العراق يظفر بالاعتمادية الدولية للتعليم الطبي.. ماذا يعني ذلك؟ وما هو دور المجلس الوطني لاعتماد كليات الطب في البلاد؟
انفوبلس/ تقارير
في إنجاز تاريخي غير مسبوق، حصل العراق على الاعتمادية الدولية من الاتحاد العالمي للتعليم الطبي (WFME)، حيث منح الاتحادُ، العراقَ الاعتمادَ الدولي الكامل على مستوى تقييم البرامج والمعايير المعتمدة في مجالات ضمن الجودة الخاصة بالتعليم الطبي. فماذا يعني ذلك؟ وما تأثيراته الإيجابية على العراق؟ وما هو دور المجلس الوطني لاعتماد كليات الطب في البلاد (NCAMC)؟
*حصول العراق على الاعتمادية الدولية
يوم أمس، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حصول العراق على الاعتمادية الدولية من الاتحاد العالمي للتعليم الطبي WFME.
وذكرت الوزارة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أنه "منحَ الاتحادُ العالمي للتعليم الطبي (world federation for medical education) المجلسَ الوطني لاعتماد كليات الطب في العراق (NCAMC) الاعتمادَ الدولي الكامل على مستوى تقييم البرامج والمعايير المعتمدة في مجالات ضمن الجودة الخاصة بالتعليم الطبي".
وأضافت، أنه "جاء في نص الرسالة المبعوثة من (WFME) أن لجنة الاعتراف في الاتحاد العالمي اختتمت تصويتها ووافقت على الاعتراف بـ NCAMC لمدة تمتد إلى غاية 2034 ويُعد المجلس الوطني لاعتماد كليات الطب في العراق معتمداً في سياساته وإجراءاته لضمان جودة التعليم الطبي".
وتابعت وزارة التعليم، أنه "في هذه المناسبة المباركة يهنئ وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي الشعب العراقي وحكومته الموقرة والمجلس الوطني لاعتماد كليات الطب والمؤسسات الجامعية والصحية، بهذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق الذي يحمل دلالة قاطعة بأن الاعتمادية الدولية المتحققة تمثل خلاصة العمل الدؤوب لمؤسساتنا التعليمية الوطنية الرصينة التي أنجزت بكل ثقة ومسؤولية وفي وقت قياسي ما يطمح إليه المخلصون في بيئة التعليم الطبي في العراق".
*ماذا يعني حصول العراق على الاعتمادية الدولية؟
لعلّ القارئ يتساءل عن الاعتمادية الدولية للتعليم الطبي، وماذا يعني حصول العرق عليها، ببساطة الاعتمادية الدولية للتعليم الطبي هي عملية تقييم شاملة للبرامج والمؤسسات التعليمية الطبية، تهدف إلى ضمان جودة التعليم الطبي وتلبية المعايير الدولية. وحصول العراق على الاعتمادية الدولية من الاتحاد العالمي للتعليم الطبي(WFME) إنجاز هام له تأثيرات إيجابية كبيرة على عدة مستويات منها:
1ـ جودة التعليم الطبي وتشمل:
ـ رفع معايير التعليم الطبي: يضمن حصول العراق على الاعتمادية الدولية التزام كليات الطب العراقية بأعلى معايير التعليم الطبي العالمية، مما يُحسِّن من جودة التعليم الطبي بشكل عام.
ـ تطوير المناهج الدراسية: سيُساعد الحصول على الاعتمادية على تحديث المناهج الدراسية لتتوافق مع المعايير العالمية، مما يُساهم في تخريج أطباء ذوي كفاءة عالية.
ـ تحسين مهارات الخريجين: سيكون الأطباء الخريجون من كليات الطب العراقية مُؤهلين بشكل أفضل لممارسة الطب على المستوى الدولي.
2ـ الاعتراف الدولي ويشمل:
ـ سهولة الحصول على فرص عمل عالمية: سيُصبح خريجو كليات الطب العراقية مُؤهلين للعمل في دول أخرى بشكل أسهل، ممّا يُفتح أمامهم آفاقًا وظيفية أوسع.
ـ تعزيز سمعة العراق: سيُساهم حصول العراق على الاعتمادية الدولية في تعزيز سمعة العراق على المستوى الدولي كبلد يُقدم تعليمًا طبيًا ذا جودة عالية.
ـ جذب الطلاب الدوليين: سيُصبح العراق وجهة مرغوبة للطلاب الدوليين الراغبين في دراسة الطب، ممّا يُساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
3ـ فرص التعاون الدولي وتشمل:
ـ تبادل الخبرات مع المؤسسات الطبية العالمية: سيُمكّن حصول العراق على الاعتمادية من تبادل الخبرات مع المؤسسات الطبية العالمية، ممّا يُساهم في تطوير التعليم الطبي في العراق.
