الزبير وأبي الخصيب ينضمّان لانتفاضة البصرة.. حديث عن "ساعة صفر" والعيداني "حائر"
شبكة انفوبلس/ تقارير
بعد القرنة والصادق والدير وشط العرب، انتفض الزبير ولحقه سريعا أبي الخصيب، فلا عودة هذه المرة إلا بتحقيق المطالب أو.. منازلة كبرى و"ساعة صفر" وانتفاضة قد تُطيح بالحكومة المحلية برمتها وعلى رأسها المحافظ أسعد العيداني الذي بدا حائرا بعد استنفاد جميع طرق التخدير. فماذا سيحدث يوم الأربعاء المقبل؟ وكيف سيمتص المحافظ غضب الجماهير هذه المرة؟
*تذكير بالأقضية المنتفضة
لقد تناولت شبكة انفوبلس، أحداث وتظاهرات البصرة منذ شراراتها الأولى بالتفصيل وعبر سلسلة من التقارير، لكنها حريصة على تذكير القارئ بإيجاز مما حدث سابقا.
فمنذ أيام، خرج أهالي مناطق الدير والقرنة وقضاء الصادق وبعض المناطق الأخرى منها الجزر الأربعة في شط العرب، بتظاهرات لمطالبة الحكومة المحلية بتوفير الخدمات وفرص عمل للشباب العاطل، فضلاً عن المطالبة بتطوير البنى التحتية.
حيث شهد قضاء القرنة، أحد الأقضية المنكوبة تظاهرات كبيرة بلغت أوجها الاسبوع الماضي، أفضت إلى نصب سرادق الاعتصام وإغلاق بوابة حقل القرنة للمطالبة بالخدمات.
إلى قضاء الصادق، حيث شهد هو الآخر، تظاهرات مطلبية لتحسين واقع الخدمات الذي يعاني منذ سنوات، إذ يفتقر أهالي المدينة إلى أبسط مقومات الحياة، وإهمال متعمد من قبل الحكومة المحلية.
حمى التظاهرات، لم تقف عند القرنة والصادق، فقد التحق قضاء الدير بمن سبقه في تظاهرات عمَّت المدينة للمطالبة بتحسين واقع الخدمات وتوفير فرص عمل ومعالجة التلوث البيئي.
أما الآن، فقد وصل الغضب إلى قضائي أبي الخصيب والزبير الغني بالعديد من الثروات المفتقد لها، حيث ثار القضاءان يوم أمس وضيّقا الخناق هذه المرة كثيرا على محافظ البصرة أسعد العيداني.
*الزبير وأبو الخصيب ينتفضان
مساء أمس السبت، هدد أهالي ووجهاء وشيوخ عشائر قضاء الزبير، حكومة البصرة المحلية بالخروج بتظاهرات عارمة في الأيام القريبة القادمة في حال استمرار تهميش القضاء وانعدام الخدمات فيه.
وجاءت مطالب الأهالي بـ"توفير الخدمات وإنشاء مدارس ومستشفيات وتشكيل لجنة للإشراف على عمل الشركات الأهلية في المحافظة وبخلاف ذلك يتحمل المحافظ أسعد العيداني المسؤولية".
بعد ذلك، وصلت التظاهرات إلى أبي الخصيب، وبهذا وبجردة بسيطة تكون البصرة قد شهدت خلال أيام قليلة تظاهرات في أكثر من خمسة أقضية ومناطق منها ما ذُكر أعلاه (القرنة والصادق والديرة وشط العرب والزبير وأبي الخصيب) توحدت مطالب جميع الخارجين فيها بالخدمات وتوفير فرص عمل.
وحدد أهالي ووجهاء قضاء أبي الخصيب، الأربعاء المقبل موعدا لتظاهرات وصفوها بالكبرى للمطالبة بالخدمات بعد تهميشهم المستمر.
*تظاهرات الحسم
يرى مراقبون للشأن المحلي في البصرة، بأن المحافظة ستشهد خلال الأيام المقبلة انتفاضة شعبية بسبب سوء الخدمات وانعدام فرص العمل، فضلاً عن التلوث البيئي الذي يعصف بمدنها.
وبهذا الصدد، قال وجهاء وشيوخ عشائر قضاء أبي الخصيب، أنهم "يستعدون للخروج بتظاهرات كبرى بتاريخ 1/5/2024 للمطالبة بالخدمات وتوفير فرص عمل وبناء مستشفى متطور فضلا عن بناء مدارس حديثة نظرا لما يملكه القضاء من موارد اقتصادية كبيرة أهمها حقل السيبة الغازي وميناء أبو فلوس".
ودعا شيوخ العشائر، "الجماهير كافة إلى المشاركة بهذه التظاهرة والتي ستتحول إلى اعتصام مفتوح في حال عدم استجابة الحكومة المركزية والمحلية لمطالبهم التي تتصدرها الخدمات والقطاع الصحي والتربوي".
من جانبه، قال أحد الناشطين المدنيين، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خشية ملاحقة سلطات حكومة البصرة له، إن "المحافظة تُعد من أغنى المحافظات اقتصاديا والأكثر إهمالا للخدمات حيث يعاني أبناؤها نقصاً كبيراً في توفر أبسط مقومات العيش الكريم".
وأضاف، إن "شرارة التظاهرات الشعبية في محافظة البصرة تعود الى الأرواح البريئة التي زهقت بالمحافظة بعد حادثة دهس الأطفال في الهارثة"، مشيرا الى أن "أسعد العيداني لم يعاقب الشركة المسؤولة عن ذلك".
