الإطاحة بـ "عبد الرحمن عامر خضير" بعد سلسلة أعمال مروّجة للبعث .. مَن هو؟ وما قصة "جيش صدام"؟
انفوبلس/ تقارير
يملكون حسابات على جميع مواقع التواصل الاجتماعي وأفرادها ملثمون بـ"الشماغ الأحمر" الذي يرمز إلى حزب البعث، لا يُظهرون وجوههم ويواصلون التمجيد بالطاغية في شوارع بغداد، حتى استيقظ مواطنون يوم الخميس الماضي ليتفاجأوا بملصقات تملأ شوارع العاصمة خُطَّ عليها عبارة "جيش الأسد صدام"، لكن القوات الأمنية تمكنت بعد ذلك من الإطاحة بأحد موزعيها ويدعى "عبد الرحمن عامر خضير". فهل كان تصرف الأخير فرديا؟ أم إنه حراك بعثي لتمجيد الطاغية؟ إليك التفاصيل كاملة وكيف تم اعتقال "عبد الرحمن".
*"جيش الأسد صدام"
تداول ناشطون عبر منصاتهم، يوم الخميس الماضي ملصقات تحمل صورة "رسم" للمقبور صدام، كُتب عليها جيش "الأسد صدام"، تم وضعها على جدران منطقة الكرخ في بغداد .
ولفت الناشطون الى أن الصور "المنشورات" تم توزيعها على جدران المناطق في الكرخ، دون صدور أي تعليق رسمي من الجهات الرسمية او كيفية نشر الملصقات، وأين الكاميرات من هذا العمل التي توثق كل "الأمور" وفقا للناشطين؟.
*حسابات على جميع المواقع
اللافت للنظر، أن هذه الجماعة التي تمجّد الطاغية، تملك حسابات على جميع مواقع التواصل الاجتماعي من يوتيوب إلى تويتر مرورا بفيس بوك وحتى التيك توك، حيث يطلق مؤيدوها على أنفسهم لقب "الرفيق" ويدعون إلى الانضمام لهذا الجيش وسط استغراب من عدم حجب مواقعهم من قبل وزارة الإعلام والاتصالات.
*ملاحقة أمنية
وبعد تكرار الحادثة في اليوم الثاني، شرعت القوات الأمنية بحملة واسعة لملاحقة موزعي هذه الملصقات بحكم أن الدستور العراقي يمنع وينص على محاسبة كل من يروج لحزب البعث المنحل.
وعقب الحملة، بدأ أهالي بغداد بدورهم بمساعدة القوات الأمنية للتعرف على أفراد الشبكة التي روجت للطاغية في بغداد، ساندتها بذلك المنصات القريبة من الأحزاب السياسية الشيعية ولاسيما المنصات على مواقع التواصل الاجتماعي.
*القبض على عبد الرحمن عامر خضير
وعقب الحملات الأمنية والإعلامية والأهلية، تمكنت القوات الأمنية أمس السبت، من القبض على المدعو عبد الرحمن عامر خضير وهو أحد المسؤولين عن نشر الملصقات والترويج للبعث في عدد من مناطق العاصمة.
وقال مصدر أمني لشبكة انفوبلس، إن "قوة من الفوج الأول اللواء الآلي الثالث، شرع بتنفيذ قرار قاضي محكمة تحقيق الكرخ الأولى الشفوي والمتضمن تنفيذ أمر قبض وتحري بحق المتهم (عبد الرحمن عامر خضير عباس العامري) تولد ١٩٩٧يسكن منطقة شهداء السيدية".
وأضاف المصدر، إن "العامري يعمل ومتهم بلصق منشورات على جدران الحائط لمساندة النظام البائد في مناطق (حي الشهداء- اليرموك- المنصور- البياع)".
*كيف تم القبض عليه؟
ووفق المصدر الأمني، فإن القوات الأمنية نصبت كمينا محكما للمتهم، ونجحت بالقبض عليه في منطقة السيدية وتسليمه الى شعبة استخبارات المنصور بوصل استلام.
*تصرف فردي أم حراك بعثي لتمجيد الطاغية؟
وعقب الحادثة، أكد ناشطون، أن تصرف الملقى القبض عليه والذي روّج للنظام البائد لا يمكن عدّه تصرفا فرديا كون الحادثة مخطط لها ولم تقتصر على منطقة واحدة وكانت طريقة التوزيع منظمة لدرجة جرى الترويج المسبق لها.
ورأى الناشطون، أن ما حدث يدل على وجود حراك ربما تقوده ابنة الطاغية رغد لتمجيد والدها المقبور، لاسيما بعد ظهورها المتكرر في الإعلام خلال المدة الماضية، مطالبين القضاء العراقي بإنزال أشد العقوبات على كل من يروج لأفكار البعث في البلاد.
*عقوبة التمجيد أو الترويج لحزب البعث
في عام 2016، أقرَّ البرلمان قانونا يحظر حزب البعث المنحل ويمنعه من العودة للنشاط السياسي تحت أي مسمى، كما يحظر أي أحزاب سياسية تقوم على العنصرية أو تتبنى أفكارا إرهابية أو تكفيرية.
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون آنذاك خلف عبد الصمد، إن "القانون يعاقب بالسجن لمدد مختلفة تصل إلى 15 عاما كل من ينتمي لحزب البعث أو يمجده أو يروج له، ويحظر القانون "حزب البعث والكيانات المنحلة والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية".