التنويم المغناطيسي يستفحل في العراق.. خفايا وطرق غريبة.. إليك ما لا تعرفه عن السلاح الجديد للسرقة
انفوبلس/ تقارير
"انت تعبان.. استرخي.. نام"، كلمات ربما تعتبر طبيعية ودائما ما نقولها ونسمعها، لكن تبين أن لها استخدامات "روحانية" باتت تدخل في عمليات السرقة، عبر ما يُعرف بـ"التنويم المغناطيسي"، والتي تستهدف غالبا أصحاب محال الصرافة والذهب وغيرها من المهن التي تكثر فيها السيولة النقدية. حيث تم الكشف عن عصابات أجنبية تستهدف المحال وكل من يحمل مالاً. فما هي تفاصيل هذا الملف وما هي الطرق التي تتبعها العصابات "التنويمية"؟.
*ما هو التنويم المغناطيسي؟
التنويم المغناطيسي، يستخدمه أشخاص متمرسون بالسرقة، يدخلون على الشخص الذي يريدون أن يسرقوه، ويبدأون بالكلام معه بطريقةٍ ما، ويلمسون يديه وفق ما تظهره المقاطع المصورة لعمليات السرقة، ثم بعد ذلك، يستسلم الضحية ويمنح السارق ما يريد من دون أي وعي، على حد تعبيرهم.
*كيف يسرقون المحال ؟
وتواصلت انفوبلس مع إحدى الشركات في بغداد، التي تعرض أحد عامليها لما يسمى بـ "التنويم المغناطيسي"، حتى كشف صاحب الشركة التفاصيل الكاملة عن حالة السرقة التي حصلت.
ويقول صاحب الشركة، "أتيت إلى الشركة، وتفقدت الأموال وجدت بها نقصاً، وسألت العامل الموجود عن الأموال، حتى قال لي إنه لا يعلم أين ذهبت".
ويضيف: "توجهت إلى كاميرات المراقبة، وعند تشغيلها وجدت شخصين أجنبيي الجنسية، فسألته عن الشخصين، حتى قال لي، إنهما يريدان معرفة كم تساوي العملة العراقية أمام الدولار الأمريكي، وأنا بدوري شرحت لهما ذلك، وفتحت لهما خزنة الأموال".
ويتابع الضحية الذي تعرض للحادث قائلاً: "لا أتذكر ما حصل، سوى أنني فتحت الخزنة"، حتى أكد صاحب الشركة، أنه "رأى بالشريط المصور، قيام الشخصين بأخذ الأموال من الخزنة، دون أن يحرّك العامل ساكناً أمامهما".
ولفت إلى أن "الشخصين أخذا الأموال وهربا"، مشيراً إلى أن "أحد أصدقائه أيضاً تعرض لمثل هذه الحالة، لكن صديقاً آخر، عرف السارقان، حتى لاذا بالفرار".
*عصابات أجنبية
وتأكيداً لما ورد آنفاً، فإن وزارة الداخلية أعلنت بوقت سابق، في بيان لها، القبض على متهمَين أجنبيّي الجنسية لقيامهما بسرقة مبالغ مالية عن طريق تنويم الضحية مغناطيسياً في منطقة البياع بالعاصمة بغداد.
وقالت الوزارة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إن "مفارز مديرية مكافحة إجرام بغداد تمكنت من إلقاء القبض على متهمين أجنبيي الجنسية لقيامهما بسرقة مبالغ مالية عن طريق تنويم الضحية مغناطيسياً في منطقة البياع ببغداد".
وأضاف البيان، إن "عملية القبض تمت بعد أن توفرت معلومات لدى مفارز مكتب مكافحة إجرام البياع عن المتهمين ، ليتم تشكيل فريق عمل لمتابعة الموضوع، وبعد التحري وجمع المعلومات التي أثمرت عن الوصول إلى المتهمَين والقبض عليهما وضبط العجلة التي كانا يستقلانها أثناء عملية السرقة ، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحقهما وتقديمهما إلى القضاء لينالا جزاءهما العادل".