وأشار إلى، أن "قضاء القرنة يُعد منكوبا والتداخل السياسي ذهب زمنه مع الانتخابات"، لافتا الى أن "الحراك الشعبي في محافظة البصرة سيستمر وسيؤدي الى تحقيق مطالبه بالطرق السلمية دون العبث بالممتلكات العامة".
إلى ذلك، قال أحد وجهاء قضاء الزبير، إن "التظاهرات سلمية وستبقى كذلك لكن عدم استجابة الحكومة المحلية يعني أن ساعة الصفر قد حانت ولهذا فنحن نستعد لاعتصام مفتوح يطيح بالحكومة المحلية برمتها في حال تسويف المطالب".
*محافظ البصرة على رادار البرلمان
دقت الأحداث الأخيرة في البصرة ناقوس الخطر، وما فاقم ذلك تحجج المحافظ بـ"كورونا" وإيلامها على تعطل المشاريع ما جعله يصبح على رادار مجلس النواب بعد أن دعا النائب عن كتلة الصادقون رفيق الصالحي حكومة البصرة المحلية الى إنصاف أهالي قضاء الصادق وتحقيق مطالبهم المشروعة وإلا سيكون له موقف داخل مجلس النواب.
وقال الصالحي في تدوينة على (X) تابعتها "انفوبلس"، إننا "نطالب الحكومة الاتحادية والمحلية في البصرة الاستماع الى مطالب المتظاهرين في قضاء الإمام الصادق وتحقيق ما يمكن من مطالبهم وتوضيح سبب عدم تحقيق الصعب منها".
وأضاف، إن "شمال البصرة أعطت العديد من التضحيات ولازالت تقدم الشهداء والجرحى وعليه ندعو للإسراع في إنصاف القضاء وتحقيق مطالبهم المشروعة وإلا سيكون لنا موقف داخل مجلس النواب".
من جانبه، دعا القيادي في دولة القانون سلام المالكي، أهالي شمال البصرة، إلى المشاركة في التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الواقع الصحي، ومعالجة ملف التلوث النفطي.
ووجه المالكي في مقطع صوتي، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوته للحراك الشعبي شمال محافظة البصرة، للتحرك والتظاهر.
وقال، إن "أهالي قضاء القرنة وشمال البصرة يعانون من نقص بالخدمات وتردي الواقع الصحي فضلاً عن التلوث النفطي"، داعياً الأهالي لـ"التحرك نحو المواقع النفطية كونها سبباً للتلوث البيئي وانتشار الامراض".
*إقالات وإعفاءات بالجملة
في خضم تلك الأحداث وبعد تسارعها وامتداد الاحتجاجات في العديد من أقضية ومناطق البصرة، أقدم المحافظ ومجلس المحافظة على شن حملة من الإقالات والإعفاءات، حيث تمت إزاحة كل من قائممقام الصادق والقرنة والزبير من مناصبهم في محاولة لامتصاص غضب المحتجين.
فقبل أربعة أيام، تمت إقالة قائممقام قضاء الصادق من منصبه تنفيذا لمطالبات أهالي القضاء الذين أكدوا ضرورة مجيء لجنة وزارية للشروع بتنفيذ الخدمات في القضاء.
كما أعلن رئيس مجلس محافظة البصرة خلف البدران، أمس السبت (27 نيسان 2024)، تنفيذ قرار إقالة قائممقام الزبير في المحافظة عباس ماهر من منصبه.
وقال البدران في إيضاح عن القرار، إنه "أرسل كتابا الى محافظ البصرة أسعد العيداني لغرض فتح باب الترشيح للمنصب"، مبينا أن "قائممقام الزبير أُقيل سابقا من البرلمان والأمر لم يُنفذ والمجلس تحقق من سبب الإقالة وهو صحيح ما دعانا لتنفيذ قرار البرلمان".
أما اليوم الأحد، فقد تم إنهاء تكليف قائممقام قضاء القرنة وكالة من منصبه بناءً على طلبه.
وأظهرت وثيقة، أن العيداني وافق اليوم على طلب تقدم به قائممقام القرنة وكالة ناطق المالكي لإنهاء تكليفه.
*العيداني حائر.. كيف سيمتص غضب الجماهير هذه المرة؟
لقد وضعت هذه الأحداث محافظ البصرة أسعد العيداني في حيرة من أمره، فالمحافظ الذي أرجع سابقا تعطيل المشاريع في المحافظة إلى جائحة كورونا قد لا تشفع له الإعفاءات التي وافق عليها مؤخرا كون المتظاهرين أكدوا أنه كان غير مكترث ويتعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية وأن صحوته وإن جاءت فهي متأخرة جدا.
ويرى مراقبون، أن إقالة العيداني أقرب من أي وقت مضى وأنه في حال لم يحقق جميع مطالب المتظاهرين في جميع الأقضية فإنه سيخفق في امتصاص غضبهم بأي طريقة أخرى من طُرقه السابقة كالجلوس معهم ومفاوضتهم والتبرير لهم.
ويؤكد هؤلاء، أن وضع المحافظة بائس جدا وأن ما يظهر في الإعلام من إعمار هو ترويج "فيسبوكي" لا أكثر، كون الأهالي يحتاجون إلى ماء صالح للشرب ومدارس ومستشفيات أكثر من حاجتهم إلى سياج بالمليارات يفصل المدينة الرياضية عن واقعهم المرير.