الدواجن والعراق.. استهلاك يقترب من 700 مليون دجاجة و4 مليارات بيضة سنوياً
انفوبلس/ تقرير
يستهلك المواطن العراقي سنوياً ما بين (7- 25 دجاجة) ويبلغ معدل الاستهلاك السنوي للدجاج 1.344 مليون طن تبلغ قيمتها بحوالي 3 ترليون دينار بحسب دراسات صادرة من وزارات عراقية واقتصاديين عراقيين.
وكان العراق يمتلك أكثر من 7 آلاف مزرعة لإنتاج لحوم الدجاج، بينما يصل عدد المشاريع المتوقفة منها قرابة 3 آلاف مشروع، وفقاً لدراسة أعدّها جهاز الإحصاء المركزي العراقي سنة 2020. فيما تشكو المحافظات العراقية من توقف عدد كبير من المشاريع، وغياب الحلول اللازمة من قبل الحكومة الاتحادية في وضع خطط عملية لمواجهة الأزمة.
ويمتلك العراق نحو 400 مزرعة لإنتاج بيض المائدة، موزَّعة على عدة مناطق، مقابل أكثر من 7 آلاف مزرعة لإنتاج لحوم الدجاج غالبيتها للقطاع الخاص، بينما يصل عدد المشاريع الخاصة بقطاع الدواجن المتوقفة إلى قرابة 3 آلاف مشروع، وفقا لآخر للدراسة نفسها.
إنتاج البيض في العراق كان قد تحول إلى مشروع ريادي وقصة نجاح كبيرة خلال عامين فقط، حيث قفز إنتاج العراق من البيض من 1.5 مليار بيضة في 2019، إلى 7 مليارات بيضة في 2021.
وزير الزراعة عباس العلياوي خلال مراسيم تسليم وتسلّم مهام وزير الزراعة من قبل العلياوي من وزير الزراعة السابق محمد كريم الخفاجي عام 2022، أعلن أنه سيقف عند المنجزات التي تحققت خلال عهد الخفاجي والتي تمثلت بوصول إنتاج البيض إلى 7 مليارات بيضة في العام الواحد، بعد أن كان إنتاج البلاد لا يتجاوز 1.5 مليار بيضة قبل عام 2019.
وأشار إلى رفع إنتاج التمور إلى 735 ألف طن والتي قفز على إثرها العراق إلى المركز الرابع على مستوى العالم بإنتاج التمور، وغيرها من الإنجازات الأخرى في القطاع.
وأكدت وزارة الزراعة عام 2022، تحقيق فائض في إنتاج بيض المائدة في العراق.
وتُقدر حاجة الطلب المحلي العراقي سنوياً من بيض المائدة بنحو 900 مليون دولار، ومن لحوم الدجاج بحوالي 3 مليارات دولار. كما يحتاج العراق سنوياً إلى 4 مليارات بيضة لتغطية الاستهلاك المحلي.
وبحسب ما قاله رئيس المؤسسة منار العبيدي في عام 2021 فإن "المواطن العراقي يستهلك سنويًا ما بين (7- 25 دجاجة) بحسب دراسات صادرة من وزارة الزراعة ومن كلية الزراعة بالإضافة إلى دراسات مختلفة حول العالم".
وأشار إلى أن "معدل الاستهلاك السنوي للدجاج يبلغ 1.344 مليون طن تبلغ قيمتها بحوالي 3 تريليونات دينار، إلا أنه حسب بيانات وزارة الزراعة ووزارة التخطيط فإن عدد الإنتاج المحلي الحالي يبلغ بحدود 156 ألف طن سنوياً، ما يعني أن الإنتاج المحلي تبلغ تغطيته لحجم الاستهلاك بحدود 11.6% فقط".
واستناداً على إحصائيات العبيدي ووفق دراسة قامت بها شبكة "انفوبلس" فإن العراقيين يستهلكون 672 مليون دجاجة سنوياً.
إلى ذلك، أكدت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة مؤخراً، صدور قرار حكومي بحظر استيراد منتجات الدواجن من تركيا بسبب تفشي إنفلونزا الطيور. وقال مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة ثائر صبري حسين، إنه "صدر قرار بحظر استيراد منتجات الدواجن في الدول التي انتشرت فيها إنفلونزا الطيور ومن بينها تركيا"، مبينا أن "القرار صدر منذ 31 كانون الثاني من العام الحالي وكل منتج دواجن من تركيا موجود حالياً في الأسواق أما دخل بتاريخ سبق قرار الحظر أو دخل بصفة غير شرعية بعد هذا التاريخ".
