العراق يعتمد على الدورات المركبة والطاقة الشمسية لخفض التكاليف وزيادة إنتاج الكهرباء.. ويتبنى مشروع التحول الذكي لتنظيم الجباية
نقلة نوعية في قطاع الطاقة
انفوبلس/..
أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، الأعمال التنفيذية في ثلاثة مشاريع مختلفة للوحدات المركبة الإضافية لإنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك خلال زيارة أجراها سيادته إلى محطّة جنوب بغداد الكهربائية الغازية، إذ ابتدأت الأعمال التنفيذية في مشروع إضافة وحدة مركبة للمحطّة بسعة تصميمية تصل إلى 125ميكاواط.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، أن "السوداني أطلق عبر دائرة تلفزيونية، الأعمال التنفيذية لمشروع إضافة وحدتين مركبتين في محطة المنصورية الغازية بمحافظة ديالى، بسعة تصميمية 362 MW، وكذلك مشروع إضافة وحدة مركبة في محطة عكاز الغازية بمحافظة الأنبار بسعة 125 ميكاواط.
وثمّن "الجهود التي بُذلت للتهيئة، لانطلاق هذه المشاريع المهمة، ووجه بالالتزام بالتوقيتات الزمنية واعتماد المواصفات الحديثة، مؤكداً أن "الدورات المركبة ستوفر طاقة كهربائية دون الحاجة إلى وقود إضافي، وذلك باعتمادها على الغازات المتولّدة من إنتاج الكهرباء بالدورات البسيطة، وستقلل من استيراد الغاز، كما ستوفر المرونة في سد احتياجات المناطق الأكثر حاجةً وطلباً للطاقة الكهربائية، ضمن مستهدف من الإنتاج يصل إلى 4 آلاف MW، في مسار الدورات المركّبة".
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن "ملف الطاقة يمثل قاعدة لأي خطّة تنموية، وقد رصدت الحكومة التخصيصات المالية لتطوير كل قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع، كما قطعت أشواطاً مهمة في مجال استغلال الغاز المصاحب، من خلال التعاقدات مع توتال أو الجولة الخامسة وملحقها، والجولة السادسة، إضافة إلى الجهد الوطني، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي".
وأشار إلى "التوجه نحو اعتماد موديل اقتصادي يحقق العدالة بين الدولة والمستثمر، وينظم عملية الاستهلاك، مؤكداً الوصول إلى تفاهمات نهائية بخصوص الموديل الاقتصادي الذي سيُعلن أمام القطاع الخاص والشركات المحلية والأجنبية، لتنفيذ (مشروع إنتاج 10 آلاف ميغاواط) من الكهرباء، حيث قدمت الوزارة رؤيتها النهائية بخصوص مشاريع النقل والتوزيع".
وبين "التوجّه نحو مشاريع الطاقة المتجددة، والصديقة للبيئة، حيث يعمل فريق مختص لتحويل المقرات الحكومية نحو الاعتماد على الطاقة الشمسية، وقد قدّمت شركات عالمية رصينة عروضاً لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية على مستوى المحافظات، وضمن نموذج اقتصادي سيجري اعتماده".
نقلة نوعية في قطاع الطاقة
من جانبه، أعلن وزير الكهرباء زياد علي فاضل، اليوم السبت، عن تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في عدة محافظات بطاقة تصل الى 1750 ميغاواط، فيما أكد أن مشاريع الطاقة المركبة تمثل نقلة نوعية.
وقال فاضل في كلمة له خلال افتتاح مشاريع الطاقة المركبة، إنه "تم إطلاق ثلاثة مشاريع استراتيجية في محافظات بغداد والأنبار وديالى"، لافتاً الى أن "هذه المشاريع تمثل نقلة نوعية في قطاع الطاقة، وتأتي بعد أسابيع من إطلاق مشاريع مماثلة في النجف وكربلاء وذي قار".
وأضاف، إن "المشروع الأول في محطة جنوب بغداد الغازية الأولى وهو تحويل الدورة البسيطة الى المركبة من خلال إضافة وحدة توليدية بخارية بسعة 125 ميغاواط، بتنفيذ من شركة (دونك فونك) الصينية, وبمدة زمنية 24 شهراً".
وأشار الى، أن "المشروع الثاني في محطة عكاز الغازية بمحافظة الأنبار، التي تعمل حالياً بوحدتين توليديتين بالوقود السائل أو الغازي وبسعة 250 ميغاواط"، مبيناً أن "المشروع الجديد لإضافة وحدة توليدية بطاقة 125 باستخدام الغازات الساخنة الخارجة من الوحدتين التوليديتين، وبالتالي لا يتم استخدام أي نوع من أنواع الوقود للوحدة الجديدة، ويتم تنفيذ المشروع من قبل شركة (صدى النجوم) بمدة زمنية 36 شهرا".
