edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. الحرائق تلتهم الأرواح وتشعل الأسواق: كيف قفزت الطفايات إلى واجهة حياة العراقيين بعد فاجعة الكوت؟

الحرائق تلتهم الأرواح وتشعل الأسواق: كيف قفزت الطفايات إلى واجهة حياة العراقيين بعد فاجعة الكوت؟

  • 19 اب
الحرائق تلتهم الأرواح وتشعل الأسواق: كيف قفزت الطفايات إلى واجهة حياة العراقيين بعد فاجعة الكوت؟

انفوبلس/..

في العراق، لا يحتاج الأمر أكثر من صورة دامية أو مقطع فيديو قصير لحادثة مأساوية، حتى تهتز مشاعر الناس فجأة، وتتغير أولوياتهم اليومية من دون مقدمات. هكذا كان المشهد بعد الحريق الكارثي في هايبر ماركت الكوت بمحافظة واسط، منتصف يوليو/ تموز الماضي، حين تحوّلت البلاد خلال أيام قليلة إلى ما يشبه حملة جماهيرية لشراء طفايات الحريق وأجهزة الإنذار، في وقت كان السوق راكداً لسنوات طويلة.

*الخوف يصنع سوقاً

أحمد فيصل، تاجر في سوق الشورجة ببغداد، لا يُعرِّف نفسه كتاجر اعتيادي، فهو مهندس ومدرّب دولي معتمد في مجال السلامة، عمل لسنوات طويلة مع فرق الدفاع المدني، ونظم دورات للتوعية بكيفية التعامل مع الحريق. أحمد يصف ما حصل بعد كارثة الكوت قائلاً: “الطلب وصل ذروته خلال أيام قليلة.. الكل يريد طفاية حريق، من أصحاب الفنادق الكبيرة وحتى أصحاب الأكشاك الصغيرة وسائقي سيارات الأجرة. فجأة استيقظ الناس على خطر كانوا يتجاهلونه منذ سنوات، حتى إن بعض التجار لم يتمكنوا من تلبية الكميات المطلوبة”.

لكن أحمد لا يرى في هذه الطفرة مؤشراً على وعي حقيقي، بل يصفها بكونها “موجة خوف لحظي”، سرعان ما تبرد بعد أسابيع. ويضيف: “بعد أسبوعين من الحادثة، عاد السوق إلى طبيعته وكأن شيئاً لم يكن”.

*المأساة التي فجّرت الذعر

الحريق الذي اندلع في هايبر ماركت الكوت يوم 16 يوليو/ تموز 2025 لم يكن حادثاً عادياً. المبنى الذي افتُتح حديثاً تحول خلال دقائق إلى كتلة نار التهمت أكثر من 60 شخصاً، في مشهد هزّ الرأي العام داخل وخارج العراق. لم يكن هذا الحادث الأول من نوعه، لكنه بدا الأكثر صدمة هذا الصيف، خاصة وأنه ترافق مع سلسلة حرائق أخرى طالت محال وأسواقاً ومنازل في بغداد ومحافظات عدة، وصولاً إلى الحريق المروّع الذي أودى بحياة عائلة كاملة في حي أور ببغداد.

هذه الحوادث تعيد إلى الأذهان كوارث ماضية ما زالت محفورة في الذاكرة العراقية: حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد عام 2021 الذي أسفر عن استشهاد 82 شخصاً، وحريق مستشفى الحسين في الناصرية الذي حصد أرواح 92 ضحية في العام ذاته، وفاجعة قاعة الزفاف في قرقوش عام 2023 التي راح فيها 107 أشخاص بسبب الألعاب النارية وغياب شروط السلامة.

*من الخوف إلى الشراء

في محل أحمد بوسط بغداد، كان المشهد خلال الأيام التالية للحادثة يعكس هذا الذعر الشعبي. زيد محسن، موظف حكومي في الأربعين من عمره، دخل المحل متأملاً الأنواع المختلفة من الطفايات، يسأل عن الأحجام المناسبة للغرف وعن أماكن وضعها. يقول: “كنت أعتقد أن الطفايات شيء خاص بالشركات والمصانع. لكن بعد هذه الحوادث، قررت شراء واحدة للمنزل. لا أريد أن أندم وقت فوات الأوان”.

زيد اشترى ثلاث طفايات؛ واحدة للمطبخ، وأخرى لغرفة الجلوس، وثالثة للطابق الثاني. ويضيف بابتسامة مترددة: “قبل أن أجي هنا بحثت على يوتيوب عن طريقة استخدام الطفاية. الموضوع بسيط لكن مهم”.