إقليم كوردستان يصدّر سنوياً 93 ألف طن من لحوم الدجاج الفائضة إلى وسط وجنوب العراق
وصل إقليم كردستان إلى مستوى الاكتفاء الذاتي في إنتاج لحوم الدجاج، ويصدّر سنوياً الفائض عن حاجة الأسواق المحلية إلى أسواق وسط وجنوب العراق.
وذكر بيان صادر عن دائرة الإعلام والمعلومات في حكومة إقليم كوردستان، أنه "في التشكيلة التاسعة لحكومة إقليم كردستان زاد عدد مشاريع وحقول الدواجن بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالسنوات السابقة لتصل إلى 1,840 مشروع دواجن، فيما ارتفعت قدراتها الإنتاجية إلى 30 مليون و286 ألفاً و229 فرخا (دفعة) مقارنة بالأعوام السابقة، كما زادت القدرات الإنتاجية بنسبة 42 بالمئة".
وأضاف البيان، أنه "يبلغ الطلب المحلي لإقليم كردستان على لحوم الدجاج 147 ألف طن سنوياً، ولكن في السابق وبسبب عدم وجود قرارات لحماية الإنتاج المحلي ودعم المشاريع وحظر المنتجات المستوردة لم يكن بإمكانها تلبية الطلب المحلي".
وتابع البيان "لكن الآن عدد مشاريع وحقول الدواجن يرتفع سنوياً وقد بلغ إنتاجها 240 ألف طن سنوياً، منها 93 ألف طن يتم تصديرها إلى وسط وجنوب العراق".
وأشارت الدائرة إلى، أن "التشكيلة التاسعة لحكومة إقليم كردستان أنشأت 39 مشروعاً لتسمين الأبقار ويوجد حالياً 98 مشروعا منها، إضافة إلى تطوير وزيادة مشاريع أبقار الألبان حيث ارتفع عددها إلى 84 مشروعاً من 76 مشروعاً سابقاً، وبذلك زادت مشاريع تربية الماشية بنسبة 76 بالمئة مقارنةً بالسنوات السابقة".
وأوضحت، أنه "بشكلٍ عام، كان في إقليم كردستان 1,864 مشروعاً للدواجن والماشية، ولكن مع تولي التشكيلة التاسعة تم إيلاء اهتمام كبير بهذا القطاع وتم تطويره لتحقيق الاكتفاء الذاتي وقد تمت زيادة عدد المشاريع إلى 2261، وزادت مستويات إنتاجها لتلبية الاحتياجات المحلية".
ويواصل قطاع الدواجن في العراق التراجع في مستويات الإنتاج للعام الثاني على التوالي، مكبّداً بذلك المنتجين المحليين خسائر كبيرة، مع استمرار عمليات التهريب وفتح مجال الاستيراد بالتزامن مع انخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار، وما ترتب عنه من ركود كبير تشهده السوق العراقية منذ مدة.
يقول علي العامري، وهو أحد منتجي الدواجن، إنهم قلّصوا حجم الإنتاج وعدد العاملين، بسبب الخسائر التي تكبّدوها نتيجة غزو الاستيراد وارتفاع سعر الأعلاف، التي بلغ سعر الطن الواحد منها نحو 700 دولار مع تذبذب أسعار الدولار، فضلاً عن وجود عمليات تهريب أغرقت السوق المحلية.
ويشكو اتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق من عدم توفر فرص النهوض بقطاع الثروة الحيوانية بشكل عام وقطاع الدواجن خصوصاً. وقال رئيس الاتحاد حسن التميمي، إن غياب الدعم الحكومي أدى إلى تراجع إنتاج الثروة الحيوانية، فضلاً عن تجاهل ضبط الحدود ومنع الاستيراد، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.
وبيّن التميمي، أنه رغم تكرار المطالبات والمناشدات من قبل الاتحاد والمزارعين والمنتجين لحل هذه المشاكل، إلا أنها قوبلت بالتجاهل ولم تُحل لغاية الآن. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف تسبب بخسارة كبيرة تعرّض إليها مربّو الدواجن، ما أدى إلى قلّة الإنتاج، مطالباً الحكومة العراقية بضرورة دعم الثروة الحيوانية تحديداً التي تعتبر عاملا مهما من عوامل النهوض بالواقع الاقتصادي العراقي.
وتابع، أن عدم الاهتمام بقطاع الإنتاج الزراعي يسبب خسائر كبيرة ويجعل البلد رهينة للاستيراد من الخارج، وهذا ما تعمل عليه الأجندات الخارجية ليبقى العراق بلدا مستهلكا غير منتج.