إقليم كردستان لا يعترف بيوم النصر وعطلته.. هل للعبادي وكركوك علاقة؟
انفوبلس/ تقارير
أصبح عدم احتفال إقليم كردستان بيوم النصر على قوى الظلام، محلَّ جدل في الأوساط السياسية والشعبية، فيما تُطرح تساؤلات جدّية حول سبب هذا الأمر الذي لم يكن للمرة الأولى، بل مبدأ ثابتاً لدى الإقليم طوال السنوات الماضية. فأين يكمن ذلك السبب؟ وهل لحيدر العبادي وعملية فرض القانون في كركوك علاقة؟ إليك كامل التفاصيل وتاريخ المناسبة قبل 7 أعوام.
توجيهات من السوداني
قبل الشروع في تفاصيل الرفض الحكومي في إقليم كردستان ليوم النصر وعطلته، لابد من ذكر التوجيهات الصادرة أمس الأول من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بهذه المناسبة.
إذ أصدر السوداني، عدة توجيهات بمناسبة يوم النصر الكبير على عصابات "داعش" الإرهابية، لعل أبرزها توجيه وزارتي التربية والتعليم فى بغداد والمحافظات وإقليم كردستان ولاسيما في المناطق المحررة من جعل يوم الخميس الموافق 12 كانون الأول 2024 يوم الاحتفال المركزي للطلبة في المدارس والجامعات وتخصيص الساعة الأولى لرفع العلم العراقي وإلقاء الكلمات احتفاءً بيوم النصر الكبير وتحرير المحافظات من عصابات داعش الإرهابية.
كما وجه السوداني، بتعطيل الدوام الرسمي ليوم الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 (أي اليوم) في الوزارات والمؤسسات الحكومية كافة احتفاءً بيوم النصر.
الإقليم يرفض الاعتراف
كما قلنا، فقد أصبح عدم احتفال إقليم كردستان بيوم النصر على تنظيم "داعش" الإرهابي، محلَّ جدل في الأوساط السياسية والشعبية، فيما تُطرح تساؤلات عميقة وجدّية حول سبب هذا الأمر الذي لم يكن للمرة الأولى، بل مبدأ ثابتاً لدى الإقليم طوال السنوات الماضية.
وبهذا الصدد، أكدت حكومة إقليم كردستان، أنه لا توجد عطلة رسمية بمناسبة "يوم النصر" على داعش.
وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم بيشوا هوراماني في بيان، إن "عطلة يوم النصر لا تشمل إقليم كردستان".
وأضاف، إن "الدوام سيكون رسميا في جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية بكردستان".
سر عدم الاحتفال
طُرحت العديد من التساؤلات عن سبب عدم مشاركة الإقليم بهذا اليوم وعدم تعطيل الدوام بهذه الذكرى التي من المفترض أنها تهمُّ جميع المحافظات العراقية خصوصاً وأن الإقليم كان من بين المناطق المتضررة من الإرهاب.
عضو الكادر المتقدم في الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خشناو، قال إن عدم احتفال الإقليم بيوم النصر "خطوة غير صحيحة".
وقال خشناو في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "الجميع في معركة داعش قدّم أنهر من الدماء التي اختلطت في تحرير المدن"، لافتا الى أنه "لا يعرف الأسباب التي منعت الاحتفال بيوم النصر في إقليم كردستان والحكومة لم تبرر لكن اعتبرتها خطوة غير صحيحة".
وأضاف، إنه "يفترض أن يجري الاتفاق على يوم للاحتفال بالنصر على داعش لأنها حق كل العراقيين بمختلف أطيافه وليس حقا للنظام السياسي".
وأشار إلى، أنه "عدم الاحتفال بيوم النصر لم يجرِ تسويقه في قنوات إقليم كردستان ولم يأخذ مداه في تحويله إلى قضية رأي عام لكن المطلعين وأنا منهم استوقفني الأمر لأن اليوم هو انتصار لكل العراقيين وليس لطرف على آخر وهو تثمين لدماء زكية من كل الأطياف لتحرير المدن".
هل للعبادي علاقة؟
وفي محاولة للمقاربة، فإن إعلان النصر الذي تم في 10 كانون الاول 2017 من قبل رئيس الوزراء حينها حيدر العبادي، جاء بعد شهرين فقط من عملية "فرض القانون" في كركوك التي أعلنها العبادي ضد قوات البيشمركة وانتشارهم وسيطرتهم على بعض المناطق المتنازع عليها عقب إعلان استفتاء الانفصال، وأصبح لدى إقليم كردستان مع حيدر العبادي أشبه ما يكون بـ"الصدع السياسي".
ومن الأشياء المرتبطة بإمكانية عدم شعور الإقليم والبيشمركة بأنهم جزء من هذا النصر، هو أن قوات البيشمركة وتحديداً في أكتوبر 2017 أي قبل شهرين من إعلان النصر، انسحبت إلى حدود 2014، أي قبل انتشارها في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش، وقامت القوات العراقية بتسلم هذه المواقع من البيشمركة في الموصل وكركوك، وهو ما يرجح أنه السبب الأساسي بعدم اعتماد البيشمركة لهذا التاريخ كيوم للنصر على داعش، خصوصا وأن صورة إعلان النصر يظهر بها العبادي وخلفه مختلف الصنوف الأمنية من الشرطة الاتحادية والجيش ومكافحة الإرهاب والحشد مع غياب واضح للبيشمركة، بحسب محلل في الشؤون السياسية.
ولكن بمراجعة سريعة، يتضح أن هذه ليست المرة الاولى، بل إن إقليم كردستان في كل عام يعلن عدم تعطيل الدوام الرسمي خلافا لإعلان الحكومة الاتحادية تعطيل الدوام في 10 كانون الأول من كل عام.
تاريخ المناسبة
في العاشر من تموز من العام 2017، أعلن رئيس الوزراء العراقي آنذاك حيدر العبادي النصر على تنظيم داعش بعد تحرير الساحل الأيسر في الموصل وانتهاء "دولة الخرافة والإرهاب الداعشي".
وقال العبادي في خطاب متلفز: "أيها العراقيون والمقاتلون الشجعان، قاتلنا الدواعش وحققنا الانتصارات، واستطعنا بجهودكم وتضحياتكم القضاء على جميع الخطط لتفريق العراقيين والعراق واليوم العراق أكثر وحدة"، وأن "انتصارنا اليوم هو انتصار على الظلام والوحشية والإرهاب".
وأضاف أن "هذا النصر تم بتخطيط وإنجاز وتنفيذ عراقي، ولم يشارك به أحد، العراقيون هم من قاتلوا على الأرض، وحققوا النصر ومن حقهم أن يفتخروا به، لأنه لم يقاتل ويضحي على هذه الأرض غيرهم".
كانت معركة تحرير الموصل آخر معارك القوات الأمنية والحشد الشعبي، إذ شارك في المعارك حوالي قرابة 100 ألف من القوات الأمنية والحشد الشعبي وتمكنوا من قتل أكثر من 25 ألف مسلحا ونزوح ما يقارب مليون شخص من الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحريرها في شهر تشرين الأول الماضي، كما أعلن مجلس محافظة نينوى أن 80 % من مدينة الموصل قد دمرت بالكامل بفعل خراب الجماعات الإرهابية.
إما في تاريخ 10/ 12 أعلن العبادي تحرير النصر التام على عصابات داعش الإرهابية وتحرير كامل الأراضي العراقية.