آل ياسين يصف خصوم اتحاد الأدباء بـ"الكلاب" والقاصد يشكوه للسوداني.. ماذا يحدث بين الفريقين؟
انفوبلس/ تقارير
منذ مدة ليست بالقليلة، تعصف رياح الخلافات التماسك، السابق لأعضاء اتحاد الأدباء، ولم تفلح النقاشات والجلسات الودية بتسوية الأمور وإرجاعها إلى نصابها، فالمحتجون على سياسة الاتحاد صعّدوا من انتقاداتهم حتى تطور الأمر ووصفهم رئيس المجمع العلمي ودار الحكمة محمد حسين آل ياسين اليوم بـ"الكلاب" ليجابه بردة فعل قوية أبرزها ما فعله الكاتب حسين القاصد الذي وجه مناشدة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وهذا يعني أن الأمر بدأ بالخروج عن السيطرة، فماذا يحدث بين الفريقين؟ وما خلفيات الصراع داخل مبنى الأدباء؟
تصريح آل ياسين
لقد تناولت شبكة انفوبلس، الصراع داخل اتحاد الادباء بسلسلة من التقارير الموضوعية التي استعرضت آراء الطرفين، وسلّطت الضوء على أسباب ذلك الصراع، والأطراف المتخاصمة، والاجتماعات أو الجلسات التي عقدت لتسوية الأزمة لكنها فشلت، واليوم حرصت الشبكة على مواصلة تغطية الأزمة بعد التطورات الأخيرة التي طرأت عليها.
تمثلت هذه التطورات، بتصريح رئيس المجمع العلمي ومجلس أمناء بيت الحكمة محمد حسين آل ياسين والذي قيّم فيه عمل الهيئة العامة لاتحاد الادباء الحالية قائلا، إنه "منذ عام 1969 وهو عام دخوله للاتحاد بهوية وقعها شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري، وليومنا هذا لم تنال الهيئات لقب العصر الذهبي، لكن هذه الفترة والهيئة هي العصر الذهبي للاتحاد.
وأضاف، "هذا هو العصر الذهبي لاتحاد الأدباء، واذا سمعنا كلمة حاسدة من هنا وحاقدة من هناك، فلا تأثر بها" ليستشهد بعد ذلك بمقولة نصها "القافلة تسير ولا يهمها ما تسمع من نباح الكلاب".
"شيء مؤسف"
أثار تصريح آل ياسين المسيء لخصوم الاتحاد، جدل واسع وردة فعل غاضبة، إذ قال الشاعر حامد قاسم ردا على آل ياسين، "إذا كنا قد عبنا على بعض الصغار من المتملقين الانتهازيين ما رددوه من سباب وطعن وتشهير لا لشيء سوى اننا قلنا كلمتنا وواجهنا النهج المنحرف لمن يمسكون بدفة الاتحاد ذي الجلالة والإكرام والعصمة والقداسة.. فماذا نقول عن معالي رئيس المجمع العلمي العراقي وهو يصف من اختلف مع هذه القيادة المعصومة بالكلاب!".
وختم قاسم حديثه بالقول، "شيء مؤسف جداً جداً!!".
مناشدة إلى السوداني
من جانبه، وجّه الشاعر حسين القاصدة مناشدة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مطالبا إياه برد كرامة من انتقد الاتحاد بعد أن وصفهم آل ياسين بـ"الكلاب".
وقال القاصد في منشور له تابعته شبكة انفوبلس، "دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المحترم، ونحن نعيش متنفس الديمقراطية، ولأننا أدباء ومن بيننا حملة شهادات عليا، فمن حقنا انتقاد الأخطاء الإدارية، ولقد كتبنا بمنتهى التهذيب، معترضين على تفرد إدارة الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب في العراق بالقرار، فقد تركت الإدارة - متمثلة بالأمين العام وأعضاء المجلس المركزي- عملها المكتبي وتحولت إلى إدارة فيسبوكية ،وصلت بها الحال أن قام عضو المجلس المركزي عدنان الفضلي إلى اتهام الأدباء غير المدعوّين إلى مهرجان أبي تمام بالذيول، بقوله ( شكبرها عند الله ادخل مكان ما بيه ذيول)، قالها في الموصل يا دولة الرئيس وهي تشي بما تشي به من تفرقة وشق الصف الوطني وإهانة أغلبية الشعب العراقي الذين ضحَّوْا بالغالي والنفيس لتحرير الموصل؛ ثم قامت عضو المكتب التنفيذي (راوية الشاعر) بتهديد الأدباء وقطع الأوكسجين عن الأدباء المنتقدين أداء إدارة الاتحاد".
وأكمل، "دولة الرئيس المحترم، كل ما ورد أعلاه لا نثقل عليكم به، فهو يُحَلّ بالقضاء وبالقانون والنظام الداخلي لاتحاد الأدباء؛ لكن الذي دفعنا لمخاطبتكم هو إساءة الأستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين رئيس المجمع العلمي ورئيس مجلس أمناء بيت الحكمة، وبدلًا من أن يمارس أبوّة العلم أستاذًا، وأبوة الأدب كونه عضوًا في الاتحاد يكبرنا سنًّا، فوجئنا بتخندقه، ولعل ذلك من حقه أن يصطف مع جهة دون أخرى، لكن أن يصفنا بالكلاب التي تنبح على قافلة إدارة اتحاد الأدباء المنتهية صلاحيتها بموجب القانون، فهذا ما لا نرضاه، ولا نظنكم ترضونه دولة الرئيس المحترم".
