الحلبوسي يُسيء لـ"الراويّين" ومستشاره يضرب "العامرية".. نزاعات عشائرية محتملة على وقع الانتخابات
وضع متوتر في الأنبار
الحلبوسي يُسيء لـ"الراويّين" ومستشاره يضرب "العامرية".. نزاعات عشائرية محتملة على وقع الانتخابات
انفوبلس/..
وضع متوتر تشهده الساحة الانبارية، بعد إساءة رئيس حزب تقدُّم محمد الحلبوسي، خلال مؤتمر انتخابي، لإحدى الشخصيات البارزة في قضاء راوة في محافظة الانبار، الأمر الذي دفع قبيلة راوة إلى تهديد الحلبوسي ومطالبته بالتراجع عن كلامه.
وفي 26 تشرين الثاني الجاري، حضر محمد الحلبوسي تجمعاً في قضاء راوة، للترويج لحزبه الذي تعرض لثلمة كبيرة عقب الصفعة التي تلقاها من المحكمة الاتحادية بإنهاء عضويته بـ"جريمة مخلّة بالشرف".
وأنهت المحكمة الاتحادية العليا، في 14 تشرين الثاني الجاري، عضوية محمد الحلبوسي من مجلس النواب العراقي بتهمة "التزوير".
*تجمُّع راوة
وخلال كلمته في تجمع راوة، قال الحلبوسي: "قبل أيام جان اكو شخص براوة هو يزكي بكيفه.. تتذكرون راوة شصار بيها بالسنوات الماضية.. يعتقد نفسه الوصي على القضاء وأهل القضاء .. القضاء بي خيرين كثر وهو جان دايح بالشارع"، بينما لم يذكر الحلبوسي اسم الشخص المقصود.
*مَن المقصود؟
وبعد الاتصال الذي أجرته انفو بلس، بمصادر من محافظة الانبار، أكدت أن الحلبوسي كان يقصد في حديثه "عضو مجلس سابق لقضاء راوة وهو مثنى الراوي".
وبحسب المصادر، فإنه شغل أيضاً منصب رئيس اللجنة الأمنية لقضاء راوة غربي الأنبار.
وأشارت إلى أنه "كان قياديا في الحزب الإسلامي".
أما حالياً، وفق المصادر، فإنه "يقود فوجاً تابعاً للحشد الشعبي".
*رد بالتهديد
دفع ذلك الحديث، إلى مطالبة عشيرة السادة الراويين، أمس الأربعاء، رئيس حزب تقدُّم المدان بالتزوير محمد الحلبوسي بتقديم اعتذار عن تجاوزه على أحد أبناء القبيلة، فيما هددت بالتصعيد إذا لم يقدِّم اعتذاره ويتراجع عن كلامه الذي وصفته بـ"غير المسؤول".
وقالت العشيرة في كلمة تلاها أحد وجهائها، إن "العشيرة اجتمعت لمناقشة موضوع انتخابات مجلس محافظة الأنبار وما آلت إليه زيارة الحلبوسي إلى قضاء راوة".
وأضافت، إن "الحلبوسي فاجأنا بالتهجم غير المبرر على أحد رموز عشيرة راوة والذي كان مسؤولاً أمنياً في القضاء وساهم في بسط الأمن في الأنبار وضحَّى بعدد من أفراد أُسرته وأقربائه إبّان فترة الحرب على داعش"، مبيناً أن "تهجم الحلبوسي بعث الألم في قلوب أبناء العشيرة وأغضب كل راوي في أنحاء العراق باستثناء المنتفعين الذين لا يمثلون إلا أنفسهم".
وتابع البيان، إن "ما قاله الحلبوسي كلام خطير لا نعرف النوايا منه، وأنه كلام غير موفق بكل حال من الأحوال".
وطالبت العشيرة، الحلبوسي بـ"الاعتذار عما قاله ضد الراويين دون تأخير"، مهددةً: "بالتصعيد للرد على قساوة كلام الحلبوسي".
