الرميض وعبادة "حبايب" بعد أزمة حلقة عماد العصّاد.. الأخير لم يذهب للاعتذار وهكذا تمت تسوية المشكلة
انفوبلس/ تقارير
قبل نحو شهر من الآن، ظهر الإعلامي عماد العصّاد في حلقة تلفزيونية مع أحد شيوخ عشائر ذي قار، وتمحور الحديث عن "الحرب" المستمرة بين عشيرتي آل عمر والرميض، وكيف بدأت شرارتها الأولى وأطاحت بشخصيات بارزة لعل في مقدمتها العميد عزيز الشامي، لكن ما دار من حديث كان موضع شك لعشيرة الرميض التي اعترضت بشدة على المعلومات الواردة في الحلقة قبل أن تعلن اليوم تسوية المشكلة بعد أن حوّلت عليها قبيلة العصّاد دون حضور الأخير. فما هي خلفيات المشكلة؟ وماذا دار في الحلقة؟ وما علاقة كل ذلك باغتيال الشامي؟
*نزاع آل عمر والرميض
قبل الشروع في تفاصيل التسوية، والحقائق التي وُصفت بالمزيفة بحق عشيرة الرميض في حلقة العصّاد، لابد من فهم خلفية المشكلة وأصلها وكيف بُنيت عليها حلقة العصاد.
بدأ نزاع آل عمر والرميض قبل أكثر من عام من الآن، وبدأت القصة حينما خرج أهالي قضاء الإصلاح إلى الشوارع مطالبين بتوفير الخدمات وإقالة القائممقام الذي يتبع عشيرة الرميض، وعلى إثر ذلك اشتد الخلاف بين المتظاهرين والقائممقام، ليتحول إلى أعمال شغب ومصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وفق ما أكده آنذاك شهود عيان من قضاء الإصلاح.
بعد ذلك، استمرت الاحتجاجات لأكثر من 3 أيام، وبعد الإفراج عن المعتقلين عاد الهدوء للمدينة، واتفق شيوخ العشائر ووجهاء المدينة على أن يبقى القائممقام في منصبه مدة 6 أشهر ومن ثم يقدم استقالته.
أما عن النزاع المسلح، فقد انطلقت شرارته بعد أن كتب أحد الشباب من أقرباء القائممقام (التابع لعشيرة الرميض) منشورا على فيسبوك يمتدحه فيه، ليرد عليه أحد المعلقين بطريقة سلبية، ثم تطور الوضع ليذهب الشاب الى محل إقامة الشخص المعلق ويطلق عليه النار.
ووفق شاهد العيان، فإن عشيرة الشخص المعلق وهي آل عمر أقدمت بعد ذلك على إطلاق النار على شخص آخر من عشيرة صاحب المنشور أي الرميض، ليتحول قضاء الإصلاح إلى ساحة حرب طاحنة، حيث صار القتل على الهوية ووفق الانتماء العشائري.
*حلقة العصّاد والشيخ هدّام موحان
لقد تناولت شبكة انفوبلس، هذه الحادثة بسلسلة من التقارير، وبعد أن ذكّرت بأصل وأساس النزاع، ستوضح الآن ما دار في حلقة الإعلامي عماد العصاد وكيف تم اتهام عشيرة الرميض بنقض وتخريب الهدنة، وهو ما اعترضت عليه الأخيرة بشدة.
وخلال استضافته الشيخ هدّام موحان آل گزار شيخ عام عشائر البو شامة، تطرق العصاد إلى أسباب النزاع ومَن نقض الهدنة، ومن بدأ الحرب التي كما ذكرنا قد تجاوزت عامها الأول، ليسرد الشيخ وقائع ما جرى ويؤكد أن عشيرة الرميض هي من نقضت الهدنة.
وقال گزار آنذاك، إن "عشيرة الرميض كسرت العطوة وخرقت الهدنة التي دعت إليها المرجعية وهذا كان خيبة ونكسة أدت لتقاطع جميع الأطراف".
لقد تحدث شيخ عام عشائر البو شامة بتفاصيل كثيرة، لكن ملخصها يفيد بأن "الرميض" هم من خرقوا الاتفاقات وهذا ما رفضته الأخيرة عقب الحلقة واحتجت عليه.
*ما علاقة اغتيال العميد عزيز الشامي؟
من ضمن ما تحدث به شيخ عام عشائر البو شامة في حلقة العصّاد هو حادثة اغتيال مدير استخبارات ومكافحة إرهاب ذي قار العميد عزيز الشامي، حيث قال إن الأخير تعرض للغدر وأن ردة فعل العشيرتين – آل عمر والرميض – لم يرتقِ لمستوى الحادثة.
