الحكومة تتحرك لمواجهة استهدافات الكهرباء.. السوداني يؤكد الهواجس: تخريب محطات وأبراج الطاقة ترافقه علامات استفهام
15 عبوة في بيجي كادت أن تنسف المحطة!
الحكومة تتحرك لمواجهة استهدافات الكهرباء.. السوداني يؤكد الهواجس: تخريب محطات وأبراج الطاقة ترافقه علامات استفهام
انفوبلس/..
من جديد، عادت الاعتداءات على أبراج الطاقة الكهربائية في العراق إلى الواجهة بعد انقطاع مؤقت، وسط محاولات لتدمير كهرباء البلاد، وإفشال مخططات الحكومة الرامية إلى تحسين الوضع الكهربائي، في وقت أشار فيه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى أن تخريب محطات وأبراج الطاقة ترافقه علامات استفهام.
*ملف الكهرباء
وخلال مؤتمر صحافي عقده السوداني، أمس الثلاثاء، أكد الأخير، أنه "مع انخفاض الغاز المستورد، انخفض الإنتاج، وقبلها وصلنا إلى إنتاج 26 ألف ميكاواط، وحدث انخفاض بحدود 5 آلاف ميكاواط، وأثر في ساعات التجهيز".
وتابع، "توصلنا إلى قرار المقايضة، النفط مقابل الغاز، وعادت المنظومة للعمل بكامل تجهيزها، إلى غاية الحادث في ليلة 10 محرم، وهو حادث مفتوح على كل الاحتمالات".
وأشار إلى أنه "تزامن حصول حادث البصرة مع حادث منطقة جميلة بالكيفية نفسها، وفي الوقت نفسه يحصل تفجير أبراج النقل في صلاح الدين، وهو ما يترك علامات استفهام".
كما أكدت وزارة الكهرباء العراقية، يوم السبت الماضي، باندلاع حريق بمحطة البكر التحويلية 123. KV، في البصرة مما تسبب بانفصال ارتباطات خطوط المنطقة الجنوبية وتعرض المنظومة للانطفاء التام.
في غضون ذلك كشف مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، بتعرض 3 أبراج كهربائية للتفجير بعبوات ناسفة في أطراف حدود المحافظة المحاذية لحدود محافظة الأنبار.
ولم تسجل صلاح الدين خلال الموسم الصيفي الحالي أي هجمات ضد أبراج الطاقة في عموم الوحدات الإدارية وهو الحادث الأول من نوعه خلال الصيف الحالي.
وما إن بدأت العودة التدريجية للتيار الكهربائي، حتى تم استهداف محطة الكهرباء المغذّية لمدينة الصدر "جميلة القديمة" شرقي العاصمة بغداد.
وقال مصدر أمني، إن "حريقاً اندلع بمحطة كهرباء جميلة ضمن مدينة الصدر في بغداد". وأشار مصدر آخر، إلى أن الحادث آنف الذكر، هو "مُفتعل".
*محطة بيجي كادت أن تُنسف
وبين السوداني، أن "الأجهزة الأمنية والفنية باشرت في التحقيق بشأن حوادث الكهرباء، وتم تفكيك 15 عبوة ناسفة كانت مُعدّة لتفجير الأبراج".
وقبل يومين، أعلنت خلية الإعلام الأمني، إحباط محاولات إرهابية لاستهداف أبراج الطاقة في محافظة صلاح الدين.
وذكرت الخلية في بيان، أنه "حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة في أهمية إحباط محاولات العناصر الإرهابية المنهزمة والخارجين عن القانون، ومن خلال المتابعة الميدانية وتكثيف الجهود الاستخبارية، تمكنت قوة من اللواء 95 الفرقة 21 ضمن قيادة عمليات صلاح الدين، وجهد هندسي من صيانة الكهرباء، من العثور على 16 عبوة ناسفة غربي ناحية الصينية في منطقة السكريات التابعة لقضاء بيجي، إذ تم التعامل معها أصولياً".
وأضافت، "فيما عززت القطعات الأمنية تواجدها في المكان، فيما نفذت عمليات استباقية ضمن قاطع المسؤولية"، لافتة إلى أن "قواتنا الأمنية مستمرة في أداء الواجب والمهام الموكلة إليها بالشكل المطلوب وتوفير أقصى درجات الحماية لأبراج الطاقة الكهربائية".
*مسؤولية المجتمع
وبحسب السوداني، فإن "المجتمع تقع عليه مسؤولية أخلاقية شرعية في متابعة عمليات التخريب وحماية الممتلكات العامة، فالدولة لن تستطيع مراقبة كل برج أو رصد كل المضاربين بالعملة في المناطق التجارية".
وأكد رئيس الحكومة، "معالجة أزمة انقطاع الكهرباء بعد الحوادث التي تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة في إيران، وهو ما اضطرهم لتقليل مستوى التجهيز من الكهرباء"، لافتاً إلى إنهاء "احتياجنا من المشتقات المشغّلة للمحطات، بعد افتتاح مصفى كربلاء، وبقيت لدينا قضية الغاز المستورد، وبعد إتمام مشاريع توتال والجولة الخامسة، سيكون لدينا فائض غازي".
*رؤية واضحة
تتوفر لدى وزارة الكهرباء رؤية واضحة عن مستقبل الطاقة في العراق في مشاريعها ومسألة الوقود، بحسب السوداني الذي أشار إلى أنه "لدينا شركتين باشرتا فعلياً في الطاقة الشمسية، توتال بمشروع حجم 1000 ميكاواط، وشركة البلال، والشركات النرويجية ستوقع العقد خلال أيام بحجم 550 ميكاواط".
