الرأي العام العراقي وجرائم الشرف.. طيبة علي آخر الضحايا
انفوبلس..
بين محافظ يدعم كل الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على قيم المجتمع وعاداته وأعرافه وحمايته من المفاهيم التي يعتبرها شاذّة، ومتحرّر رافض لتلك العادات ويعتبرها قديمة وبالية وغير إنسانية ومخالفة للقوانين، يضجّ الشارع العراقي بين الحين والآخر بقضية تلهبه بالنقاشات والصراعات والتشجيع من جهة والرفض من جهة أخرى، وعادةً ما يقترن ذلك بوجود ضحيّة مشهورة.
يوم أمس، قُتلت فتاة عراقية تُدعى "طيبة علي" خنقاً على يد والدها في محافظة الديوانية، ضمن سلسلة جرائم معروفة في العراق تسمى "جرائم الشرف" أو غسل العار، وفي هذا النوع من الجرائم يقدم ذوي الضحايا (الإناث غالباً) على القتل لأسباب مختلفة أبرزها تتعلق بالخروج عن طاعة الأهل أو ترك المنزل أو إقامة علاقات عاطفية أو جنسية وغيرها من الأسباب.
وتصدّر اسم طيبة العلي وصورها حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين أبدَوا حزناً وغضباً مما تعرّضت له الشابة وطالبوا بمحاسبة الجُناة وتشريع قوانين تحمي النساء والفتيات من العنف الأسري.
وأفاد مدونون تفاعلوا مع الحادثة بأن "طيبة غادرت العراق منذ سنوات وتوجّهت إلى تركيا، بسبب تعرضها للتحرش من قبل شقيقها، وعادت مؤخراً بطلب من والدتها وبأنها تعرّضت عَقِب عودتها للتهديد من عائلتها".
وأفادت المعلومات -التي لا يمكن التأكد من صحتها ودقّتها- بأن "طيبة كانت موجودة في بغداد وبأنها ناشدت الشرطة المجتمعية عقب تعرّضها للتهديد، وكانت على وشك العودة إلى تركيا والزواج من شاب سوري يُدعى محمد".
ووفقا للمعلومات "فإن ذوي طيبة وافقوا في البداية على زواجها من محمد ثم اختلفوا بشأنه، ثم تمكَنوا من معرفة مكانها في بغداد وإعادتها إلى محافظة الديوانية ووقعت مشادة بينها وبين والدها الذي قيل بأنه تعرّض لضغط عشائري قبل أن يُقدم على قتل ابنته".
وتداولت بعض الحسابات تسجيلات صوتية نُسبت إلى طيبة سُمع فيها صوت رجل يُبدي اعتراضه على وجود فتاة في تركيا، لترد عليه الفتاة التي قيل بأنها طيبة وتُشير بأنها ذهبت إلى تركيا بسبب تعرّضها للتحرش من أخيها.
وتُشير المعلومات إلى أن شقيق طيبة، ويُدعى كرار، يقاربها في السن، وحاول التحرش بها خلال فترة عيشهم في منزل واحد مرات عديدة، ما دفعها إلى كشف الأمر أمام والديها ولكن دون جدوى، الأهل لم يتخذوا أي إجراء والأخ لم يتوقف عن التحرش، حتى هربت طيبة إلى تركيا وبقيت فيها 5 سنوات.
وفي عام 2017، وبعد مغادرتها بفترة بسيطة تواصلت طيبة مع والدها مبدية استعدادها للعودة بشرط أن شقيقها كرار يغادر المنزل، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل والدها ما تسبب ببقائها في تركيا.
ولم يصدر أي بيان رسمي عن وزارة الداخلية العراقية بشأن حادثة القتل والمعلومات المتداولة بشأن الشابة حتى إعداد هذا التقرير.
ومنذ وصولها إلى العراق، تلقّت تهديدات كثيرة بالقتل أعلنت عنها عبر حسابها في انستغرام، مناشدة السلطات الأمنية لحمايتها دون جدوى.
وأعلن مصدر أمني أن الأب القاتل سلّم نفسه للسلطات معترفاً بجريمته، ما أشعل غضباً عراقياً لأن الجريمة وقعت على الرغم من استغاثات كثيرة انطلقت من الفتاة وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقبيل الجريمة، انتشر هاشتاغ "اُحموا طيبة" إلى حد كبير عبر تويتر وفيسبوك وانستغرام.
يُشار إلى أن منظمة "آيسن" لحقوق الإنسان والتنمية المستدامة في العراق، كانت قد علّقت على الحادثة، معتبرةً أن مقتل طيبة العلي يُعد جريمة جديدة تحت مسمى "الشرف المزيّف".
وأضافت المنظمة أن طيبة العلي جاءت إلى العراق لحضور بطولة خليجي 25، وتم تهديدها منذ دخولها العراق عدّة مرات من قبل ذويها، موضّحة أن الضحية أكدت تلك التهديدات عبر عدّة استغاثات نشرتها مراراً وتكراراً عبر حسابها على موقع انستغرام.
ولفتت المنظمة إلى أن الفتاة قُتلت على يد والدها عبر خنقها وهي نائمة، بعد نقلها قسريا من بغداد إلى محافظة الديوانية.