أزمة قد تنفجر بأي لحظة.. الوقف السني يمنح جامع أم الطبول للاستثمار والهدف بناء مجمعات سكنية.. هل يوافق الصميدعي؟
انفوبلس..
ملف فساد جديد وكبير خاص بالوقف السني بدأت ملامحه بالظهور للرأي العام وستنكشف العديد من تفاصيله خلال الفترة المقبلة، وهذه المرة يخص جامع أم الطبول، حيث قام الوقف بمنحه لمستثمر بغرض بناء كلية على أرضه واستثمار الباقي لبناء مجمعات سكنية، الأمر الذي من شأنه أن يفجر موجة غضب كبيرة بداخل المجتمع السني تجاه وقفهم من جهة، ويولّد صراعاً جديداً بين رئيس الوقف السني مشعان الخزرجي ورئيس دار الإفتاء مهدي الصميدعي حيث يشغل الأخير وداره الجامع ويستحوذ على مجمع فيه يحتوي على 150 شقة سكنية.
عضو مجلس محافظة بغداد عمار الحمداني، كشف يوم أمس السبت، بلقاء متلفز، إن جامع أم الطبول مُنح قبل أسبوع من قبل الوقف السني لمستثمر بغرض بناء كلية على أرضه واستثمار الباقي من مساحته الشاسعة.
وأضاف الحمداني، إن الجهة المستثمرة هي "كلية الباني" وتهدف إلى استغلال أرض الجامع لبناء وحدات سكنية عليها، مشيراً إلى أن المساحة الكلية التابعة للجامع تبلغ 14 دونما.
وأكد الحمداني، إنه سيتجه للنزاهة برفقة عضو مجلس النواب حسين عرب لكشف تفاصيل الملف وفتح تحقيق في هذا الموضوع، كما وجهة مناشدة لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لمتابعة هذا الملف وملف التجاوزات على الأراضي في مناطق الكرخ بنفسه.
إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة أن الوقف السني قام ببيع جامع أم الطبول إلى مستثمر لبناء مجمع سكني استثماري، سعر أقل شقة بهذا المجمع يبلغ 350 ألف دولار، مؤكداً أن الوقف سيحول كل الجوامع إلى مولات وجامعات ووحدات سكنية.
الشيخ ضاري العاصي، أحد قراء القرآن الكريم في الجامع بفترة سابقة، علق على صفحته في فيسبوك على أنباء استثمار المسجد، وقال: جامع أم الطبول قرأت فيه القرآن لعقدين فهو واجهة بغداد وحضارتها. هل أفلس العراق الذي جعل الله خزائن رحمته في أرضه يحتاج الى استثمار أرض الجامع؟ اتقوا الله فالوقف وقف الله ستكون عليكم حسرة وندامة، وستُصلون سعيرا. حسبنا الله.. والله أكبر.
وافتُتِح جامع أم الطبول عام 1388 هـ/1968م، وهو من مساجد بغداد الحديثة الفخمة، ويقع على أطراف منطقة اليرموك باتجاه مدينة البياع، وهو الجامع الأقرب لشارع الخط السريع المؤدي إلى مطار بغداد الدولي، وهو مقر دار الإفتاء العراقية.
وقبل نحو 10 أشهر حدث خلاف كبير بين الوقف السني برئاسة مشعان الجزرجي ودار الإفتاء برئاسة مهدي الصميدعي تطورت إلى استخدام السلاح، وذلك بخصوص جامع أم الطبول حيث احتجزت قوة حماية رئيس دائرة الإفتاء مهدي الصميدعي، رئيس الوقف السني مشعان الخزرجي وعدداً من أفراد حمايته أثناء زيارة كان يجريها الأخير إلى الجامع.
وقال مصدر، إن" الخزرجي كان يجري زيارة ظهر اليوم إلى جامع أم الطبول وسط بغداد حيث مقر دار الإفتاء، قبل أن تحتجزه قوة من حماية الصميدعي هناك"، وأشار الى وجود "انتشار أمني واسع في محيط الجامع".
وفي حينها أفاد بيان لديوان الوقف: "تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً غير دقيقة بخصوص التجاوزات التي حصلت هذا اليوم في جامع أم الطبول ببغداد، ويود الديوان أن يوضح للرأي العام تفاصيل ومجريات القضية، حيث أجرى رئيس ديوان الوقف السني زيارة ميدانية عاجلة للمسجد المذكور بعد إبلاغه بحدوث تجاوز على أحد منتسبي الديوان وبعد وصول رئيس الديوان الى المسجد قام بعض عناصر الحمايات التابعين لـ(مهدي أحمد الصميدعي) بإطلاق النار في الهواء لمنع وصول رئيس الديوان الى داخل المسجد والاطلاع على مجريات المشكلة".
وأكد ديوان الوقف السني، أن "إشهار السلاح واستخدامه بهدف إرهاب أي موظف خلال تأدية واجباته الوظيفية يُعد جريمة يعاقب عليها القانون وستتم إحالة المتورطين بهذه الجريمة إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل جراء هذا التجاوز".
وكشف مصدر مطلع أن "سبب المشاجرة، هو خلاف على ترشيح بعض الأسماء لإشغال مناصب بالإضافة إلى خلاف على مساحة خضراء ضمن الجامع جرى طرحها فرصة استثمارية، مما أدى إلى إطلاق رصاص حي في الهواء من قبل حماية الطرفين".
ومن المتوقع أن تتفجر أزمة جديدة بين الوقف السني ورئيسه مشعان الخزرجي ودار الإفتاء ورئيسها مهدي الصميدعي على خلفية منح أراضي جامع أم الطبول للاستثمار حيث تعتقد كل جهة إنها صاحبة الحق بتملك الجامع وأراضيه.
وفي الثاني من كانون الأول الماضي، أعلن ديوان الوقف السني، إلزام القضاء العراقي مهدي الصميدعي بإخلاء الشقق السكنية في جامع أم الطبول.
وقالت الدائرة القانونية في الديوان في إيضاح مقتضب، إن "القضاء العراقي ألزم المدعو مهدي الصميدعي بإخلاء الشقق السكنية في جامع أم الطبول وتسليمها للوقف السني".
وأشارت وثائق صادرة من محكمة بداءة الكرخ الى " قرار القضاء والذي يلزم فيه مهدي الصميدعي بإخلاء الشقق السكنية في مجمع ام الطبول وتسليمها للوقف السني وقد اكتسب الدرجة القطعية منذ سنين، فضلا عن قرار آخر يقضي بتغريمه على اشغال الشقق خلال المدة الماضية".
ويُتهم الصميدعي بالسيطرة بدعم من مجموعة مسلحة يديرها خارج القانون، على جامع أم الطبول الذي يعد واحدا من أكبر المساجد في العاصمة العراقية بغداد، ويقع في منطقة اليرموك من جانب الكرخ، كما يستثمر مرفقات المسجد التي تتضمن مجمعا سكنيا من نحو 150 شقة.