*تجارة مربحة.. لكن بلا وعي

رغم الازدحام الذي شهده محل أحمد ومحلات أخرى مجاورة، كان الرجل يرفض البيع السريع دون توعية. يقول: “لا يوجد زبون يخرج من المحل من دون أن أفهمه كل شيء عن الطفاية وكيفية استخدامها. الطفاية ليست مجرد قطعة حديد تُعلّق على الجدار، هي حياة كاملة”.

لكن الواقع أوسع من مبادرات فردية. فبحسب تجار السلامة في بغداد، فإن معظم الزبائن لا يعرفون شيئاً عن أنواع الطفايات واستخداماتها، ولا يشترونها عن قناعة، بل خوفاً من الغرامة أو غلق محلاتهم بعد تعميم صدر من الدفاع المدني يُلزم المؤسسات باقتناء معدات إطفاء.

*أرقام الحرائق تتصاعد

الإحصائيات الرسمية تعكس حجم الخطر. ففي أربيل وحدها، سجّلت مديرية الدفاع المدني 563 حادثة حريق خلال النصف الأول من عام 2025. أما في عموم العراق، فلا تكاد تمر أشهر الصيف من دون تسجيل آلاف الحوادث، تتوزع بين الأسواق والمستشفيات والمزارع وحتى المنازل.

السبب يتكرر كل مرة: ضعف تطبيق قوانين السلامة، استخدام مواد بناء قابلة للاشتعال مثل “الساندويتش بنل”، وغياب أنظمة إنذار وإطفاء فعالة داخل الأبنية. النتيجة واحدة: أعداد كبيرة من الضحايا مع كل كارثة.

*الجودة vs السعر

علي رسول، شاب يعمل منذ 2005 في شركة متخصصة بتوفير أنظمة السلامة الحديثة، يرى أن مشكلة السوق أعمق. “المشكلة ليست في توفر الأجهزة، بل في عقلية الناس. الأغلبية تريد الأرخص، تفضل الطفايات الرديئة على الأصلية فقط لأنها أقل سعراً. حتى أصحاب القاعات والفنادق ينظرون لجهاز الإنذار وكأنه قطعة ثانوية مقارنة بالرخام والديكور”.

هذا السلوك الاستهلاكي انعكس على الأسعار أيضاً. مع ارتفاع الطلب المفاجئ، قفزت أسعار الطفايات بشكل ملحوظ، وأصبح المواطن البسيط مضطراً للاختيار بين الجودة العالية الباهظة أو المنتجات الرخيصة غير المضمونة.

*الخوف لا يبني ثقافة

يروي أحمد، أن الطفرة الحقيقية في الطلب جاءت بعد إعلان الدفاع المدني عن غلق أي محل لا يلتزم باشتراطات السلامة. لكنه يرى أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في غياب القوانين بل في غياب الوعي المجتمعي: “يمكنك أن تفرض الغرامات كما تشاء، لكن إن لم ترافقها حملة تثقيفية شاملة، فلن يتغير شيء. الناس بحاجة أن تدرك أن الطفاية ليست ورقة رسمية للتهرب من الغلق، بل وسيلة لإنقاذ حياتهم وحياة أطفالهم”.

*الحاجة إلى تغيير ثقافي

الخبراء يجمعون أن الحل لن يكون في موجة شراء عابرة، ولا في إلزام قانوني دون متابعة، بل في تغيير ثقافي طويل الأمد. هذا التغيير يجب أن يبدأ من المدارس، ببرامج توعية عملية للأطفال حول كيفية التعامل مع الحريق، وأن يمتد إلى الإعلام الذي يلعب دوراً محورياً في تشكيل السلوك العام.

الحرائق في العراق لن تتوقف بين ليلة وضحاها، فهي مرتبطة بعوامل مناخية واقتصادية وفوضى في البناء. لكن الخسائر البشرية يمكن تقليصها إذا تحولت أجهزة الإنذار والطفايات من استجابة خوف مؤقتة إلى ثقافة وقائية دائمة.

أخبار مشابهة

جميع
الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

  • 4 كانون الأول
ما الدروس المستخلصة من أزمة تصنيف "حزب الله" و"أنصار الله" كجهات إرهابية؟

ما الدروس المستخلصة من أزمة تصنيف "حزب الله" و"أنصار الله" كجهات إرهابية؟

  • 4 كانون الأول
صور تُشعل الغضب والحشد يتدخل.. 1450 مريضاً تحت رحمة 11 طبيباً في مستشفى الرشاد!

صور تُشعل الغضب والحشد يتدخل.. 1450 مريضاً تحت رحمة 11 طبيباً في مستشفى الرشاد!

  • 3 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة