الأربعينية الأكبر بالتاريخ.. توقعات باستقبال 25 مليون زائر ولجنة الأمن تنشر 15 ألف منتسب مدني بين الزوار
انفوبلس..
مع انقضاء شهر محرم الحرام ودخول شهر صفر، بدأت الاستعدادات الاجتماعية والأمنية للحدث الأهم خلال العام في العراق، ألا وهو زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في العشرين من شهر صفر، ومع التحسّن الكبير في الوضع الأمني والخدمي كشفت التوقعات بأن زيارة هذا العام ستكون الأكبر في التاريخ وقد يصل عدد زوار كربلاء المقدسة إلى أكثر من 25 مليون زائر، وفق مصادر مطلعة.
3-5 ملايين زائر أجنبي
في الثالث عشر من آب الجاري، أعلن وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، تحديد أربعة منافذ حدودية برية دولية تعمل على مدار الساعة لاستقبال الزائرين الأجانب الذين يقصدون البلاد لإحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء المقدسة، متوقعاً دخول قرابة 5 ملايين من أولئك الزائرين إلى العراق.
ووصلت اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة الأربعين، برئاسة وزير الداخلية، وقائد القوات البرية ووكيل جهاز الأمن الوطني ووكلاء الشرطة والاستخبارات في وزارة الداخلية ومعاون عمليات الحشد الشعبي في 13 آب الجاري، إلى محافظة ذي قار، للاطلاع على تفاصيل الخطط الأمنية في خمس محافظات، وهي البصرة وذي قار وميسان والمثنى وواسط، بحضور قادة العمليات (البصرة وميسان وسومر) وقادة شرطة المحافظات ذاتها ومديري الأجهزة الأمنية فيها.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع القادة الأمنيين في محافظة ذي قار، إن زيارته شملت عرض الخطط الأمنية الخاصة لتأمين زيارة أربعينية الإمام الحسين في محافظات (البصرة، وواسط، وميسان، وذي قار، والمثنى)، وقد استمعنا إلى إيجاز مفصل من قبل القادة الأمنيين عن خططهم وإجراءاتهم المخصصة ضمن هذا المجال إضافة إلى التنسيق مع الخطط المُعَدَّة من قبل الحكومات المحلية.
وأوضح، إن هذه المحافظات الخمس هي نقطة الانطلاق باتجاه كربلاء، وكذلك الذي يميزها وجود منافذ حدودية برية دولية وهي (صفوان، الشلامجة، الشيب وزرباطية)، مشيرا إلى أن هذه المنافذ ستكون شغّالة على مدارس الساعة لدخول الزائرين الأجانب من دول الخليج العربي وإيران.
وأردف الوزير بالقول، إنه "يُقدر أعداد الزائرين الذين سيدخلون من تلك المنافذ بين 3 - 5 ملايين شخص، منوها إلى مناقشة الخطط الأمنية والخدمية التي سيتم توفيرها لأولئك الزائرين".
وعن خطة زيارة الأربعينية، قال الوزير: إن الخطة الأمنية المُعَدَّة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 19 من شهر آب/ أغسطس المصادف الأول من شهر صفر وفق التقويم الهجري وتنتهي في الـ20 من صفر حين انتهاء مراسم إحياء الزيارة الموافق يوم 9 من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل".
وشدد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، يوم الثامن من شهر آب/ أغسطس، على ضمان نجاح الخطط الخدمية والأمنية المُعَدَّة لتأمين إحياء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين في مدينة كربلاء.
جاء ذلك خلال ترأسه اجتماعاً ضمّ رئيس وأعضاء اللجنة العليا الدائمة للزيارات المليونية، واللجنة الأمنية العليا للزيارة الأربعينية لهذا العام. وقد ناقش الاجتماع الاستعدادات الجارية لتأمين الجوانب اللوجستية للزيارة الخاصة بإحياء الأربعينية، وذلك وفقا لبيان صادر عن مكتب السوداني الإعلامي.
وفي الخامس عشر من الشهر الجاري، بحث وزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة الأربعين عبد الأمير الشمري، تنسيق الجهود لإنجاح الزيارة الأربعينية.
وذكر بيان لوزارة الداخلية، أن "وزير الداخلية، رئيس اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة الأربعين عبد الأمير الشمري، ترأس اجتماعاً في مقر قيادة عمليات بغداد، بحضور نائب قائد العمليات المشتركة وقائد القوات البرية وقائد عمليات بغداد ووكيل رئيس جهاز الأمن الوطني ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة وقائد قوات الحدود وقائدي شرطة الرصافة والكرخ وعدد من القادة والضباط، لمناقشة آخر الاستعدادات الجارية لإنجاح زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام".
وأضاف، أنه "تمت مناقشة جملة من المواضيع المتعلقة بتنسيق الجهدين الأمني والاستخباري، فضلا عن الجهد الخدمي في هذه المناسبة العظيمة، في حين شهد الاجتماع مجموعة من المداخلات من قبل الحاضرين وجرت مناقشتها بشكل مستفيض بهدف تعزيز أمن هذه الزيارة التي سيشارك فيها ملايين الزائرين من داخل البلاد وخارجها".
استعدادات كربلاء
وقبل ثلاثة أيام 17/8/2023، وعند وصوله إلى محافظة كربلاء، عقد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري مؤتمرا صحفيا مشتركا مع محافظ كربلاء المقدسة نصيف الخطابي، والقيادات الأمنية، وذكر فيه: "نتواجد اليوم في محافظة كربلاء المقدسة، لمناقشة آخر الاستعدادات الأمنية والخدمية لتأمين زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)، ومع اقتراب الزيارة ودخول الزوار إلى محافظة كربلاء المقدسة مع بدء شهر صفر، ناقشنا آخر الاستعدادات الأمنية وتقسيم وتوزيع المسؤوليات على طول محاور تنقل الزائرين".
وأضاف، أن "الخطة الأمنية لهذه الزيارة تختلف عن باقي السنوات السابقة، وحددتُ مسؤوليات وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي وجهاز الأمن الوطني والمخابرات والأجهزة الأمنية الأخرى، تحت إمرة قيادة عمليات كربلاء المقدسة، ومسؤولية قيادة شرطة المحافظة وباقي التشكيلات الأخرى".
وتابع: "ناقشنا أبرز التحديات الأمنية والتحديات التي تهدّد الزوار، كما ناقشنا أيضا التنسيق مع المحافظات المجاورة بحضور نواب محافظي بابل والنجف الأشرف وبغداد ومحافظات الفرات الأوسط، وكذلك حضور وكيل وزارة النقل، ووزارات الصحة والنفط والوزارات الخدمية، وعرضت خطتها لإسناد الخطة الأمنية خلال هذه الزيارة".
وأردف بالقول: "أيضاً ناقشنا موضوع الإسناد والاستطلاع الجوي ومهام الطائرات المسيرة خلال هذه الزيارة". لافتاً إلى، أن "انسيابية دخول الأعداد الكبيرة هذه السنة ستختلف عن السنوات السابقة، إذ هنالك طريق جديد سيُفتح من المحور الشمالي خلال الزيارة لدخول العجلات القادمة من العاصمة بغداد، حيث لا تمر عن طريق محافظة بابل من خلال الحصوة والإسكندرية المسيب، بل تكون عن طريق مختصر باتجاه جرف النصر والمناطق الشمالية، وتكون هنالك نقطة جديدة لوزارة النقل".
وأكد، إن "جميع التوصيات والمعلومات نوقِشت خلال الاجتماع الذي حضره محافظ كربلاء المقدسة والوكلاء والمحافظون والقوات الأمنية واللجنة العليا للزيارة". معلناً، "الشروع بتنفيذ الخطة الخاصة بزيارة الأربعين الأسبوع المقبل".
وأشار إلى، أنه "تم الأخذ بنظر الاعتبار جميع التحديات التي عرضتها الوكالات والأجهزة الاستخبارية، وهنالك إجراءات لمنع هذه التحديات ومقابلتها من قبل الأجهزة الأمنية والقطاعات المشاركة في تأمين الزيارة". لافتاً إلى، أنه "إصدار أمر إلى مديريتي الدفاع المدني العامة، والدفاع المدني في كربلاء المقدسة، لإعداد خطة مفصلة لمكافحة الحرائق وتحديداً في المدينة القديمة التي ستكون مكتظّة خلال أيام الزيارة، وتجهيز أدوات الإطفاء وخاصة المطافئ الصغيرة وغيرها، وحوضيات عجلات الإطفاء".
ونوه إلى، أن "العمليات الاستباقية ستكون مباشرة بين القطاعات المشاركة في تأمين الزيارة، وقطاعات عمليات كربلاء لديها واجبات خاصة نفذ قسم منها والقسم الآخر مستمر حتى يوم الزيارة في العشرين من صفر"، مؤكداً أن "هذه العمليات مستمرة ولن تتوقف، وتم تعزيز المحافظة بأعداد إضافية من المقاتلين والعجلات والآليات والتجهيزات المختلفة".
وأوضح، إن "مطار النجف الأشرف سيشهد أكثر الرحلات الجوية، وتم تخويل رؤساء البعثات والسفراء في دول العالم لمنح سمات دخول الزائرين الراغبين بزيارة كربلاء المقدسة، وإعطاء سمة دخول الزيارة"، مؤكداً أن "الطريق من مطار النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة مؤمّن من ناحية الخدمات".