وأوضح، أن "شركة باور تشاينا، باشرت في مشروع الطاقة الشمسية 250 ميكاواط، المرحلة الأولى"، مؤكداً أن "مشاريع الدورات المركبة ستضيف بحدود 3000 ميكاواط، دون إضافة وقود، وهذه كانت معطلة في السنوات السابقة، عبر الشركات الصينية".
*"أبناء الداخل" يريدون نقمة على الحكومة
وعلقت لجنة الكهرباء والطاقة البرلمانية، أول أمس الاثنين (31 تموز 2023)، بشأن استهداف شبكات نقل وإنتاج الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف من كل عام.
وقال عضو اللجنة داخل الحميدي، في حديث صحافي، إن "هناك جهات إرهابية وجهات لا تريد الاستقرار تعمل مع بداية كل فصل صيف وارتفاع درجات الحرارة على استهداف لشبكات الطاقة الكهربائية من أجل حصول نقمة شعبية على الحكومة وعموم الطبقة السياسية".
وبين الحميدي، إن "حكومة السوداني نجحت في جعل تجهيز الكهرباء للمواطنين، بشكل أفضل من الأعوام السابقة، ولهذا جاءت العمليات الإرهابية، ضد شبكات الطاقة الكهربائية، وغير مستبعد أن تكون هناك أيادٍ داخلية تريد ضرب الاستقرار والنجاح على المستوى الخدمي لها أجندة سياسية خلف تلك العمليات الإرهابية".
*مشهد مُكرَّر
ما حدث مؤخراً من استهدافات للطاقة في العراق، أعاد للأذهان ما عانته البلاد من سلسلة أعمال إرهابية استهدفت خطوط الإمداد والأبراج لتأزيم مشكلة الكهرباء عام 2021.
الخبير الأمني والاستراتيجي، مخلد حازم الدرب، يفسر ما وراء عودة تكرار استهداف أبراج الطاقة مؤخراً، بالقول: "عملية استهداف أبراج الكهرباء ليست جديدة، هذه العمليات تكررت في أوقات سابقة، لكن خلال الفترة القريبة لم نشهد مثل هذه العمليات، لأن القوات الأمنية والشرطة المختصة بحماية أبراج الطاقة دأبت على حماية المناطق التي تتواجد بها أبراج نقل الطاقة".
وأشار إلى أن "عناصر "داعش" دائما ما تنتهز الفرص ونقاط الضعف، مثل الأجواء المناخية غير الطبيعية، أو خلاف سياسي؛ لتقوم بعمليات محاولة لإثبات وجودها، رغم أنها حاليا هي بقايا عصابات وفرادى"، مبيناً أن "مناطق مثل صلاح الدين أو ديالى والمحاذية لإقليم كردستان العراق ربما تعاني من فراغات أمنية وخواصر رخوة، وعناصر داعش يتنقلون في هذه المنطقة خاصة في أوقات الليل".
ويؤكد، أنه "بعد هذه الحوادث سيكون هناك استننفار أمني، وتم بالفعل ملاحقة المشتبه بهم في بعض المناطق القريبة من الأبراج المستهدفة".
ويتابع الدرب، "في نهاية المطاف، فإن مثل هذه العمليات سواء من جانب داعش أو عصابات أخرى هدفها إحداث خلل أمني؛ لأجل أن تكون هناك حالة نفسية تنعكس على الأداء الحكومي، وخلط الأوراق لإحداث بلبلة وزعزعة الاستقرار".
ويعيش سكان العراق البالغ عددهم 43 مليون نسمة بشكل يومي انقطاعا متكررا للكهرباء قد يصل إلى 10 ساعات، ويزيد الأمر سوءا ارتفاع درجات الحرارة حتى الـ 50 خلال الصيف.
*لجان تحقيقية
وفي غضون الأزمة التي شهدها العراق مؤخراً، عمدت وزارة الكهرباء إلى تشكيل لجنتين تحقيقيتين؛ الأولى حول حريق محطة البكر في البصرة، والثانية بشأن الاستهدافات التي تطال أبراج وخطوط نقل الطاقة.
وذكر بيان للوزارة، أن الوزير "أوعز بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة تتولى التحقيق، وبيان أسباب الحريق الذي حصل بمحطة البكر التحويلية الثانوية، والتي أدت إلى انفصال ارتباطات الخطوط الناقلة للمنطقة الجنوبية عن الوسطى، وتسببت بالانطفاء التام للمنظومة".
كما وجه الوزير، وفق البيان، "بتشكيل لجنة تحقيقية أخرى تتولى التحقيق بالإستهدافات التخريبية التي طالت أبراج وخطوط نقل الطاقة (صلاح الدين الحرارية - حديثة) جهد ٤٠٠ ك. ف بمنطقة القناطر بصلاح الدين".
من جهتها، أصدرت لجنة الكهرباء والطاقة في مجلس النواب العراقي، السبت الماضي، بياناً حول الانقطاع العام لمنظومة الكهرباء.
وجاء في نص البيان: "تعلن لجنة الكهرباء والطاقة النيابية عن تشكيل عدة لجان لمتابعة أسباب انقطاع المنظومة الكهربائية في عموم البلاد حيث إنها ليست المرة الأولى التي تتعرض لها المنظومة للانهيار، ومن خلال بعض المعلومات التي حصلت عليها اللجان تبين أن هناك حريقا نشب في إحدى محطات النقل في محافظة البصرة مما أدى إلى انهيار المنظومة بالكامل".
وأكدت اللجنة "إعداد توصيات بعد انتهاء اللجان من عملها فيما ستشمل التوصيات تغيير المقصرين في عملهم وإحالتهم للتحقيق وكذلك استخدام التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحالات مستقبلا".