ـ المشاركة في الأبحاث العلمية العالمية: سيصبح العراق مُؤهلاً للمشاركة في الأبحاث العلمية العالمية، ممّا يُساهم في تقدمه العلمي.
ـ جذب الاستثمارات الأجنبية: سيُساهم حصول العراق على الاعتمادية في جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال التعليم الطبي.
4ـ فوائد اقتصادية وتتلخص في:
ـ خلق فرص عمل جديدة: سيُساهم حصول العراق على الاعتمادية في خلق فرص عمل جديدة في مجال التعليم الطبي.
ـ تنمية السياحة العلاجية: سيُصبح العراق وجهة مرغوبة للسياحة العلاجية، ممّا يُساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
ـ زيادة الإيرادات المالية: سيُساهم حصول العراق على الاعتمادية في زيادة الإيرادات المالية من خلال جذب الطلاب الدوليين والاستثمارات الأجنبية.
5ـ فوائد اجتماعية وتشمل:
ـ تحسين مستوى الخدمات الصحية: سيُساهم حصول العراق على الاعتمادية في تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
ـ تقليل هجرة الأطباء: سيُصبح الأطباء العراقيون أكثر رغبة في البقاء في العراق للعمل، ممّا يُساهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية.
وبشكل عام، فإن حصول العراق على الاعتمادية الدولية من الاتحاد العالمي للتعليم الطبي إنجاز هام يُؤسس لمستقبل أفضل للتعليم الطبي في العراق.
*رأس مال لبناء البلد
بدوره، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي، اليوم الخميس، أن حصول الاعتمادية الدولية يعد رأس مال لبناء وقيادة البلد.
وقال العبودي، إن "نيل المجلس الوطني لاعتماد كليات الطب في العراق، الاعتمادية الدولية من الاتحاد العالمي للتعليم الطبي (WFME)، هو انتصار مهم ويحصل لأول مرة في العراق"، مبيناً أن "كليات الطب معتمدة الآن من قبل الاعتماد الدولي العالمي الرقمي الذي سوف يعتمده مجلس الاعتماد العراقي".
وأضاف أن "كل كلية طب سوف يعتمدها مجلس الاعتماد العراقي سوف تكون معتمدة من قبل الرقمي"، مشيراً الى أن "هذه الإنجازات هي رأس مال أي مستثمر يريد البناء وقيادة البلد للتنمية".
*رصانة علمية
بدوره، بارك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، للنخب العلمية والأكاديمية الإنجاز المهم الذي تحقق للمجلس الوطني لاعتماد كليات الطب في العراق، بعد أن منحه الاتحاد العالمي للتعليم الطبّي ( WFME ) الاعتماد الدولي الكامل على مستوى تقييم البرامج والمعايير المعتمدة في مجالات ضمان جودة التعليم الطبي.
وأكد السوداني أن "هذا الإنجاز خلاصة العمل الدؤوب للمؤسسة الأكاديمية، ودليل على رصانة شهادة كليات الطب في العراق".
*دور المجلس الوطني لاعتماد كليات الطب في العراق (NCAMC)
يعمل هذا المجلس على رفع مستوى التعليم الطبي في كليات الطب العراقية ليتم اعتمادها وفقًا للمعايير الوطنية العراقية وتماشياً مع المعايير الإقليمية والدولية وذلك من ضمن الصلاحيات الممنوحة له من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية.
ويكمن دور المجلس بالتحديد في رفع مستوى قدرات أعضاء المجلس (NCAMC) دورياً فيما يتعلق بتطوير برامج التقييم والاعتماد الطبي، وترشيح وتدريب أعضاء لجان الكليات الخاصة بالتقييم الداخلي، والإشراف على تطبيق المعايير الوطنية العراقية (المعتمدة) من قبل كليات الطب، الإشراف على تنفيذ دراسة التقييم الذاتي في الكليات، ومراجعة تقارير دراسة التقييم الذاتي للكليات.
كما يقوم المجلس، بالإشراف على الزيارات الميدانية التي تنفذها فرق التقييم الوطني للكليات المرشحة لنيل الاعتماد، ووضع السياسة الخاصة لتقييم الكليات الطبية المرشحة للاعتماد، وكذلك وضع السياسة الخاصة لإصدار قرار منح الاعتماد، والاستمرار بمتابعة هذه الكليات حتى بعد منحها الاعتماد.