخطف، وفي حال لجوء العدو الإسرائيلي إلى تكتيك الأمواج البشرية فيمكنه تحقيق تقدُّم محدود وفق المعطيات لكن الثمن سيكون باهظاً وبمجرد انفتاح جبهة الشمال سيتمزق الجيش ويضطر الأمريكان للإنزال في السواحل.
في الثاني من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وصلت صواريخ المقاومة العراقية إلى الأراضي المحتلة حيث قصفت سواحل البحر الميت، وهو الهجوم الذي اعترف به الكيان الإسرائيلي، ولحقَ ذلك الاعتراف، اعترافات أمريكية كاذبة وغير دقيقة لحصيلة ضحاياها في قواعدها المستهدفة بواسطة المقاومة الإسلامية في العراق.
بعدها بيوم واحد أعلنت المقاومة العراقية استهداف "إيلات" في تقدم كبير وتوسع لجغرافية المعركة وضع العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي في مأزق لا يُحسدون عليه.
خبير عسكري عراقي كشف، أن استعمال المقاومة الإسلامية في العراق مصطلح "دكّ" في إشارة إلى الفعل العسكري المقاوم يعني بالدقة استعمال صواريخ وتبقى مواقع الإطلاق أمراً ينطوي على احتمالات متعددة.
وأضاف، أن تطورا عسكريا ملموسا من خلال انتخاب الأهداف والانتقال من سواحل البحر الميت الى إيلات المحتلة وهو انتخاب ربما لن يتوقف حتى في تل أبيب على ضوء القدرة النارية المتوفرة.
ولفت إلى، أنه يوم من أيام الله ما نشهده على يد المقاومة الإسلامية في العراق بعد البيان الأخير المتصل ببيان ليلة أمس، حيث إن تتابع العمليات العراقية في العمق الصهيوني دليل اقتدار وعلو همة واستعداد كبير للدخول في مواجهة أوسع.
واشنطن وبغداد
مع تصاعد الأحداث تحدثت وسائل إعلام عالمية عن نيّة للبيت الأبيض إرسال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن إلى بغداد حاملاً مع رسائل إقليمية، الأمر الذي جوبه برفض عراقي كبير، مثلّه موقف الناطق العسكري باسم المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله أبو علي العسكري، حيث نشر على صفحته في منصة "X" منشوراً جاء فيه:
"في خضم جرائم العدو الصهيو-أمريكي بحق أطفال غزة ونسائها، بدعم من دول الغرب وأتباعهم في المنطقة، تتكشف للعالم بوضوح عدم آدمية هؤلاء، وتورطهم في ارتكاب المجازر الوحشية في فلسطين".
ومن هنا نشير إلى الآتي:
أولا: إن زيارة أنتوني بلينكن ابن اليهودية، وزير خارجية أمريكا، بل وزير الحرب الصهيوني، غير مرحَّب بها في عراق علي والحسين (عليهما السلام)، وإذا ما جاء فإننا سنقابله بتصعيد غير مسبوق.
ثانيا: بعد التصعيد العسكري للمقاومة الإسلامية في العراق هذا الأسبوع، فإنها ستعمل على غلق المصالح الأمريكية في العراق، وتعطيلها في المنطقة، وهذا ما سنصل إليه في الأسابيع المقبلة إذا ما استمر العدوان.
ثالثا: إن غلق السفارة الأمريكية، ومنع حاملي الجنسية الأمريكية من دخول البلاد، سنصل إليه بطريقتنا الخاصة (غير السلمية)، لأن التعامل السلمي مع القتلة جبن وتخاذل، وهذا لا يليق بأتباع علي (عليه السلام).
رابعاً: فتح ملف إخراج القوات الأجنبية بهذا التوقيت هو ذر للرماد في العيون، ومحاولة لتكبيل أيادي المقاومة، وصرف لنظر الرأي العام الداخلي عن قضية غزة، والحال إن إخراج هذه القوات من البلاد أمر حاصل لا محال.
وبسبب الموقف العراقي، بثّت مصادر عسكرية وأخرى حكومية معطيات "مشوشة" عن مكان اللقاء بين رئيس الوزراء العراقي والوزير الأمريكي، وقدموا تصورات عن إمكانية عقده في مقر السفارة الأميركية في بغداد، أو في قاعدة عسكرية داخل العاصمة، وربما خارجها.
ونقلت وسائل إعلام محلية فرضيات مختلفة عن الزيارة، بينها أن الوزير قد يجري لقاءاته مع المسؤولين العراقيين في السفارة، أو في قاعدة أميركية قرب مطار بغداد، أو في قاعدة عين الأسد غرب البلاد، الأمر الذي لم يتمكن من خداع المقاومة العراقية، بحسب مصادر مطلعة، حيث كشفت أن الوزير الأمريكي كان تحت أنظار المقاومة منذ لحظة وصوله إلى الأراضي العراقية وحتى مغادرته، لكن التصعيد المقصود بمنشور العسكري اتضح فيما بعد.
منذ تهديد العسكري بالتصعيد وحتى هذه اللحظة، قصفت المقاومة الإسلامية العراقية القواعد الأمريكية في العراق وسوريا أكثر من 10 مرات خلال يومين فقط، كما أعلنت دخول صاروخ "الأقصى 1" الخدمة وهو صاروخ متوسط المدى قصفت به المقاومة عدة قواعد أمريكية.
إعلان البنتاغون
وفي أول أمس الإثنين، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر، عن تعرض القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق، لعشرات الهجمات، منذ 17 من تشرين الأول الفائت.
وكشف رايدر في مؤتمر صحفي، أن القواعد العسكرية الأمريكية، تعرضت إلى 38 هجوماً شنتها المقاومة الإسلامية في العراق.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، إن هذه الهجمات أسفرت عن إصابات لما لا يقل عن 45 جندياً وموظفاً.
كما أفاد ثلاثة مسؤولين دفاعيين أمريكيين، لشبكة "إن بي سي" بأن الجيش الأمريكي يراقب نحو 20 جندياً، من المحتمل أنهم عانوا من إصابات دماغية خلال الهجمات الأخيرة.
وأضاف المسؤولون، أن القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، تعرضت للهجوم 10 مرات على الأقل منذ يوم الخميس الماضي.
وأشاروا إلى أن معظم هذه الهجمات وقعت الأحد والاثنين، واستُخدمت خلالها طائرات مسيرة وصواريخ.