من جانبه قال محافظ كربلاء المقدسة، نصيف الخطابي، خلال المؤتمر الصحفي، إن "اللجنة العليا للزيارات المليونية اجتمعت سابقاً برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، وبحضور وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، وكذلك الوزراء المعنيين والمحافظين والعتبات المقدسة ولجنة الخدمات العامة، واليوم عُقد اجتماع برئاسة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، ومشاركة رئيس لجنة الخدمات العامة للزيارة، والوكلاء ونواب محافظي الفرات الأوسط، والقادة الأمنيين ونائب رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي ونائب قيادة العمليات المشتركة وقيادة القوات البرية وكل الأجهزة الأمنية من جهاز الأمن الوطني والاستخبارات والمخابرات، فضلاً عن وزارات النقل والصحة والنفط والتجارة والوزارات الساندة".
وأوضح الخطابي، أن "مسألة النقل جزء لا يتجزأ من الخطة الأمنية"، مبيناً أن "الأعوام السابقة كانت هناك قطوعات تضطر إليها القوات الأمنية ليس فقط بسبب الوضع الأمني، وإنما بسبب مشاكل تتعلق بالطرق وغيرها".
وأضاف، أنه "بفعل أعمال التوسعة في كل منافذ ومداخل محافظة كربلاء المقدسة، فضلاً عن إنشاء الطرق الجديدة داخل المحافظة والممرات والساحات، سهلت الإجراءات وانعكست على الخطة الأمنية وتقرر عدم وجود قطوعات في الطرق، وبالتالي هناك انسيابية في حركة الزائرين".
واستطرد قائلاً: "نعمل جاهدين بشكل مباشر مع اللجنة العليا على إكمال دوار الإمام الحسين (ع) الأول، في المستقبل، وكذلك إنشاء الساحات الجديدة"، منوهاً إلى أن "الاستعدادات تامة من ناحية الخطة الأمنية والخدمية بكل تفاصيلها سواء النقل أو الصحة أو الخدمات العامة".
وأكد الخطابي، أن "فرق الدفاع المدني واللجان التفتيشية في المحافظة، ستتابع إجراءات السلامة في المحال والمطاعم والمولات"، لافتاً إلى أن "الفرق ستباشر ابتداءً من اليوم، بالتفتيش والتأكد من إجراءات السلامة".
منتسبون بزيّ مدني بين الزوار
الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، كشف، أمس السبت، عن استعدادات استثنائية لتأمين الزيارة الأربعينية خصوصًا مع التوقعات التي تشير الى مشاركة قرابة 6 ملايين وافد أجنبي، فيما ستتضمن الاستعدادات الامنية نشر أكثر من 15 ألف منتسب بزيّ مدني بين الزائرين.
وقال الخفاجي، إن "خطة زيارة الأربعين تم الإعداد لها قبل حلول شهر محرم والتي اعتمدت شقَّين مهمين"، موضحاً بأن "الشق الأول عملياتي استخباري يتضمن تكثيف الجهد الأمني ونشر قرابة 15 ألف منتسب بزيّ مدني، فضلا عن تكثيف عمليات التدقيق والتفتيش خاصة وأن كل التوقعات تشير إلى أن العراق سوف يستقبل من 5-6 ملايين وافد أجنبي خلال الزيارة".
وأضاف، إن "طلائع زيارة الأربعين بدأت بالمسير في البصرة مع تدفق قرابة 300 ألف زائر عبر المنافذ الحدودية والمطارات"، لافتا الى أن "اللجنة العليا المشرفة على زيارة الأربعين أعدّت خطة مرنة تتضمن مضامين عدة تختلف عن المواسم الماضية من خلال إلغاء غلق الطرق وإعطاء انسيابية عالية لحركة الزوار والطواقم الخاصة بالصحة والدفاع المدني بالإضافة الى اعتماد تعليمات محددة من قبل أصحاب المواكب في توزيع الغذاء يرافقها كثافة في طيران الجيش والاستطلاع المسيّر".
وفي وقت سابق، أكد القيادي في الحشد الشعبي صادق الحسيني، أن "المرحلة الأولى من خطة زيارة الأربعين في ديالى دخلت حيز التنفيذ وبدأت قطعات وتشكيلات ألوية الحشد بالانتشار على طريق المنذرية قرب الحدود العراقية – الإيرانية لتأمين تدفق الزوار الإيرانيين وبقية الجنسيات الإسلامية".
وأضاف، أن" الطيران المسيّر دخل فعلياً في خطة زيارة الأربعين لتأمين الطريق الدولي ومقترباته، فضلا عن إجراء عمليات تمشيط في المناطق القريبة كإجراء احترازي".
وأشار إلى أن "الحشد الشعبي سيرفع درجة الاستنفار نهاية الأسبوع الجاري مع زيادة أعداد الزوار المتدفقين من المنذرية والتي قد تصل إلى الآلاف يوميا".