ورغم أن آل عمر اتهموا رسميا الرميض بقتل الضابط آنف الذكر إلا أن گزار لم يذكر ذلك علناً خلال الحلقة، لكنه قال إن حادثة الاغتيال غيّرت مجرى الوضع في قضاء الإصلاح وغمز بذلك إلى عشيرة الرميض.
ووجه شيخ العشيرة دعوة إلى القوات الأمنية، بمعرفة القاتل سريعا والقصاص منه، محذرا من انجرار الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباها في حال لم يتم التوصل إلى القاتل.
وأضاف، أن "الرميض لم يعزّوني باستشهاد الشامي كونهم يخجلون مني" – في إشارة إلى أنهم المتسببون باستشهاده – لكنه لم يعلن ذلك بملء فمه.
لقد كان ملخص حلقة العصّاد أنه يذم الرميض ويتهمهم بأنهم دائما ما كانوا المبادرين للأزمة، وما كسر الهدنة والعطوة إلا دليلا على ذلك، في حين ركز الضيف على أن الطرفين مذنبان لكن الذنب الأكبر يقع على عشيرة الرميض.
*تسوية المشكلة بين عشيرة عماد العصاد والرميض
كما ذكرنا، اعترضت عشيرة الرميض على الحلقة كثيرا، ووفق مصادر مطّلعة فقد أبدى شيوخ العشيرة امتعاضهم من المعلومات التي وردت في حلقة العصاد ووصل الأمر إلى مقاضاته عشائريا لكن "حكمة كبار القوم لدى الطرفين" أنهت المشكلة وفق ما قاله أحد شيوخ عشيرة الرميض اليوم السبت.
وبهذا الصدد، نشرت عشيرة الرميض اليوم السبت بيانا جاء فيه، "مشية عشيرة عبادة (العصّاد) بعد سوء الفهم الذي تسبب به برنامج سحور عراقي الذي يقدمه الاعلامي عماد العصّاد لما تضمّنه البرنامج من تزييف لبعض الحقائق بحق عشيرة الرميض فيما يخصّ الأحداث الاخيرة، وقد قاموا بتقديم اعتذار رسمي عن ذلك".
وقال الشيخ ناظم البدر الرميض وفق البيان، "تمّت تسوية الأمور بفضل الله تعالى وحكمة كبار القوم لدى الطرفين".
بعد هذا البيان، أكدت مصادر مطلعة، أن عماد العصاد لم يذهب لعشيرة الرميض ولم يعتذر منهم بل تكفلت عشيرته بذلك وذهبوا دونه.
*مَن قتل الشامي؟
تبادل طرفا النزاع، الاتهامات حول مصدر النيران التي قتلت العميد الشامي، ثم اتهمت عشيرة "آل عمر" عشيرة "الرميض" بحادثة القتل.
وذكر شيخ عشيرة آل عمر جميل الشبيب، في بيان، إن "العميد الشامي كان رفيق دربنا أيام المحنة، وكان صديقاً وعرفناه رجلاً شجاعاً، دَمِثَ الأخلاق وطيبَ النفس"، لافتا إلى أن "مقتل العميد الشامي حصل أثناء سريان (عطوة رسمية) أُخذت باسم المرجعية الدينية في النجف، كما اُغتيل ولدنا العقيد (عبد المهدي) في رمضان الماضي في ظل عطوة باسم الإمام العباس".
وبعد مرور أكثر من شهر على حادثة الاغتيال، أعلنت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي القبض على قاتل مدير استخبارات ومكافحة إرهاب ذي قار اللواء عزيز الشامي، (تمت ترقيته عقب استشهاده).
وذكرت الوزارة في بيان، أن "أحد المجرمين، ارتكب جريمة إطلاق نار على مدير استخبارات ومكافحة إرهاب ذي قار الشهيد (اللواء عزيز شلال جهل الشامي)، في 3 آذار الماضي، أثناء فض نزاع عشائري في قضاء الإصلاح ضمن محافظة ذي قار، وبعد جهود استخبارية تم التوصل إلى الجاني يوم 20 نيسان 2024 ليكون في قبضة رجال الأمن".
في حين ذكر مصدر مطلع، أن "أزهر يحيى فهد، الملقب (سليمان) هو من ارتكب جريمة إطلاق نار على مدير استخبارات ومكافحة إرهاب ذي قار، وهو متظاهر تشريني منذ عام 2019 وشارك في النزاع العشائري قبل أن يقدم على اغتيال اللواء الشامي".