العراق يواصل الانتفاض ضد المصالح الأميركية.. الاحتجاجات تصل البصرة والبضائع الداعمة للكيان "تتكدس"
انفوبلس/ تقارير
شهد العراق خلال اليومين الماضيين، انتفاضة شعبية كبيرة ضد المصالح الأميركية المتمثلة بالمطاعم والوكالات وغيرها، والتي تمثل جميعها غطاءً مالياً لدعم الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة، فانتفضت بغداد أولاً ثم ثارت البصرة بعدها، لكن المجازر هناك في غزة لم تمنع المتصهينين في الداخل من لجم أفواههم، ليعترضوا بشدة على هذه الخطوة بل ويخصصوا لها حلقات تلفزيونية مضادة لها وبأعذار واهية تشوبها الكثير من الشبهات. فمَن هؤلاء؟ ومَن الذي انزعج من غلق تلك المصالح في بغداد؟
بغداد تنتفض والبصرة تلتحق
بعد اشتداد المجازر في قطاع غزة، وعدم توقف آلة القتل الصهيوني من حصد أرواح كل شيء متحرك هناك، ثارت العاصمة بغداد يوم الاثنين الماضي ضد المصالح الأميركية التي تغزو مناطقها، والمتمثلة بالمطاعم والوكالات والماركات والشركات الخاصة وغيرها، وأقدم مجموعة من الشبان وحتى كبار السن بتنظيم وقفة "دون سلاح" أمامها أبرز ما تمخضت عنها كسر زجاج تلك الأماكن تعبيرا عن الرفض لوجودها وتحويل نسبة من أرباحها إلى إسرائيل.
كان الهدف من هذه الوقفات، هو إغلاق تلك الأماكن وعلى رأسها سلسلة مطاعم “كنتاكي” الأمريكية التي توجد على قوائم المقاطعة في عدة دول عربية، لدعمها لإسرائيل.
بعد ذلك، ثارت البصرة أيضا، ونظَّم وجهاؤها، وقفة احتجاجية سلمية أمام الوكالات والمطاعم الأميركية، وزينوا الشوارع بالصور واللافتات الرافضة للبضائع الصهيونية والأميركية على حد سواء، والداعية لمواصلة المقاطعة والتأثير على اقتصاد الكيان.
بالمقابل، أشادت الكثير من الأوساط الشعبية بعملية تحويل المشاعر الى أدوات ضاغطة على كل داعم للكيان الغاصب وبعد أن غصَّت الاسواق العراقية بالبضائع الاميركية اصبح لدى المجتمع العراقي وعي سياسي شعبي لمقاطعة تلك الصنيعة الداعمة للكيان الصهيوني في إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني، في نفس الوقت انزعج آخرون من هذه الخطوة وعلى رأسهم قناة الشرقية و"utv" فالأولى حوّلت نشراتها إلى تغطية مفتوحة للتسقيط بالمنتفضين، والثانية خصصت برامجها لنسف كل تلك المطالبات والرغبات والترويج بأن ما يحدث يضعف الاستثمار في العراق.
الفتلاوي: المقاطعة ستكون حلا ناجعا لمؤازرة الشعب الفلسطيني
وبالحديث عن هذا الملف، رأى عضو تحالف الفتح علي الفتلاوي، أن مقاطعة المنتجات الاميركية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني ستكون حلا ناجعا لمؤازرة الشعب الفلسطيني.
وقال الفتلاوي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "الشعب العراقي يقف ضد الشركات الداعمة للكيان الصهيوني وليس ضد الاستثمار" مشيرا الى أن "هناك مصالح أمريكية كبيرة داخل العراق يجب الحد منها".
وأضاف، إن "العراق لا يريد أي شركات أمريكية في البلاد والمسؤولون على الوكالات ليسوا بعراقيين وأغلبهم من جنسيات اجنبية مختلفة" داعيا أن "تكون حالة الاستثمار بالبلد مقيدة بصورة أكبر لكون اغلب هذه الوكالات غير مجازة وعلى الحكومة متابعتها".
