هل اقتربت الحرب الشاملة؟ جبهة لبنان تغلي بعد اغتيال مرافق السيد حسن نصر الله.. تعرف على سيرته
انفوبلس..
بغارة إسرائيلية غادرة، استُشهد مرافق السيد حسن نصر الله "أبو الفضل قرنبش" حيث استُهدفت سيارته أثناء تواجدها على الطرق الدولي الرابط بين بيروت ودمشق، فما هو المتوفر من معلومات عن سيرة "القائد الغامض"؟ وهل تؤكد عملية اغتياله اقتراب الحرب الشاملة؟
يوم أمس، ذكرت مصادر إعلامية، أن المرافق السابق للأمين العام للمقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج أبو الفضل قرنبش، استُشهد في غارة اسرائيلية استهدفت سيارته على طريق دمشق بيروت.
وأضافت وسائل الإعلام اللبنانية، أن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق دمشق - بيروت قرب حاجز يعفور الصبورة الحدودي بين البلدين، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن استشهاد المرافق السابق لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الحاج أبو الفضل قرنبش.
وتابعت، أن قرنبش قياديًا في المقاومة الإسلامية حزب الله اللبناني وكان مسؤولا عن العديد من الملفات داخل الحزب، كما تولى مسؤوليات بوحدة نقل الأفراد والسلاح لحزب الله من سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستشهاد شخصين بقصف نفذته طائرة مسيّرة عن بُعد استهدف سيارة قرب حاجز للفرقة الرابعة على طريق "جْدَيدة يابوس" في ريف دمشق.
ونقلت قناة العربية عن مصدر عسكري قوله، إنّ السيارة التي استهدفتها المسيّرة الإسرائيليّة في ريف دمشق تحمل لوحة لبنانيّة.
ولفتت المصادر إلى، أنّه قبل استهداف السيارة، كان هناك تحليق لمسيّرات فوق الطريق الدولي دمشق - بيروت.
في المقابل، أعلنت المقاومة الإسلامية حزب الله استشهاد أحد الحراس الشخصيين السابقين لأمينها العام السيد حسن نصر الله في غارة إسرائيلية استهدفت مركبة في الأراضي السورية على الطريق السريع بين دمشق وبيروت.
وذكر حزب الله في بيانه: بمزيد من الفخر والاعتزاز، تزفّ المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد ياسر نمر قرنبش "أمين" مواليد عام 1970 من بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس.
وتصاعدت المواجهة، بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، بعد اغتيال قرنبش ما استدعى رداً سريعاً من جنوب لبنان، حيث انطلقت صواريخ مستهدفة الجولان السوري المحتل، ما أسفر عن مقتل إسرائيليَّين اثنين.
وجاء رد “حزب الله” سريعاً على الاغتيال، بإطلاق صواريخ على الجولان المحتل حيث أكدت هيئة الإسعاف الإسرائيلية مقتل شخصين جراء إصابة سيارة بصاروخ أُطلق من لبنان واندلاع حرائق في المنطقة.
وجاء في بيان للحزب: “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في الصبورة على طريق دمشق بيروت، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية على دفعات مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.
وتواصلت الاعتداءات الإسرائيلية واستهدفت مسيّرة ساحة بلدة عيتا الشعب بصاروخ موجه. وتسببت غارة على بلدة رب ثلاثين بإصابة 3 أشخاص، وتعرضت أطراف بلدة الضهيرة في القطاع الغربي لقصف مدفعي.
وكانت أطراف بلدة العيشية وسهل الميدنة- كفررمان تعرضت قرابة الساعة الرابعة فجر الثلاثاء لقصف مدفعي وأحصي سقوط أكثر من 15 قذيفة على المناطق المذكورة، وطال القصف المحمودية في منطقة جزين. وعملت فرقة الإطفاء على إخماد النيران الناتجة عن الاعتداءات الاسرائيلية في بلدات حانين، وعيتا الشعب، وشقرا، ورميش.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف موقع ”المرج” بقذائف المدفعية وتجهيزات تجسسية في موقع “حدب يارين” بصاروخ موجه ما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها. كما أُطلقت صواريخ في اتجاه الجولان، ووزع الإعلام الحربي في حزب الله الحلقة الثانية من “الهدهد” وتتضمن مشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقار قيادية ومعسكرات للجيش الاسرائيلي في الجولان.
