أُسرة "منير عبد الأمير"في بغداد الجديدة تموت اختناقا بسبب حريق إثر تماس كهربائي مع الساندويش بنل
انفوبلس/..
فاجعة جديدة، استيقظ عليها أهالي بغداد الجديدة، ذهب ضحيتها عائلة مكونة من 6 أشخاص، بسبب تماس كهربائي أحدث حريقاً تسبب باختناق العائلة بالكامل.
وأشارت مصادر مطلعة، أن "ستة أشخاص من أُسرة واحدة لقَوا مصرعهم بحادث مأساوي في بغداد نتيجة تماس كهربائي الليلة الماضية".
وقالت وسائل إعلام محلية، إن أفراد الأسرة توفوا نتيجة الاختناق بسبب احتراق منزلهم في منطقة بغداد الجديدة، وذلك بسبب حدوث تماس كهربائي.
وأشارت إلى أنه تم نقل جثث أفراد الأسرة إلى الطب العدلي، حيث سيتم إجراء الإجراءات النظامية اللازمة لتحديد أسباب وملابسات الحادث المأساوي.
ويؤكد شهود عيان، أن "ربَّ الأُسرة المهندس منير عبدالأمير طعمة الازيرجاوي، موظف في قطاع البلديات، توفي مع عائلته بسبب تماس كهربائي حدث في منزله".
وذكر مقربون من العائلة، أن الحريق حدث داخل المنزل، بسبب التماس الكهربائي الذي تسبب بإشعال ألواح "السندويج بنل" الموجودة في بناء المنزل الذي تسكن فيه العائلة.
"السندويج بنل" مخالف للقانون
وعدَّت الجهات الأمنية الرسمية، أن البناء بألواح تساعد على الاشتعال "السنوديج بنل" المسبِّب الأكبر للحرائق في العراق، فيما لفتت إلى أن ظاهرة التماس الكهربائي تتصاعد مع الدخول في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث أكدت جهات رسمية أن "الإحصاءات الأخيرة لمديرية الدفاع المدني، أن "الحرائق تكون أسبابها مخالفات عديدة، أولها اللجوء إلى البناء أو التعمير بألواح سريعة الاشتعال التي يطلق عليها (السندويج بنل)، إضافة إلى الشبكات العنكبوتية للكهرباء والإهمال في استخدام وسائل التدفئة وعبث الأطفال".
وأوضحت، أن "وزارة الداخلية لا تتنصل عن مسؤولياتها تجاه أحداث الحرائق، لكن ينبغي التأكيد على أن المواطن عليه أن يشعر بالمسؤولية لاسيما على صعيد الالتزام، والقانون قد تضمن العديد من العقوبات للمخالفين".
مدير المديرية العامة للدفاع المدني اللواء محسن كاظم، ذكر في حديث صحفي، أن "استخدام المواد التي تكون سريعة الاشتعال في أعمال البناء منها ألواح (السندويج بنل)، يُعد مخالفاً لتعليمات السلامة، علاوة على اعتماد تغليف (الايكوبوند) الخاص بواجهات المباني والتغليف الداخلي للجدران المصنّع من مواد بلاستيكية سريعة الاشتعال، مؤكداً حظر استخدام تلك المواد بقرار من مجلس الوزراء العام 2013.
وعدَّ الإهمال بشروط السلامة أهمَّ أسباب الحرائق في البلاد، محدداً مسؤولية تحديد أسباب حوادث الحرائق بمديرية الأدلة الجنائية، التي تستدعي خبراءها لرفع العينات ليأخذ التحقيق مساره، ليتم بعدها إبلاغ مديريته بنتائجه وفق مخاطبات رسمية.
وبحسب مديرية الدفاع المدني، يضم العراق 225 مركزا للدفاع المدني موزعا في مختلف المدن والمحافظات باستثناء إقليم كردستان، فضلا عن عشرات الفرق التابعة للمديرية المرابطة في المواقع المهمة وقرب المراكز التجارية.
60% من الحرائق بسبب الكهرباء
من جانبها، أعلنت مديرية الدفاع المدني، أن إحصاءاتها لحوادث عام 2023، تضمنت إخماد أكثر من 21 ألف حريق في مختلف محافظات البلاد، باستثناء محافظات إقليم كردستان.
وشملت تلك الإحصاءات، حرائق اندلعت داخل مبان حكومية وتجارية ومصانع ومعامل ومخازن ودور سكنية وأراض زراعية وحقول وسيارات وغيرها، وفق بيانٍ للدفاع المدني.
