أزمة وقود تضرب محافظات العراق.. النفط تصوّب نحو "الطقس" وتحمّل المواطنين جزءا من المسؤولية!
طوابير أمام المحطات
أزمة وقود تضرب محافظات العراق.. النفط تصوّب نحو "الطقس" وتحمّل المواطنين جزءا من المسؤولية!
انفوبلس/..
شهدت محافظات البلاد، أزمة وقودية في وقت تزامن مع تصريحات وزارة النفط التي أشارت إلى التحول التدريجي من الاستيراد للمشتقات النفطية الى التصدير في البلاد، والذي أجبر عددا من المحافظات بالاعتماد على مصفى كربلاء.
*الطقس يتحمل المسؤولية
أصدرت شركة توزيع المنتجات النفطية، بياناً نفت فيه وجود أزمة بتجهيز المحطات بالوقود.
وذكر بيان للشركة، أنها "تنفي وجود نقص في آلية تجهيز البنزين إلى المنافذ التوزيعية ومحطات تعبئة الوقود في بعض المحافظات، وتؤكد على ضخ كميات كبيرة من البنزين المنتج من المصافي الوطنية والمستورد".
وأضافت، أن "محطات تعبئة الوقود في المحافظات التي شهدت زيادة في الطلب مؤخراً، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي تسببت في وجود زخم أمام محطات التعبئة في أوقات محددة".
*السبب
ويوم أمس الأحد، كشفت شركة توزيع المنتجات النفطية، عن سبب أزمة الوقود التي عصفت بالبلد، فيما وضحت أسباب استيراد العراق للبنزين بالرغم من وجود محطات التصفية.
وأوضح مدير إعلام المنتجات النفطية رافد صادق، أن "شركة توزيع المنتجات النفطية هي شركة تابعة لوزارة النفط هي معنية بحركة الوقود في عموم العراق". مشيرا إلى، أنه "في اليومين السابقين من الأسبوع الماضي كان هناك ضغط على بعض المحطات في بعض المحافظات، أما محافظة بغداد فلم يكن فيها أي ضغط على محطاتها وقد تم تعويض حصص هذه المحافظات من قبل الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية ومضاعفة حصصها". منوها، أنه "تم القضاء على حالة الهلع التي لدى المواطن".
*مواطنون يتحملون المسؤولية!
ويضيف صادق، أنه "منذ يومي السبت والأحد السابقَين الأمور تسير بشكل طبيعي، فالمحافظات قد تسلمت حصصها الوقودية المعتادة عليها في الأيام الماضية". مستدركا بحديثه، أنه "يمكن أن تكون هناك زيادة بالضغط على بعض الحصص لعدد من المحافظات لكون أن هناك مواطنين قد تزودوا بالوقود أكثر من مرة تحسباً للطارئ فتم تعويض الخزين الاستراتيجي من خلال المنتجات النفطية بواسطة مستودعاتها عن طريق إنتاج المصافي وأيضا عن طريق تعويض النقص من الاستيراد، وحاليا الوضع أكثر من جيد جدا، والأمور قد عادت الى طبيعتها وبانسيابية طبيعية".
يتابع، أن "الحاجة لاستيراد البنزين لا تزال باقية لكنها تراجعت الى حد كبير، حيث كان الاستيراد سابقا يصل الى 15 مليون لتر بنزين يوميا، لكن الآن ومع تشغيل مصفى كربلاء تنازل معدل استيراد البنزين الى 6 ملايين لتر في اليوم". منوها، أنه "أيضا كان هناك استيراد لكميات من زيت الغاز (الكاز) بينما اليوم معدل استيراده وصل الى صفر بالمئة، كما هو الحال في استيراد النفط الأبيض فقد وصل استيرادها أيضا الى صفر بالمئة، إذ إننا نعوّل على المصافي، مثل استكمال مشروع مصافي بيجي وأيضا دخول وحدة الـFCC الى مصافي البصرة، وهذه المشاريع إذا ما اكتملت سنصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي نهاية العام الحالي".
*ناقلة هي السبب
من جهته، كشفت النائب عن محافظة الديوانية نور نافع الجليحاوي، عن سبب أزمة الوقود في بعض المحافظات ومنها الديوانية.
وقالت الجليحاوي، "تابعنا باهتمام عودة طوابير السيارات أمام محطات الوقود في الديوانية وبعض المحافظات الاخرى خلال الساعات الماضية، وتواصلت بشكل مباشر مع الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية للوقوف على أسباب أزمة الوقود".
وأضافت، إن "الأزمة هي بسبب تأخر وصول الناقلة التي تحمل مادة البانزين الى الموانئ العراقية ضمن الموعد المدد لكنها طمأنت بأن الناقلة وصلت وأن عملية التوزيع تمت المباشرة بها للمحافظات".
وأشارت إلى، أن "أزمة الوقود ـ في إشارة إلى البانزين ـ ستُحل خلال الساعات القليلة القادمة".
وتسبُّب تأخر ناقلة بحرية بنقل المشتقات النفطية، بأزمة وقود في العراق، يُعد أمراً مستغرباً، خصوصا أن العراق لا يستورد فقط البنزين المحسن، بينما الأزمة طالت جميع أنواع الوقود، كما أن استيراد العراق من البنزين المحسن من المفترض أنه قد انخفض الى الثلث بعد افتتاح مصافي كربلاء وبيجي، الأمر الذي يشير إلى سوء وفشل آلية توزيع المشتقات داخلياً.
*أزمة مفتعلة
أحد المواطنين من أهالي محافظة البصرة خلال زياته لذي قار بيّن أنهم في البصرة ”لا يعانون من أزمة وقود السيارات (البنزين)، ولكن جاء إلى الناصرية لشراء مركبة، وأنه ينتظر منذ حوالي 6 ساعات في طابور إحدى محطات تعبئة الوقود وبدون نتيجة، وبالتالي قام بشرائه في السوق السوداء ( 22 لتر بسعر 35 ألف دينار)، منتقدا الحكومة بافتعال أزمة البنزين والبلد معروف بأنه أرض البترول والغنى والخيرات في كل شيء".
*طوابير السيارات
مواطن آخر أشار إلى أنه من المعيب أن نقف في طوابير طويلة ولساعات من أجل الحصول على القليل من البنزين أو قد لا تحصل عليه لنفاد الكمية في محطة التعبئة، ونحن أصحاب النفط والخيرات، مبينا أنه من سكنة محافظة الديوانية وجاء إلى الناصرية بحكم عمله كسائق مركبة، والآن يريد العودة إلى مدينته وبيته وسيارته خالية من الوقود”، متسائلا كيف سأعود؟ منتقدا الحكومة بسوء تخطيطها وإدارتها لثروات البلاد.