استجواب عائلة "أبو بكر البغدادي" في بغداد.. من هي زوجته "أسماء محمد الكبيسي" وكيف استعادها العراق؟
انفوبلس/ تقرير
وقفت أرملة زعيم تنظيم "داعش"، الإرهابي (أبو بكر البغدادي)، أسماء فوزي محمد الكبيسي وأولادها، اليوم الخميس 15 شباط/ فبراير 2024، أمام محكمة استئناف بغداد الكرخ لتدوين أقوالهم عن المجرم الذي قُتل في سوريا عام 2019، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرة الكبيسي وما قالته للقضاء العراقي، وتفاصيل العملية العراقية من أجل استعادتها.
الكبيسي تعتبر الزوجة الأولى للمجرم "أبو بكر البغدادي" الذي تم إلقاء القبض عليها في تركيا خلال المدة ما بين 2018 - 2019
الكبيسي وأولادها أمام القضاء العراقي للتحقيق معهم
في بيان ورد لـ"انفوبلس"، أعلنت رئاسة محكمة استئناف بغداد الكرخ، اليوم الخميس، تدوين أقوال عائلة الإرهابي أبو بكر البغدادي. المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، ذكر، أن "محكمة تحقيق الكرخ الأولى وضمن خطتها لاستعادة المتهمين بقضايا الإرهاب الهاربين خارج العراق، تمكنت من استعادة عائلة المجرم الإرهابي أبو بكر البغدادي".
وأضاف البيان، أنه "بإشراف مباشر من قبل القاضي المختص في محكمة تحقيق الكرخ الأولى أُلقي القبض على عائلة المجرم الإرهابي أبو بكر البغدادي". لافتا إلى، أنه "تم تدوين أقوالهم، فيما زالت التحقيقات مستمرة معهم للكشف عن أهم أسرار عصابات داعش الإرهابية".
ولم يحدّد البيان الذي نُشر على الموقع الإلكتروني لمجلس القضاء الأعلى العراقي، عدد أفراد عائلة البغدادي الذي أُلقي القبض عليهم ولا هويتهم، ولا من أي بلد تمّت استعادتهم.
*القضاء العراقي يكشف لـ"انفوبلس"
وفي اتصال هاتفي مع مسؤول في مجلس القضاء الأعلى كشف أن القضاء العراقي حقق مع أسماء فوزي محمد الكبيسي وليس مع سجى حميد الدليمي طليقة البغدادي. وقال المسؤول لشبكة "انفوبلس"، إن "جهاز المخابرات بالتعاون مع السلطات التركية قام باسترداد زوجة أبو بكر البغدادي". مضيفاً، إنها "كانت موقوفة في تركيا".
ويأتي إعلان السلطات العراقية تزامناً مع إعلان قناة "العربية" السعودية عن بثّها مساء الخميس لمقابلة مع "زوجة البغدادي" التي تدعى "أسماء محمد".
من هي أسماء فوزي محمد الكبيسي؟
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عام 2019، أن بلاده ألقت القبض على زوجة زعيم تنظيم "داعش" الارهابي أبو بكر البغدادي، فيما وكالة رويترز نقلاً عن مسؤولي أمن أتراك صورة قالت إنها تعود لأسماء فوزي محمد الكبيسي، التي يعتقد أنها الزوجة الأولى لزعيم تنظيم "داعش".
وجاء إعلان أردوغان أثناء إلقاء خطاب في العاصمة أنقرة، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى. ولم يقُل متى أو كيف تم القبض على المرأة أو يحدد هويتها. كما قالت الوكالة إن المرأة عرّفت نفسها باسم "رانيا محمود" للسلطات التركية.
لكن، قال مسؤول تركي حينها، إن أرملة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي كشفت عن "الكثير من المعلومات" عن عمل التنظيم بعد القبض عليها عام 2018. وذكر المسؤول أن الأرملة قالت إن اسمها رانية محمود، ولكن اسمها الحقيقي هو أسماء فوزي محمد القبيسي.
وتردد أن المعتقلة هي الزوجة الأولى للبغدادي الذي قُتل في عملية نفذتها القوات الأميركية الخاصة في سوريا.
واعتُقلت هذه المرأة في الثاني من يونيو/ حزيران 2018 في محافظة هاتاي قرب الحدود السورية، إضافة إلى عشرة أشخاص آخرين، بينهم ابنته التي قيل إن اسمها ليلى جبير. وذكر المسؤول أن علاقة المرأتين بالبغدادي تأكدت باستخدام عينات الحمض النووي (دي أن أي) للبغدادي قدمتها السلطات العراقية.
وأضاف، "لقد اكتشفنا هوية زوجته الحقيقية بسرعة كبيرة، وتبرعت بالكثير من المعلومات عن البغدادي وطريقة عمل تنظيم داعش".
وواجهت تركيا اتهامات بالتواطؤ في التستر على مكان البغدادي، الذي كان يحتمي في محافظة إدلب بمنطقة خاضعة للسيطرة التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة.
*مقابلة مع زوجة "البغدادي"
زوجة زعيم تنظيم "داعش" الارهابي أبو بكر البغدادي، المدعوة "أسماء محمد"، كشفت تفاصيل "مثيرة" تظهر لأول مرة عن زوجها وذلك خلال مقتطفات من مقابلة متلفزة تُبث مساء اليوم الخميس، التي أشارت الى أن البغدادي كان لديه أكثر من 10 من السبايا الإيزيديات.
