العراقيون ينتظر بفارغ الصبر.. متى يبدأ فصل الشتاء في العراق؟
انفوبلس/..
ينتظر العراقيون بفارغ الصبر الانتهاء من فصل الصيف الذي كان قاسيًا هذا العام والدخول إلى فصل الشتاء، ورغم الدخول بأيام الخريف، إلا أنّ درجات الحرارة لا تزال تسجل أرقامًا مرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة؛ ما يسلّط الضوء على أزمة التغيّر المناخي الذي يعتبر العراق من أكثر الدول تأثرًا به.
سيشهد شهر أيلول تقلبات جوية بين ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها
وعانى العراق جراء التغير المناخي من قلة الأمطار في الشتاء وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، الأمر الذي تسبب بجفاف اجتاح جميع الأنهر والسدود في عموم المحافظات، في حين أجبرت الأزمة المائية الحكومة على خفض المساحات المزروعة بنسبة قاربت الـ50%.
وكان لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية آثارًا أخرى متمثلة بزيادة الموجات الغبارية حيث توقعت وزارة البيئة، في وقت سابق، ارتفاع عدد الأيام المغبرة في السنة إلى 300 يوم بحلول العام 2055، فيما سجلت إحصائيات هيئة الأنواء الجوية، 243 يومًا مغبرًا إلى 272 يومًا في السنة.
تنبؤات جوية
ويقول مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية، عامر الجابري، إنّ "العراق لا يزال متأثرًا بالمنخفض الجوي الحراري الموسمي الذي بدأ منذ شهر أيار الماضي، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة سيستمر خلال الأيام المقبلة".
والمنخفض الحراري سيكون تأثيره على المناطق الجنوبية والوسطى هذا الشهر، أيلول/سبتمبر، في حين ستنخفض درجات الحرارة تدريجيًا بعد انتهاء تأثير الموجة الحالية، وفقًا للجابري.
وسيشهد الشهر الجاري ـ والكلام للجابري ـ تقلبات جوية بين الارتفاع والانخفاض، مضيفًا أنّ "الشهر المقبل سيشهد انخفاضًا واضحًا في درجات الحرارة وفتح أبواب فصل الشتاء رسميًا في العراق".
وفي تعليق حكومي عن الأزمة المناخية في العراق، عزا جاسم الفلاحي وزير البيئة سبب التراجع غير المسبوق بالإيرادات المائية في العراق إلى بلوغ معدلات درجات الحرارة فوق ال50 درجة مئوية في فصل الصيف، مؤكدًا أنّ "العراق أكثر البلدان تأثرًا في التغيير المناخي طبقًا لكل تقارير الأمم المتحدة".
وجاء كلام وزير البيئة مطابقًا لحديث وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، قبل أيام قليلة، والذي حذر فيه من خطر شح المياه على العراق بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى استمرار التجاوزات على الحصص المائية في البلاد.
موعد الشتاء
وتعتبر ظاهرة استمرار ارتفاع درجات الحرارة ظاهرة عالمية بسبب عوامل عديدة منها الاحتباس الحراري، وزيادة الغازات الدفيئة والتلوث المناخي والعراق من البلدان المتأثرة بتلك العوامل، بحسب المتنبئ الجوي عماد كريم.
الخبير الجوي تحدث، قائلاً إنّ "السنوات الخمس الأخيرة شهدت تسجيل درجات حرارة عالية خلال شهر أيلول، وسوف تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض بعد منتصف شهر الجاري".
وبحسب كريم، فإنّ بداية الانقلاب الخريفي سيكون بدءًا من يوم 23 أيلول/سبتمبر، متوقعًا أن "تستمر قلة الأمطار في فصل الخريف، وتتحسن بعد دخول فصل الشتاء بعد منتصف الشهر الأخير من العام الجاري، أي بعد الانقلاب الشتوي".
سيبدأ ما يسمى بـ"الانقلاب الخريفي" في 23 أيلول المقبل
وتشير التنبؤات الجوية، وفقًا لحسين الأسدي إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة في أغلب المناطق حتى نهاية الأسبوع الجاري، متوقعًا في ذات الوقت "انخفاض درجات الحرارة بدءًا من الأسبوع المقبل جراء وصول كتلة هوائية معتدلة".
وأضاف المتنبئ الجوي، أن "العراق سيشهد تقلبات في حركة الرياح في أغلب المناطق مع ارتفاع في معدلات الرطوبة النسبية في محافظتي البصرة وميسان الأيام القادمة".
وفي وقت سابق، دق تقرير صحيفة "الجارديان" البريطانية ناقوس الخطر بالقول إنّ "العراق يواجه سخونة متزايدة وجفاف شديد"، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن متوسط درجات الحرارة السنوية سيتزايد بمقدار درجتين مئويتين بحلول العام 2050".
وبالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد، أقدمت كل من تركيا وإيران على قطع معظم التدفقات المائية من أراضيها نحو العراق، الأمر الذي تسبّب بجفاف شديد في معظم المناطق، بحسب تصريحات رسمية، بينما جاءت التقديرات الحكومية باكتساح التصحر لنحو 39% من الأراضي، فيما نالت الملوحة من 54% من الأراضي الزراعية.
معدلات الرطوبة سترتفع في محافظتي البصرة وميسان خلال الأيام المقبلة
وجاءت تحذيرات من مختصين بيئيين في إقليم كردستان من مخاطر واسعة وحقيقية تهدد الأمن المائي للعراق والإقليم، داعين إلى الإسراع بالعمل وإيجاد حلول ناجحة لأزمة الجفاف، خصوصًا وأن العراق احتل المركز الخامس عالميًا ضمن أكثر الدول تضررًا من التغيير المناخي.