هل ما زالت رانيا العسال مُعتقلة في السعودية.. تعرّف على تطورات القضية
انفوبلس/..
يتخذ النظام السعودي من مواسم الحج والعمرة فرصة مناسبة للانقضاض على معارضيه الذين يأتون لزيارة بيت الله الحرام من كل فجٍّ عميق، إذ نفذّت السلطات في المملكة مئات الاعتقالات عبر هذه الطريقة لدواعي "حفظ أمن الدولة"، ولعل آخرها ما حدث مع الإعلامية المصرية رانيا العسال.
*ظهور من بيت الله
اختفت العسال قسراً بعد آخر ظهور لها من بيت الله الحرام.
الإعلامية المصرية التي قصدت السعودية بهدف العُمرة، ظهرت في مقطع فيديو لها على "تيك توك" يؤكد تواجدها أمام المسجد النبوي الشريف، حيث وجّهت من هناك دعوة لفكّ الحصار عن سوريا.
ثم في موقع "تويتر" نشرت مقطع فيديو آخر يظهر تواجدها أمام أحد بوابات الحرم المكي، بعد أن حصل جدال بينها وبين حسابات سعودية، فتوعّدها بعض تلك الحسابات بالتبليغ عنها، بتُهمة الإساءة للوطن.
ولم يطُل الوقت بعد ذلك حتى اختفت الإعلامية المصرية بالفعل، وفي ظروف غامضة، وفيما تداولت حسابات على "تويتر" أنها اعتُقِلت من قبل السلطات السعودية بسبب ما نشرته وما حصل، أكد أحدهم أن لا أحد من أصدقائها والمقرّبين منها يعرف عنها أي شيء، وأنهم ما زالوا يبحثون عنها محاولين معرفة مكانها وما جرى لها.
*سبب الاختفاء
وأكد عدد من الناشطين المتابعين لحساب رانيا، أن سبب اختفائها يعود لاعتقالها من قبل السلطات السعودية أثناء تأديتها لمناسك العمرة في مكة، فيما ردّوا السبب إلى تغريدة كانت قد نشرتها في 11 شباط/ فبراير الماضي، انتقدت فيها سلوكيات النظام السعودي: "لماذا يسمّوا أبواب الكعبة بأسماء ملوكهم، هل أحد من أُسرة بني سعود بنى الكعبة ولا حتى شارك في هدم الأصنام حولها ولا حتى تحريرها.. أكيد، جدّهم الأكبر هو من بلّغ ابرهة عن مكان الكعبة".
وبمراجعة التعليقات على تغريدة العسال، توعّد حساب سعودي بالإبلاغ عن الإعلامية المصرية، بقوله: "سأبلّغ عليها وأخلّيها تتربّى وتعرف كيف تُسيء للوطن".
*العسال والصبري
وفي وقت سابق اعتقلت السلطات السعودية من الحرم الآمن اليمنيةَ مروة الصبري، ما يرفع من احتمال أن يكون اختفاء العسال أيضاً بنفس الأيدي الآثمة للسلطات السعودية.
الربط بين اعتقال العسال والصبري، يولّد أدلّة تقود إلى القول إن الإعلامية المصرية اختفت قسراً لتصير معتقلةً جديدة في سجون السلطات السعودية.
وتجدد هذه الحادثة في الأذهان مظلومية المئات من إعلاميين ونشطاء وعلماء وخطباء ومرشدين وشعراء، خالفوا توجيهات "البلاط" فاقتيدوا ظلماً وجوراً إلى ظلمة السجون السعودية، حيث يواجهون أبشع أنواع الضرب والتعنيف والتعذيب.
*مناهضة لإسرائيل
وعُرِفت الناشطة العسال بمواقفها الشهيرة المناهضة للكيان الصهيوني ومواقفها المدافِعة عن الشعب اليمني ومظلوميته في الحرب التي يشنّها التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات، إضافة لمواقفها مع المقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان.
*تدخل عاجل
في هذا السياق، استنكر المركز الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان اعتقال السلطة السعودية للكاتبة الصحفية رانيا العسال.
ودعا المركز في بيان له، السلطات المصرية للسعي بالوسائل كافة لإطلاق سراحها، مطالباً جميع أصحاب الرأي والمنظمات الدولية والحقوقية للتدخل العاجل والضغط على السعودية للإفراج عنها، مندداً بالاعتقال الذي وصفه بأنه انتقام جبان واعتداء على حرية إعلامية ومناضلة حقوقية، معتبراً أنَّ هذه الجريمة تُعدُّ نوعاً من أنواع التسييس غير المشروع للمقدسات الإسلامية.
*لائحة طويلة
ويأتي هذا الاعتقال ضمن لائحة طويلة تضم ناشطين وإعلاميين إضافة لأشخاص غير مؤثّرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وُجِّهت لهم تُهم تنحصر بمجملها بزعم "تهديد الأمن والاستقرار، إثارة النعرات الطائفية..."، كالشاب اللبناني حيدر سليم -الابن الوحيد لعائلته- الذي اعتُقِل في السعودية منذ أيلول/ سبتمبر عام 2022، بعد تصويره فيديو أثناء طوافه في الحرم المكي، مجاهراً بالدعاء "لظهور الإمام المهدي (عج)". وعند انتشار المقطع عبر مواقع التواصل، اقتحم عناصر من مباحث أمن الدولة، الفندق الذي يُقيم فيه واقتادوه إلى جهة مجهولة، قبل أن يتبيّن أنه أوقِف بتهمة "إثارة النعرات الطائفية".
وبحسب أجهزة أمنية، يبلغ عدد الموقوفين اللبنانيين في السعودية 25 شخصاً يُحتجزون في سجنَي حائل ودهبان ومعظمهم على ذمة قضايا "أمنية". وبينما تحاول بعض العائلات التكتم عما جرى بعد تلقّيهم وعوداً بالمساعدة، وعدم التسبب بتعذيب مضاعف لأبنائهم في المعتقلات، يكمل السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، التنظير بالقيم الإسلامية الداعية إلى التسامح والانفتاح.
لا معلومات واردة عن الموقوفين الذين احتُجِزوا في مراحل زمنية متفاوتة، وبجنسيات مختلفة، خاصة وأن بعضهم يُعتقل بطريقة فجائية سريّة، تعرف عائلاتهم بأمر اعتقالهم بعد اختفائهم لأيام. في حين تثبت التجربة، أن أيّاً من المعتقلين في السجون السعودية، يُؤخَذون كرهائن، أما لمصلحة سياسية أو لترهيب الرأي العام، السعودي والعربي.