وتابع فاضل، إن "المشروع الثالث تحويل الدورة البسيطة في محطة المنصورية الغازية الى مركبة، والتي تعمل حاليا بأربع وحدات توليدية غازية بسعة 720 ميغاواط، ويأتي المشروع الجديد لإضافة وحدتي توليد بخاريتين بسعة تصميمية تبلغ 362 ميغاواط باستخدام عوادم الغاز الخارج من مداخن الوحدات الاربعة، وبالتالي سيكون مجموع انتاج المحطة هو 1080ميغاواط، ويتم بتنفيذ من قبل شركة شنغهاي الصينية بمدة إنجاز 28 شهراً".
تقليل استيراد الغاز
ولفت الى، أن "هذه المشاريع الثلاثة هي جزء من خطة شاملة لإنتاج الكهرباء عبر الدورات المركبة صديقة البيئة، بطاقة إجمالية تصل إلى 4000 ميغاواط، وهذه ستوفر لخزينة الدولة نحو 3.5 مليار دولار نتيجة تقليل حجم استيراد الغاز".
وبين، إن "الدورات المركبة ليست فقط التي نعمل عليها لتحسين إنتاج الطاقة بل هناك مشاريع أخرى يجرى تنفيذها حاليا مثل محطة كهرباء الأنبار المركبة بطاقة 1642 ميغاواط، وهي أحد المشاريع التي كانت متلكئة منذ 2013, ونتطلع لدخول أولى وحداتها للعمل في صيف العام القادم، وفي الوقت ذاته، نواصل العمل في محطة الخيرات الحرارية في كربلاء بطاقة 2800 ميغاواط، ومحطة الناصرية المركبة بالتعاون مع شركة سيمنس بطاقة 921 ميغاواط".
وأشار الوزير الى، أنه "نعمل على تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في عدة محافظات بطاقة إجمالية تصل الى 1750 ميغاواط وبناءً على توجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، نعكف حالياً على إعداد خطة طموح لإدخال منظومة الطاقة الشمسية إلى المنازل، من خلال التعاقد مع شركات رصينة، للمساهمة في تخفيف الأحمال عن منظومة الشبكة الكهربائية".
واختتم قائلا: "ما نتحدث عنه اليوم ليس مجرد وعود على الورق، بل هي مشاريع حقيقية تنفذ حالياً على أرض الواقع، فشعار حكومتنا هو التنفيذ، ونتطلع بثقة تامة الى إنجاز عدد من المشاريع في العام القادم".
الجباية والتحول الذكي
وأكدت لجنة الاستثمار النيابية، الخميس الماضي، أن جباية الكهرباء أصبحت ضرورة مُلحّة لتحسين الخدمات وتغطية نفقاتها، حيث قال أحد أعضاء اللجنة، إن هنالك العديد من المناطق التي لم تُشمل بعملية الجباية، مثل المناطق الزراعية والعشوائية، متوقعا أن تشمل الجباية 15 مليون مواطن.
وبين، إن أحد الحلول المطروحة لمشكلة الكهرباء، هو معالجة مسألة العشوائيات والمناطق الزراعية وفق التخطيط العمراني، لتمكينها من الحصول على الكهرباء بشكل رسمي، مؤكدا أن تفعيل جباية الكهرباء أصبح أمرًا ضروريًا.
وكشف عضو لجنة الاستثمار عن أن المناطق التجارية ستكون أولى الفئات التي سيتم شمولها بالجباية بشكل أولي، على أن يتم تطبيق الجباية تدريجيًا في باقي المناطق بالتناوب بعد نجاح القرار، مؤكدا أن قطاع الكهرباء في العراق يعد خاسرًا، إذ يتم إنفاق 20 تريليون دينار عليه، في حين يعود فقط بـ 2 تريليون.
وكانت وزارة الكهرباء، قد أكدت الأحد الماضي، أن 13 منطقة في العاصمة بغداد ستُشمل بالتحول الذكي كمرحلة أولى، وفيما أوضحت عن كيفية التعامل معه من قبل المواطنين، بينت أن العشوائيات والمناطق الزراعية ولَّدت ضغطا كبيرا على شبكات التوزيع.
وقال المتحدث باسم الكهرباء أحمد موسى في تصريح صحفي تابعته INFOPLUS، إن "عدد المناطق العشوائية والزراعية والمتاخمة للمدن يصل الى 3441 مدينة"، لافتا الى أن "هذه الزيادة المضطربة سبّبت ضغطا كبيرا على منظومة الكهرباء وبانت على شبكات التوزيع".
وأضاف، أن "الحكومة خوّلت وزير الكهرباء بإطلاق حملات لمعالجة الاختناقات"، مبينا أن "الوزارة قريبة من التعاقد على مشروع التحول الذكي في 13 منطقة في بغداد كمرحلة أولى ومنها (العطيفية والكاظمية والكريعات وحيَّي العدل والجامعة والمعامل والنهروان)".
وأشار الى، أن "التحول الذكي يتضمن نصب عدادات ذكية وتأهيل الشبكة والسيطرة على الأحمال"، مبينا أن "المواطن بإمكانه أن يتابع صرفه للكهرباء ودفع الجباية عبر تطبيق ذكي في الهاتف من خلال عملية التحول الذكي".