وختم القاصد مناشدته للسوداني، "إليكم الفيديو الموثق لشتمه لنا، وهو كلام لا يليق به مسؤولًا حكوميًّا واستاذًا جامعيًّا، ولا يليق بنا كأدباء، بل لا يرضاه أي إنسان شريف، كلنا أمل بحفظ كرامتنا".
آل ياسين.. يؤكد على الشتيمة
بدوره انتقد الكاتب حسين رشيد تصريح آل ياسين، وقال: "قد تكون سابقة في الوسط الأدبي أن تتم شتيمة الأدباء من رئيس المجمع العلمي العراقي محمد حسين آل ياسين، ومع سيل التنديدات ورفض الشتيمة نجد آل ياسين يشارك منشور الشتيمة وكأنه يؤكد على شتيمة الزملاء من الأدباء ممن لديهم ملاحظات واعتراضات على ادارة أتحاد الأدباء.
وأضاف رشيد في منشور له على فيسبوك، "له الحق أن يصف العصر بما يراه الذهبي الماسي فالعصر بنظره المنصب والمنصة، وما دام يتمتع بهما فليذهب الجميع الى الجحيم، لم يتمكن آل ياسين أن يضع أسمه بين الشعراء العراقيين ولو بقصيدة واحدة تشير الى تجربة شعرية، كل ما كتبه من قصائد في مديح الطاغية مثيرة للغثيان والاشمئزاز، والقرف، سقط النظام وعاد آل ياسين دون ان يدين نظام البعث او يعتذر عما أرتكبه بمدح الطاغية المقبور، عاد وجلس في الصدارة يصفق لهذا ويكرم ذاك، ويصف العصور بما يتاح، والعيب هنا ليس على من شتم فحسب بل على من هز رأسه".
رسالة إلى رئيس الاتحاد العام للأدباء
وقبل منشوره أعلاه، وجّه رشيد رسالة إلى رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق علي الفواز جاء فيها، "اظنك تذكر هذه الصورة في احتفالية الأديب العراقي حيث تم تكريم الشاعر واللغوي والاستاذ الاكاديمي محمد حسين آل ياسين رئيس المجمع العلمي ورئيس مجلس أمناء بيت الحكمة في تلك الاحتفالية التي لم يعلن عن الاسماء التي تم تكريمها، هل تعلم ان آل ياسين تهجم على الأدباء ووصفهم بكلام غير لائق ، ولا يصح ان يطلق على الأدباء، نعلم انك مشغول الان في بيروت مع غنام محمد خضر امين الشؤون العربية، في مهرجان تكريم مظفر النواب، علما ان لا علاقة لك ولا غنام بمظفر النواب .. ونعلم حجم ما تبذله من جهود لتأمين زيارات وسفرات مقبلة على شكل إيفادات وأشياء اخرى عديدة".
وتابع، "لكن ما لا يمكن القبول به ان يشتم الأدباء في بناية أتحاد الأدباء من قبل أحد الأدباء، بقبول ورضا امين عام اتحاد الأدباء".
ماذا يحدث بين الاتحاد وخصومه؟
كما ذكرنا، لقد تناولت انفوبلس وبسلسلة من التقارير، أصل المشكلة والخلاف بين اتحاد الادباء ومجموعة من الشعراء والكتّاب المنتمين له، لكنها حرصت ومع كل تطوير يطرأ على الأزمة أن تذكر القارئ بأصل الخلاف، وهذا ما ستتضمنه الأسطر المقبلة.
يتركز أصل الخلاف داخل اتحاد الأدباء حول سياسته وتفرده بالقرارات كما يرى المنتقدون، إذ يرى هؤلاء أن الاتحاد بات يمنح هوية حتى لمن يكتب "قفشات" في سبيل توظيفه مستقبلا لصالح الرئيس وضمان صوته في الانتخابات، كذلك فإن المنتقدون عبروا عن امتعاضهم من إخفاء الميزانية الاقتصادية للاتحاد وعدم معرفته بإيرادات المهرجان أو المناسبات الأدبية التي تحدث.
وأيضا، يرى المنتقدون ومنهم الكاتب حسين رشيد، أن إدارة اتحاد الأدباء جاءت وفق ممارسة ديمقراطية وانتخابات رغم ما أثير عنها من إشكالات، فيفترض عليهم احترام هذه التجربة الديمقراطية وتكريس مفاهيمها، والانفتاح على الأدباء أو من يعترض على الفعاليات، لا تكريس النهج الإقصائي وتهميش هذا الطرف وذاك، والشروع بدكتاتورية نقابية جديدة تؤسس على مخلفات الثقافة الزيتونية القمعية.
في النهاية، لا يرى المنتقدون لعمل الاتحاد أي خصومة، بقدر ما هو اختلاف وجهات نظر وتأشير لمواطن خلل وأخطاء وهفوات عمل إدارية ونقابيّة ، يفترض بالجهة التي طالها النقد ان تقدم الشكر والعرفان للمنتقدين لا ان تصفهم بالخصوم بالتالي الجميع منضوٍ تحت لواء الاتحاد وهذا يعني ان ليس ثمة خصومة في الامر بقدر ما هو اختلاف في وجهات النظر ، والاختلاف لا يفسد للود قضية.