وذكر البيان، أن مجموع الحوادث خلال عام 2023، بلغ 21.024 حادثاً، بنسبة أقل من 21% عن الحوادث التي وقعت عام 2022، البالغ عددها 32.477 حادثاً.
وبحسب البيان، تصدّرت العاصمة بغداد باقي المحافظات بعدد حوادث الحريق والمسجّلة بـ 4.500 حادث، بينما تصدر جانب الرصافة على جانب الكرخ بعدد الحوادث.
في وقتٍ كانت محافظة ميسان أقل المحافظات في أعداد حوادث الحريق بعد أن سُجّلت 543 حادثاً فقط خلال عام 2023.
وقالت مديرية الدفاع المدني في بيانها، إن النسبة الأكبر لأسباب الحرائق وهي 60%، كانت نتيجة تذبذب التيار الكهربائي الوطني والشبكات العنكبوتية للأسلاك الكهربائية المتدلية للمولدات الأهلية.
تليها حوادث حريق بسبب عبث الأطفال بنسبة 15 %، في حين شكّلت الحرائق المتعمّد نسبة 7 % نتيجة النازعات العشائرية وغيرها من أسباب متعمدة.
إضافة إلى نسبة 6% نتيجة الإهمال بشروط السلامة، كما شكّلت أسباب أخرى متفرقة ما نسبته 12% وفق تقارير مديرية الأدلة الجنائية المعنية وفق القانون بالتحقيق بأسباب اندلاع حوادث الحريق.
أما بخصوص أعداد حوادث الإنقاذ التي نفذتها مديرية الدفاع المدني خلال عام 2023، فبلغت 455 حالة إنقاذ، وفق ما أكّده البيان.
كذلك أنقذت مديرية الدفاع المدني مبالغ مالية قُدِّرت بأكثر من 411 مليار دينار في القطاعين العام.
صفائح الـ"سندوتش بنل" وألواح "الكوبوند"
سندوتش بنل، صفائح معدنية معزولة بنوع من الإسفنج الذي يُسهم بالعزل الحراري، لكنه سريع الاشتعال، وهو رغوة خاصة ناعمة ومرنة، وتكون من مواد مثل مادة البولي يوريثين، البوليستيرين، الصوف الصخري، الصوف الزجاجي توضع وتلصق مع الصفائح، وهي منظومة تساعد على حماية الأبنية من العوامل الخارجية، وتقدم حلول عملية واقتصادية لتأسيس بنية قوية.
وتستخدم كعامل مساعد حصين وخفيف لتغطية أسطح وجبهات الأبنية، علاوة على استخدامه لتحقيق العزل الصوتي والحراري أو إنشاء مخازن تبريد، ويتم إنتاج "الساندوتش بانل" بكافة أنماط العزل بما فيها مواد PUR وPIR والصوف الصخري وEPS. وهي تستخدم عموما في المنشآت الصناعية والمباني التجارية ومخازن التبريد والمنشآت الاجتماعية ومحطات الطاقة والأبنية الزراعية ومباني تربية الحيوانات.
وفيما يخص ألواح الكوبوند أو (الكلادينغ)، فهي عبارة عن مجموعة من الألواح المصنوعة من الألمنيوم التي تحتوي بداخلها على مادة فلينية تكون عازلة للحرارة والبرودة.
كما أن الطبقة الخارجية لا تصدأ او تنكسر ولا يتغير لونها، وفقا لـ"ماك جروب"، وهذه الألواح المعدنية مصنوعة من مادة الألمنيوم وتتميز بوجود مادة يطلق عليها PVDF، وهي من أنواع الدهانات سريعة الاشتعال.
وهذا ليس الحادثة الأولى التي تفاقمها مثل هذه المواد، حيث حصلت حوادث متفرقة تسببت بخسائر كبيرة، ففي عام 2020 اندلع حريق ضخم في سوق باب المعظم وسط العاصمة بغداد، تبين لاحقا أن الأبنية مخالفة للقوانين، إذ جرى بناؤها بطريقة "السندويش بنل"، وتغليفها بمادة "الاكوبوند"، الأمر الذي أسهم في ارتفاع احتمالات حدوث الحرائق، فضلا عن سرعة الاشتعال"، بحسب حديث مدير عام الدفاع المدني، اللواء كاظم بوهان، في تصريح لصحيفة "الصباح" الحكومية حينها.
ويعتبر استخدام هذه المواد من مخالفات البناء، إلا أن العراق يعمل على وضع قانون مفصّل للبناء، وكانت وزارة الإعمار والاسكان والبلديات العامة، قد ناقشت مسودة قانون البناء العراقي، ومقترح تشكيل مجلس البناء.