السرطان يدق ناقوس الخطر في كردستان.. أربيل تتصدر والسليمانية تنافسها بآلاف الإصابات
الضحية المواطن والمسبب مصافي النفط
السرطان يدق ناقوس الخطر في كردستان.. أربيل تتصدر والسليمانية تنافسها بآلاف الإصابات
انفوبلس/ تقارير
خطر محدق يقترب شيئا فشيئا من الشعب الكردي، جرّاء تفاقم الإصابات بالسرطان بسبب التلوث الناجم عن المصافي غير القانونية والتي اقترب عددها من الـ200، لتتصدر أربيل المحافظات في هذه الإصابات وتلتحق بها السليمانية بآلاف الحالات، فما تفاصيل هذا الملف؟ ولماذا تمتنع حكومة الإقليم عن إغلاق المصافي المخالفة؟
أربيل تتصدر
في آواخر العام الماضي، كشف إحصاء صدر عن مجلس السرطان في العراق، أن محافظة أربيل في إقليم كردستان، تتصدر جميع محافظات البلاد من حيث نسب الإصابة بالأمراض السرطانية، وقد عزا مختصون ذلك لارتفاع نسبة التلوث في الإقليم.
ووفقاً لأحدث إحصاء صدر عن مجلس السرطان في العراق، فإن محافظة أربيل في إقليم كردستان، تتصدر جميع محافظات البلاد من حيث نسب الإصابة بالأمراض السرطانية، والتي بلغت أكثر من 3 آلاف حالة في عام 2023، أي بواقع 143 حالة من بين كل 100 ألف من سكان المحافظة.
أكبر خطرا من الإرهاب
هذه النسبة اللافتة وغير المسبوقة، وصفها مختصون أكاديميون بناقوس الخطر، الذي يستدعي التحرك العاجل، لمعالجة أسبابها.
ويقول أخصائي التغذية والسموم، الدكتور دلشاد محمد، "تلك الإحصاءات توضح بجلاء أن نسب الإصابة بالأمراض السرطانية في عموم مدن الإقليم وأربيل تحديداً، في ارتفاع مستمر، وأصبح يهدد حياتنا جميعاً، على نحو أكبر من خطر الإرهاب".
ويضيف دلشاد محمد، "هناك جملة أسباب، منها الأغذية المستوردة، التي تحتوي على مواد كيمياوية حافظة، تتحول مع الوقت إلى مواد مسرطنة، وخصوصاً الأرز واللحوم المصنعة، بالإضافة إلى ملوثات الهواء العديدة".
وخلص خبير التغذية: "إذا لم يتم القضاء على تلك الأسباب بعجالة، فإن كل بيت في أربيل سيضم مريضاً بالسرطان في المستقبل القريب".
السليمانية تنافس أربيل
بالمقابل، كشف قسم تسجيل السرطان في السليمانية، يوم الثلاثاء، عن تسجيل 3310 حالات إصابة جديدة بالسرطان في عام 2024، مشيرًا إلى ارتفاع ملحوظ في نسب الإصابة بين الأطفال والرجال، هذا الرقم يعكس استمرار الحاجة إلى تعزيز التدابير الوقائية والعلاجية لمواجهة تفشي المرض في المنطقة.
ووفقًا للتقرير الصادر عن قسم تسجيل السرطان في السليمانية، اطلعت عليه شبكة انفوبلس، إنه تم تسجيل 3310 حالة إصابة جديدة بالسرطان في عام 2024، حيث يشكل الأطفال 6.10% من إجمالي الحالات. كما أظهرت البيانات أن 54.60% من المصابين كانوا من الذكور، بينما كانت نسبة الإناث 45.40%.
التقرير أشار إلى أن 91.8% من المصابين تم تسجيلهم في مستشفى هيوا وهم من سكان السليمانية، في حين كان 5.9% من الحالات من باقي مدن العراق و2.4% من مدن كردستان الأخرى.
وأبرز أنواع السرطان التي تم تسجيلها في السليمانية هي سرطان الثدي الذي تصدر القائمة بعدد 647 حالة (19.5%)، يليه سرطان الرئة بـ 233 حالة (7%)، ثم سرطان البروستات بـ 174 حالة (5.3%). كما تم تسجيل 166 حالة من سرطان القولون (5%)، و158 حالة من سرطان الغدة (4.8%). الحالات الأخرى من أنواع السرطان المختلفة شكلت 44.4% من الإجمالي.
وتستمر إحصائيات السرطان في السليمانية في الكشف عن الحاجة الماسة لتحسين خدمات الوقاية والعلاج، مع التركيز على تعزيز الوعي العام والاهتمام بالكشف المبكر.
ويبقى تعزيز التعاون بين الجهات الصحية والمجتمع أولوية لتقليل تأثير المرض على المواطنين.
مصافي النفط غير المجازة هي السبب
بدوره، كشف الطبيب المختص فريدون عبد الله، اليوم الأربعاء (15 كانون الثاني 2025)، أسباب زيادة حالات الإصابة بمرض السرطان في محافظات إقليم كردستان.
وقال عبد الله في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "مدن إقليم كردستان تشهد زيادة كبيرة في إصابات الأورام الخبيثة، ونحن أمام كارثة كبيرة، إذا لم يتم التحرك من قبل حكومة الإقليم، ووزارة الصحة الاتحادية، وتوفير الأدوية والأجهزة الطبية".
وأضاف، أن "مستشفى هيوا للأمراض السرطانية في السليمانية يعاني من قلة أجهزة الفحص، لآن الفحص المبكر واكتشاف المرض بدرجاته الأولى يساعد على القضاء عليه، والتغلب على السرطان، لآن أجهزة الفحص في المراكز الأهلية أسعارها مرتفعة جدا، ولا يقدر عليها المواطن من ذوي الدخل المحدود".
وأشار إلى أن "أدوية الأمراض السرطانية متوفرة، ولكن نحتاج إلى زيادة في أجهزة العلاجات الإشعاعية، والكيميائية، وأجهزة الفحص، والاهتمام بالمستشفيات الحكومية المتخصصة بالأورام".
وبيّن أن "أبرز أسباب زيادة الإصابات بالأورام السرطانية في كردستان، هي التغييرات المناخية، ووجود المصافي النفطية غير المجازة، فضلا عن التأثيرات البيئية، إضافة إلى العوامل الجينية".
13 مصفى رسميا من أصل 198!
بدوره، كشف الخبير في الشأن الاقتصادي هفيدار شعبان، عن وجود 198 مصفى للنفط في إقليم كردستان بضمنها 13 رسميا فقط.
وقال شعبان في حديث له تابعته انفوبلس، إن "عدد المصافی النفط الموجودة في الإقليم تبلغ 198 مصفى"، مبينا أن "عدد الرسمية منها 13 مصفى فقط".
وأضاف، إن "المصافي العائدة للأحزاب يبلغ عددها 185 مصفى، حيث يوجد في أربيل 100 مصفى، وفي السليمانية 44 مصفى، أما في دهوك يوجد 48 مصفى".
وبيّن الخبير الاقتصادي، إن "أغلب هذه المصافي غير حكومية، وتابعة للأحزاب، إضافة الى أنها تفتقر لمواصفات السلامة".