وروت "أسماء محمد"، في مقابلة على قناة "العربية/ الحدث"، ستُبث الحلقة مساء اليوم الخميس، عند الساعة الخامسة بتوقيت السعودية، أسراراً شخصية عن البغدادي تُكشف لأول مرة، ولحظات لا تُنسى عن حياتها وحياة زوجها وحيثيات ما عاشته.
وفي مقتطفات من حديثها، كشفت زوجة البغدادي، كيف انضم الأخير بعد عام 2010 إلى تنظيم القاعدة، وكيف علمت هي بالأمر، كما تحدثت عن علاقته بزوجاته وأفراد عائلته، وحتى عن علاقاته مع سباياه. كذلك تروي الزوجة، تفاصيل عن اللحظات الأخيرة في حياته قبل اغتياله بغارة أميركية في سوريا.
*من هي "سجى الدليمي" التي تم تناقل صورها اليوم الخميس على أنها زوجة البغدادي؟
أما بالنسبة الى سجى الدليمي فهي، سيدة عراقية تزوجت أبو بكر البغدادي ثم طلقها. عاشت في سوريا وسُجنت فيها قبل أن يفرج عنها النظام السوري. اعتُقلت على الحدود اللبنانية نهاية 2014، وأُطلق سراحها في صفقة تبادل أسرى بين جبهة النصرة والنظام اللبناني في 1 ديسمبر/ كانون الأول 2015.
اشتهرت سجى الدليمي بكونها زوجة سابقة لأبو بكر البغدادي وهي أم ابنته هاجر. وقد تضاربت الأنباء حول ذلك الزواج بين من قال إنه استمر شهراً فقط ومن قال إنه استمر ثلاثة أشهر.
ورجحت تقارير إعلامية عام 2015 أن سجى تزوجت البغدادي قبل أكثر من تسع سنوات، وعاشا بدمشق في حي السيدة زينب حتى 2006، حيث طلقها البغدادي ثم عاد إلى العراق. ونقلت صحف لبنانية عن مصدر أمني لبناني قوله إن اختبار الحمض النووي لهاجر يثبت أنها فعلاً ابنة البغدادي.
سجى الدليمي هي أم لأربعة أطفال، التوأم أسامة وعمر من زوجها الأول فلاح إسماعيل الجاسم، القائد السابق لجيش الراشدين في محافظة الأنبار الذي قُتل عام 2010، وهاجرت زوجة البغدادي، والطفل الرضيع الذي ظهر معها أثناء صفقة الإفراج عنها، وهو من زوجها الفلسطيني كمال محمد خلف.
ونقلت جريدة السفير اللبنانية في يوليو/ تموز 2015 عن سجى قولها أمام القضاء اللبناني إنها لم تتزوج "الخليفة" البغدادي، بل تزوجت رجلا عراقيا ذكرت أن اسمه هشام محمد وذلك لشهر واحد فقط قبل أن يطلقها، غير أنها لم تنكر أن الرجل الذي ظهر على التلفزيون باسم الخليفة البغدادي هو نفسه الرجل الذي تزوجته قبل سنوات، موضحة أنه لم يكن يحمل وقتئذ اسم أبو بكر لأن الأوضاع قبل سنوات في العراق وسوريا لم تكن مثلما هي عليه في 2015.
*الإرهابي الأخطر!
أما البغدادي، فهو ابراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي، وشهرته أبو بكر البغدادي، وُلِد في 28 يونيو 1971.
وكان أمير تنظيم ما كان يُعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" خلفاً لأبي عمر البغدادي، إلى أن قام بإعلان الوحدة بين تلك الجماعات، وهي دولة العراق الإسلامية المسلحة ومنظمة "جبهة نصرة أهل الشام في سوريا" تحت اسم "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، "داعش"، وجميعها تنظيمات إرهابية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد أعلنت في 4 أكتوبر 2011، أبا بكر البغدادي إرهابيا عالميا، راصدةً مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله. وفي 16 ديسمبر 2016، زادت الولايات المتحدة المكافأة إلى 25 مليون دولار.
إلى أن أعلن التنظيم الإرهابي في 29 يونيو 2014، قيام ما أسماها "الخلافة الإسلامية"، وتم تنصيب أبي بكر البغدادي خليفةً، وسيطر على مدن كثيرة في العراق وسوريا وهي الموصل والرقة وتكريت ونينوى والرمادي وكوباني ودير الزور ومناطق من ريف حمص وحماة والحسكة وتل أبيض.
وبعدها قامت جماعات إرهابية أخرى في بلدان أخرى بالانضمام لـ"داعش" الارهابي، إلا أن الولايات المتحدة أعلنت في 26 أكتوبر 2019، مقتل البغدادي بعد غارة شنتها في عملية خاصة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي اجتاح عددًا من المدن العراقية، وفي العاشر من شهر حزيران/ يونيو 2014 وصل إلى تخوم العاصمة والمدن الدينية المقدسة، بيد أن فتوى الجهاد الكفائي للمرجع السيستاني التي صدرت بعد ثلاثة أيام من ذلك الاجتياح غيّرت موازين القوى، لتتوالى انتصارات العراقيين إلى أن تمّ إعلان الانتصار النهائي على ذلك التنظيم الإرهابي بعد حوالي ثلاثة أعوام ونصف العام، بينما روّجت الأوساط السياسية والإعلامية الغربية، وتحديدًا الأميركية، بأن القضاء على "داعش" يتطلب ثلاثين عامًا.