والشهيد ياسر نمر قرنبش هو قيادي في حزب الله اللبناني من مواليد 1970، وُلد في قرية زوطر الشرقية في جنوب لبنان، وخدم كقائد للعمليات في حزب الله في عام 2000، كما كان المرافق الشخصي للسيد حسن نصر الله سابقا، وقيادي في قوة الدفاع الجوي لحزب الله.
وكان الشهيد شخصية موثوقة داخل حزب الله، وفي حين أن التفاصيل حول خلفية قرنبش لا تزال غير واضحة، فمن المُعتقد أنه قد ترقّى في الرتب ليصل إلى منصب المرافق العام للسيد حسن نصر الله، وباعتباره حارسًا سابقًا للسيد حسن نصر الله، امتد دور قرنبش إلى ما هو أبعد من مجرد الحماية.
وأشارت تقارير لبنانية وعبرية، إلى أن قرنبش بات مسؤولا متوسط الرتبة في حزب الله وشارك في عمليات نقل الأسلحة بين لبنان وسوريا.
وبدى واضحا أن قرنبش كان يتمتع بنفوذ وثقة كبيرين داخل التسلسل الهرمي لحزب الله، خصوصا وأنه تولى مسؤوليات بوحدة نقل الأفراد والسلاح للحزب من سوريا.
وشكّل استهداف الشهيد قرنبش، تطوراً لافتاً في الاشتباكات على الجبهة اللبنانية، ومؤشراً على أن الحرب الشاملة باتت أقرب، فالاغتيال استهدف شخصية كانت الأقرب إلى أمين عام الحزب كما أنها جرت في الأراضي السورية.
وتقول معلومات متداولة، إن قرنبش خرج من الجهاز الأمني الخاص بالسيد حسن نصر الله عام 2012، وانتقل إلى مهام أخرى مرتبطة بنقل الأسلحة بين لبنان وسوريا، كما كان مشرفاً ميدانياً خلال أحداث سوريا عام 2011.
الاستهداف الذي طال قرنبش يأتي في منطقة استراتيجية، فجديدة يابوس، حيث وقع الاغتيال، تُمثل معبراً رئيسياً بين لبنان وسوريا، كما أنها تعتبرُ خطاً حيوياً لنقل الأسلحة إلى الداخل اللبناني.
ويقول المحلل السياسي اللبناني إبراهيم بيرم، إن القصف الذي طال طريق دمشق – بيروت، يؤكد أن الإسرائيليين وسَّعوا حربهم من لبنان نحو سوريا، مشيراً إلى أن اغتيال قرنبش يؤكد أن تل أبيب تسعى لاستهداف أي قيادي من حزب الله تتمكن الوصول إليه.
ويضيف: "ما يجري يعتبر عنصر ضغط إسرائيلياً على خط المفاوضات القائمة حالياً بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومن ثم فإن الاغتيالات التي تحدث، سواء في لبنان أو على الطريق بين بيروت ودمشق، تؤكد أن الكيان الإسرائيلي يسعى لرفع أسهمه خلال المفاوضات وتقوية أوراقه".
ومن ناحيته، يرى الخبير الاستراتيجي والعسكري عمر معربوني، أن "الحرب الحالية في جنوب لبنان أسقطت كل المعادلات والخطوط الحمراء التي تحكم قواعد الاشتباك بين حزب الله والكيان المحتل".
وأشار إلى، أن "الجبهة بين لبنان وسوريا هي واحدة"، وقال: "نشر الحزب فيديو الهدهد 2 وعبره أظهر مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل. وعليه، فإن الرسالة هنا تؤكد أن حزب الله شمل سوريا بجبهته في حين أن إسرائيل تعتبر سوريا مندرجة ضمن الحرب، والدليل هو الغارات المستمرة عليها".