أحد ضحايا قصف برخ.. "العريس الشهيد" وعد صديقه فأوفى ولكن!
إنفوبلس/..
خمسة أيام فقط عاشها عباس العوداي في حياته الجديدة، الحياة الزوجية، التي لم يهنئ بها، نتيجة استهتار تركي.
عباس علاء عبد الحسين العوادي، يبلغ من العمر 30 عاماً، تزوج منذ خمسة أيام، أراد أن يقضي ما يعرف بـ"شهر العسل" في محافظة دهوك، لكن القدر كان له رأي مختلف، فخطفه الموت، بعد أن أقدمت القوات التركية على مهاجمة مصيف برخ في المحافظة ما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى.
ويقول أحد أصدقائه، يدعى حسين، ما نصه: "كتله عباس شراح تجيبلي من الشمال ؟ كال : شي انت تحبه كلش .. كتله ما اريد شي ينوكل ولا ينشرب ولا ينلبس! كال راح اجيب شي الك خاص كلش وشرط الا بصندوك!! وفعلا عباس كان صادق جدا ،، لان اني احبه كلش واجاني بصندوك الموتى".
لن يكن العوادي آخر الضحايا، كما أنه لم يكون أولهم من المدنيين، فحكومة أنقرة مستمرة منذ سنوات عدة بقصف أراض عراقية، لكن هذه المرة زادت حدتها وأخذت بالتوسع في عمليات القصف والتوغل البري وإنشاء القواعد، والحجة في كل مرة "محاربة حزب العمال الكردستاني" ذلك الحزب الذي تصنفه تركيا "إرهابياً".
ورغم ذلك، لم يكن للحكومات المتعاقبة، والحالية على وجه التحديد، دوراً شجاعاً يحسب لها أولاً، ويحفظ كرامة العراقيين وسيادة البلد ثانياً، فكل عملية تركية تتم داخل العراق تقابل بصمت مطبق، ناهيك عن أن كردستان هي الأخرى التي لم تبد مواقف رسمية حاسمة، بل أن الأغرب نجد أن زعامات كردية وأخرى سنية تتهافت على الذهاب إلى أنقرة ولقاء مسؤولين اتراك بارزين هناك لأخذ الأوامر وتطبيقها هنا، في العراق.
ويوم أمس، تعرض مصيف برخ في محافظة دهوك إلى قصف مدفعي، أسفر عن قتل تسعة مدنيين عراقيين، وإصابة نحو 28 آخرين ليقدم بعدها العراق، شكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضد تركيا، واستدعاء سفيرها في بغداد وإبلاغه الإدانة، وسحب القائم بالأعمال العراقية من أنقرة، وتأجيل إرسال سفير جديد إلى تركيا.
وشهدت المحافظات العراقية تظاهرات حاشدة امام مقار اصدار سمات الدخول "الفيزا" التركية وإنزال الاعلام التركية فيها وإغلاقها احتجاجاً على القصف.