*شرخ كبير
بدوره، قال السياسي المستقل مهند الراوي خلال حوار متلفز، إن "الحلبوسي تجاوز على أحد رموز محافظة الانبار الذي حارب الإرهاب وأعطى الكثير من الشهداء"، مؤكداً أنه "إذا لم يقدِّم الحلبوسي اعتذارا لعشيرة الراويين فهذ الأمر سيسبب شرخاً كبيرا في محافظة الانبار".
وأشار إلى أن "الحلبوسي دخل التأريخ عن طريق التزوير والتطبيع مع الكيان الصهيوني"، معتبراً أن "الحلبوسي بعد قرار المحكمة الاتحادية بإنهاء عضويته بدأ بالتصعيد الطائفي تجاه المكون الأكبر الشيعي".
وتابع "الحلبوسي يعيش اضطرابات نفسية واضحة وفقد صوابه بتهجمه على الشركاء السياسيين وعلى عشيرة الراويين".
*خلاف عميق
من جهته، كشف محمد الراوي، أحد شيوخ في محافظة الانبار، أمس الأربعاء، نشوب خلافات بين رئيس مجلس النواب المخلوع محمد الحلبوسي وشخصيات عشائرية في المناطق الغربية.
وقال الراوي في تصريح صحفي، إن "خلافات جديدة نشبت بين الرئيس المخلوع محمد الحلبوسي وعشيرة الراويين في المناطق الغربية، بسبب اتباع سياسة البطش والتهميش والإهانة والإذلال بحق منافسيه الرافضين لإدارة شؤون المحافظة وزجّهم في السجون بطرق ملتوية رداً على كشف ملفات فساد حزبه الحاكم".
وأضاف، إن "الخلافات تصاعدت بعد خطاب ناري وجهه الحلبوسي خلال مؤتمر لدعم مرشحي حزب تقدُّم في قضاء راوة غربي الانبار وتطاوله على شخصية معروفة قدَّم تضحيات كبيرة إبّان سيطرة التنظيم الاجرامي على مساحات واسعة من مدن الانبار".
وأشار الراوي، الى أن "شيوخ ووجهاء الانبار حذّروا من مغبّة إهانة الشخصيات العشائرية المعروفة من قبل الرئيس المخلوع محمد الحلبوسي مهدّدين باللجوء الى القضاء".
*حادثة ليست الأولى
ولم تكن إساءة الحلبوسي هذه هي الأولى، بل كان مستشاره القانوني أنور العلواني، هو الآخر الذي وجه اتهامات لقضاء عامرية الصمون بأنها "مكاناً لقتل الناس" الأمر الذي أثار غضب الأهالي هناك.
وأصدر شيوخ ووجهاء قضاء عامرية الصمود، بياناً جاء فيه: "في الوقت الذي تحمّل فيه أهالي قضاء عامرية الصمود الكثير الكثير من ضعاف النفوس والحاقدين وممن هم مرضى نفسياً يعانون عقدة العجز والنقص فإن الصبر وصل حدوده".
وأضاف، "فقد قرأنا منشوراً في صفحات التواصل الاجتماعي من المدعو أنور إبراهيم العلواني يتهم فيه أهالي عامرية الصمود زوراً وبهتاناً بأنها كانت مكاناً لقتل الناس وتعذيبهم وتغييبهم، لذا نستنكر هذا الكلام جملة وتفصيلاً ونعتبره تجاوزاً على أهالي وعشائر عامرية الصمود وتشويهاً لسمعة الشهداء منهم وإنكاراً لتضحياتهم في مقارعة الإرهاب الجبان".
وطالب البيان، "بإلحاح من القضاء العراقي اتخاذ أقصى درجات العقوبة بحقه ونطالب من عشيرة البو علوان الكرماء بإعلان موقفهم من هذا الشخص، كوننا ليست لدينا معرفة مسبقة به فربما يكون شخصاً معتوهاً أو مدفوعاً من جهة معادية هدفها زجّ العشائر في الصراع السياسي".
وأتم البيان: "نطالب أهالي قضاء عامري الصمود بالتزام أقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الأجندة السياسية المفلسة وكلنا ثقة بالقضاء العادل بأنه سيردع كل شخص يريد زعزعة أمن المجتمع".