وتابع، "يجب على الحكومة التخلص من نفايات الاحتلال وأن نضيق الخناق على الامريكان لحين خروجهم بشكل كامل وبسبب الاجرام الصهيوأمريكي على الشعب الفلسطيني قاطع العراقيون المنتجات الامريكية لما لها من يد في تمويل الحرب على فلسطين، فيما خرجت تظاهرات لطرد المصالح الامريكية التي توغلت في العراق عن طريق وكالات اغلبها غير مجاز من الحكومة العراقية ولا تخضع لمراقبتها".
أجندات سياسية وتجسسية
إلى ذلك، أكد المحلل السياسي مؤيد العلي أن الوكالات الامريكية والاجنبية في العراق تحمل أجندات سياسية وتجسسية خطيرة.
وقال العلي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، ان "الاحتجاجات الشعبية في العراق ضد الوكالات الأجنبية أصبحت من الضرورات الملحة لكون الاحتلال الامريكي أحد أكبر الداعمين للكيان الصهيوني".
وأضاف، ان "الكيان الصهيوني أصبح يعيش على هذه المساعدات التي تقدمها هذه الوكالات الأجنبية والأمريكية" مشيرا الى ان" هذه الوكالات تحمل اجندات سياسية وتجسسية خطيرة وعلى الحكومة وضع حد لها".
وأشار إلى ان "الاحتجاجات أصبحت الآن جزءا من مقاومة الاحتلال الأمريكي ومن يدعمه وعلى الشعب العراقي ان يقف بالضد من هذه الشركات الكبرى التي تغلغلت في البلاد واصبحت تقدم الدعم للكيان الصهيوني بشكل علني".
حملة لواء حيدريون
استمر الرفض الشعبي للمصالح الأميركية في العراق، وكان آخر المواقف، هو تنفيذ حملة اليوم الخميس من قبل لواء حيدريون لمقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني في عدة محافظات.
وتواصلت حملة عراقيون مقاطعون في اقضية ونواحي محافظة ديالى لمقاطعة المنتجات والشركات الداعمة للكيان الصهيوني المدعوم امريكيا في عدوانه على غزة.
وشملت كذلك الحملة، محافظة كربلاء المقدسة للحث على مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الإرهابي، قبل أن تدخل ميسان أيضا على خطها، نصرة لغزة.
ووفق مشاركين في الحملة، فإن الأخيرة بدأت تحقق أهدافها، بعد رصدهم البضائع الأميركية متكدسة على رفوف أصحابها، والمحال والمطاعم والوكالات الداعمة للكيان شبه خالية من الزبائن.
أرقام تفصيلية عن أهمية المقاطعة
من المتوقع أن تتعرض إسرائيل لأضرار اقتصادية كبيرة بسبب هذه المقاطعة. وفي رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أشارت مجموعة من 300 اقتصادي إسرائيلي إلى خطورة الوضع قائلة: "أنتم لا تفهمون حجم الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد الإسرائيلي". ويتوقع هؤلاء الاقتصاديون أن تتجاوز المقاطعة مجرد امتناع الناس عن شراء بعض السلع.
وأشار الكاتب إلى أن المرحلة الثانية والأهم من حملة المقاطعة هي إنتاج بدائل لمنتجات الشركات الإسرائيلية، والقضاء على التبعية الإسرائيلية في جميع القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد والمالية.
وكلما زاد عدد المنتجات الوطنية المماثلة ومجالات استخدامها، زاد الضرر الذي سيلحق بالهيمنة العالمية لرأس المال اليهودي، وهذا هو الكابوس الذي يطارد الاقتصاديين الإسرائيليين.
ووفقًا لتقرير أعدَّته مؤسسة "راند كوربوريشن" الأميركية عام 2015، تسببت المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ما بين 2013 و2014 في خسارة تراكمية تقدر بحوالي 15 مليار دولار، وهذا أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل بنسبة 3.4%.
من المرجح أن تتسبب المقاطعة الحالية، التي تعد أكثر انتشارا من حملات المقاطعات السابقة، في أضرار اقتصادية أكبر بكثير لإسرائيل. فعندما لا يتم إدخال الدولارات إلى الميزانية الإسرائيلية، لن تتمكن من شراء الأسلحة والذخيرة. لذلك، من الواضح أن المشاركة في المقاطعة ليست واجبا أخلاقيا فقط، بل هي واجب إنساني أيضا.