*أبرز الطرق المتَّبعة في التنويم المغناطيسي
وزارة الداخلية تناولت الموضوع في أكثر من مناسبة، وكشف المتحدث باسمها اللواء خالد المحنا، تفاصيل كثيرة حول الظاهرة وأبرز الطرق التي يتبعها منفذوها للسرقة.
وقال المحنا، إنه ""ثبت من خلال التحقيقات التي تجريها الشرطة، عدم وجود موضوع التنويم المغناطيسي، وإنما هناك حالات أخرى".
قد تضنه مشهد من فلم اكشن لكن
— مغرد الوطن (@iraqjop) September 8, 2023
هو مطاردة حقيقية جرت على سريع منطقة الغزالية باتجاه الشعلة لـ عِصِاٰبِاٰتَ خفة اليد من قبل عائلة الضحية، عصابة (التنويم المغناطيسي) pic.twitter.com/Tp4zpVNVqA
وأضاف: "على سبيل المثال، ممارسة خفة اليد، أو التمويه، أو إيهام الشخص المقابل، أو الاتفاق مع الشخص المسروق، ويتم من خلال عملية تمثيلية يقومون بها هؤلاء المحتالون، لسرقة ما يريدونه"، مؤكداً بالقول: "دائماً ننشر توجيهاتنا ونبعث رسائل إلى المواطنين للحذر من هكذا عصابات".
*"خذها من دون مقابل"
ويتحدث عمر البياتي (تاجر إطارات في العاصمة بغداد) عن تعرضه للسرقة باستخدام هذه الحيلة، قائلا إن "شخصا لا أعرفه يستقل دراجة نارية دخل إلى محلي بمنطقة الكرادة، وسألني عن سعر إحدى البطاريات، وبعد إجابتي له قال إنني لا أملك المال لشرائها، فقلت له خذها من دون مقابل".
عصابات التنويم المغناطيسي كثرانيين هليام لذلك نوجه الامن الوطني ووزارة الداخلية ان تضع. حلاً هؤلاء قبلها مطارة لعصابة وتحديداً يوم امس واليوم هذا الفيديو وصلنا الى متى تبقى هذه العصابات تنهك الاموال من الناس بدون حسيب ورقيب #مرتضى_سامي pic.twitter.com/um79MduaFS
— مرتضى سامي (@kd1mu) September 9, 2023
ويضيف البياتي، "بعد ذلك تقدم الشخص باتجاهي وقبّل رأسي، وكان في يده خاتم، فوضعه على رأسي كذلك، وبعد ثوان معدودة طلب مني محفظة نقودي فأعطيتها له، وأخذ الأموال منها، وكان داخلها نحو 4 آلاف دولار، وبعضها بالدينار العراقي، فلم يبقَ فيها شيء سوى مبلغ قليل نحو 10 آلاف دينار (7 دولارات تقريبا)، وقبل أن يغادر المحل ناداني باسمي وذهب في طريقه من دون أن أفهم ماذا جرى لي".
*أين تتركز هذه السرقات؟
ووفق المتداول، فإن "هذه الجرائم والبلاغات التي تقدَّم حول التعرض للسرقة عبر التنويم المغناطيسي، تتركز في جانب الرصافة من العاصمة بغداد".
ويؤكد الأهالي في العاصمة، أن "هذا النوع من البلاغات قديم، وغالبا ما يتم تسجيل سرقات عبره، لكن لا توجد له صحة، فما يجري بعيد كل البعد عن التنويم المغناطيسي".
يشار إلى أن أعمال السحر والشعوذة أو "الروحانيات"، باتت منتشرة جدا في المجتمع العراقي، وقد فتحت مكاتب كبيرة لها وصفحات بوسائل التواصل الاجتماعي، ودائما ما تلاحقها الاجهزة الامنية وتغلقها.
وجرت العديد من الحوادث المرتبطة بهذه الاعمال، مثل الاغتصاب والقتل والسرقة، فضلا عن أنها أدت الى حالات طلاق كثيرة جدا، نظرا لتوجه النساء لهذه الاعمال بهدف الحفاظ على أزواجهن.