وثائق "قسّامية" ترعب الغرب.. هل كان مخططاً لطوفان الأقصى نجاحاً أكبر من الذي تحقق؟
انفوبلس..
بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في غلاف غزة، ادعت سلطات الاحتلال العثور على وثائق تتضمن خرائط تفصيلية للبلدات والقواعد العسكرية التي استهدفها مجاهدو القسام، خلال هجومهم الساحق على الأراضي المحتلة، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فيما تبع تلك المعلومات صمت كبير يرجّح احتمالين: الأول صدور توجيهات إسرائيلية بالتكتم على الموضوع لأنه يُعد فضيحة كبيرة للكيان المحتل، والثاني أن الوثائق قد تكون مفبركة من قبل جيش الكيان الإسرائيلي في محاولة لكسب تعاطف عالمي.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن السلطات "تعمل على مراجعة وفحص الوثائق"، التي وصفتها بـ"الكنز"، وهي أوراق تضم خرائط وأدلة تكتيكية تحدد نقاط الضعف في المعدات التابعة للجيش الإسرائيلي.
وتشير الوثائق إلى أن حركة حماس "لم تُشرِع منذ البداية في استهداف المنشآت العسكرية فحسب، بل كانت تهدف أيضا لمهاجمة المراكز السكانية المدنية واحتجاز الرهائن".
كما أن هذه الوثائق التي ادعت "إسرائيل" العثور عليها لدى مسلحي الحركة الذين استُشهدوا داخل الأراضي التي تحتلها، تقدّم دليلاً على "حجم جمع المعلومات الاستخباراتية الذي تقوم به حماس، ودرجة التخطيط للهجوم".
وقال مايكل ميلشتاين، وهو ضابط سابق بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب: "لقد عرفوا بالضبط ما هي الأهداف".
وأضاف في حديثه للصحيفة الأميركية: "لا يوجد تخطيط بهذا المستوى في أي تحركات قامت بها حماس في الماضي".
وتصف وثيقة مكونة من 14 صفحة تحمل تصنيف "سرّي للغاية" مكتوبة باللغة العربية ومؤرخة في 15 يونيو/ حزيران 2023، خطة لاقتحام وحجز رهائن من مستوطنة "مفالسيم"، وهو تجمع زراعي صغير بالقرب من غزة.
وجاء في الوثيقة، أن "فريقين من 5 أفراد وقائد سينفذون العملية في ساعة ويوم لم يتم تحديدهما". كما تضمنت خرائط وصور جوية للبلدة ومعلومات مفادها بأن هناك "ألف مستوطن تحرسهم قوة أمنية إسرائيلية متطوعة".
وحذرت الوثيقة من أن القوات الإسرائيلية المتمركزة في مكان قريب "يمكن أن تصل إلى مفالسيم في غضون 3 إلى 5 دقائق".
وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، ريتشارد هيخت، إن الجيش "يقوم بفحص المواد التي عثر عليها مع أعضاء من نخبة قوات حماس".
ولم يكن من الواضح ما إذا كانت هذه هي نفس المواد التي عرضتها صحيفة "وول ستريت جورنال" على المسؤولين الإسرائيليين.
وقال محللون، إن بعض الوثائق التي تم العثور عليها تشير إلى أن حماس "اعتقدت أنها ستواجه مقاومة عسكرية شديدة من القوات الإسرائيلية المتمركزة على طول الحدود".
ويتعرض الكيان الإسرائيل طول الشهر الأخير لانتقادات تطال الجوانب الاستخباراتية والأمنية، بسبب عدم قدرته على منع وقوع هذا الهجوم، الذي يُعد الأكثر قوة منذ عقود.
في سياق متصل، أظهر تحليل أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، لنشاط حركة حماس، أنها "استعدت لأشهر من خلال تدريبات جرت في 6 مواقع مختلفة" داخل القطاع المحاصر.
وكان اثنان من هذه المواقع، بما في ذلك موقع تدريب ظهر في مقطع الفيديو تم نشره خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على بُعد قرابة كيلومترين من الجزء الأكثر تحصينا وتتكثف فيه الدوريات على الحدود بين غزة والأراضي المحتلة، شمالي القطاع.
ومن الأماكن الأخرى التي أجرت حماس تدريباتها فيها، موقع واحد يقع في وسط غزة، فيما تقع المواقع الثلاثة الأخرى في أقصى جنوب غزة، بعيدا عن حدود الأراضي المحتلة.
ولم تظهر صور الأقمار الاصطناعية التي استعرضتها شبكة "سي إن إن" على مدى عامين، أي إشارة إلى عمل عسكري إسرائيلي هجومي ضد أي من المواقع الستة التي تم تحديدها.
وشملت استعدادات حماس للهجوم، التدرب في معسكرات تابعة للحركة، بالإضافة إلى بعض الأراضي الزراعية التي تم تحويلها إلى مناطق قاحلة للتدريبات في العامين الماضيين، كما تظهر صور الأقمار الاصطناعية.
وتساءلت الشبكة الأميركية عن سبب "عجز إسرائيل" عن متابعة هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول وإيقافه، بالنظر إلى أن "حماس تدرّبت على مرأى من الجميع لمدة عامين على الأقل".
وعندما تواصلت "سي إن إن" مع جيش الاحتلال للتعليق، قال المتحدث الدولي باسمه، جوناثان كونريكوس، إن هذه النتائج "ليست جديدة".
وأضاف، إن حماس "كان لديها العديد من مناطق التدريب" وإن الجيش الإسرائيلي "قصف العديد من مناطق التدريب على مرّ السنين في جولات التصعيد المختلفة".