اللامي يُقرُّ تعديلاً في قانون نقابة الصحفيين يُتيح له البقاء إلى الأبد.. قانونيون: التعديل باطل
انفوبلس/ تقرير
يُثار في العراق بالآونة الأخيرة، الجدل حول تعديل قانون نقابة الصحفيين 178 لسنة 1969 المعدّل، الذي لجأ إليه مجلس نقابة الصحفيين مؤخراً، والذي وصفه قانونيون أنه ضمن مسار استحواذه على مقاليد النقابة واحتكار سلطة القرار فيها.
*تعديل قانون نقابة الصحفيين "باطل"
القانوني باسم الشيخ وفق مقال نشره بجريدة الدستور، قال، "لجأ مجلس نقابة الصحفيين ضمن مسار استحواذه على مقاليد النقابة واحتكار سلطة القرار فيها وضمان التأييد للاستمرار على رأس قيادة النقابة، لجأ إلى خرق قانوني فاضح عندما أوهم السلطة التشريعية بإقرار قانون التعديل الرابع لقانون نقابة الصحفيين 178 لسنة 1969 المعدل مع علمه اليقين أنه لم يتبع المسار التشريعي الذي اختطه القانون لآليات التعديل، حيث يشترط القانون في المادة (23) إن مهمة المجلس تقتصر على رفع مقترحات التعديل إلى الهيئة العامة لإقرارها ومن ثم الذهاب إلى الجهات المختصة لإقرار التشريع".
وأضاف، "مجلس النقابة لم يلتزم بهذا المسار ولم يدعُ الهيئة العامة للنقابة لمناقشة وإقرار التعديل، وكانت وراء ذلك أغراض وغايات مشبوهة يُراد بها القفز على قرار مجلس النواب رقم 48 لسنة 2017 الذي منع التجديد لرؤساء الاتحادات والنقابات مدى الحياة، حيث ألغى قرار مجلس قيادة الثورة رقم 180 لسنة 1977 وأعاد الأمور إلى طبيعتها حيث ألزمَ الاتحادات والنقابات التقيّد بعدد الدورات التي تقرها قوانينها، ولأن نقابة الصحفيين قد استنفدت دوراتها الثلاث التي ينص عليها قانونها في عام 2016 وأصبح من المؤكد عدم السماح لنقيبها بالترشح لدورة رابعة مما دعاه لاعتماد فكرة جهنمية وشيطانية تتلخص في إجراء تعديل على القانون وعلى أن يُنفذ من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية، ولتأكده أن الهيئة العامة لا تسمح بذلك فلم يلتزم بالقانون ولم يدعُ إلى اجتماع طارئ للهيئة العامة للنقابة ليعرض عليها التعديلات المزمع إجراؤها لأنه يدرك أنها ستعترض على ما هو مقبل عليه متجاوزاً بذلك الهيئة العامة والقانون معاً وبذلك يهمل الهيئة العامة ويسلب حقها ويصادر دورها القانوني في تقرير مصيرها".
مَن هو مؤيد عزيز اللامي؟ وكيف صنع إمبراطوريته؟
مؤيد عزيز جاسم اللامي من مواليد مدينة العمارة (1962)، نقيب الصحفيين العراقيين منذ 18 يوليو (تموز) 2008، الجمهورية العراقية.
وهو رئيس مجلس إدارة الوكالة الوطنية العراقية للأنباء "نينا" منذ 2008، ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لـ"صحيفة الزوراء العراقية" منذ 2008 ورئيس "الاتحاد العام للصحفيين العرب" في جمهورية مصر العربية منذ 23 مايو (أيار) 2016، كما يشغل عضوية اللجنة التنفيذية لـ"الاتحاد الدولي للصحفيين" في بلجيكا منذ مايو (أيار) 2010.
تقلّد منصب نائب رئيس "منظمة العهد الدولي لحماية الصحفيين عام 2009، والنائب الأول لرئيس "الاتحاد العام للصحفيين العرب" بين 2013 و2016، كما شغل عدة مناصب في نقابة الصحفيين العراقيين منها: أمين سر النقابة عام 2007، وعضو مجلس النقابة، وعضو اللجنة التحضيرية عام 2003.
عمل مراسلاً لـ"جريدة "العراق"، و"إذاعة بغداد"، ومديراً للتحرير في "جريدة ميسان"، ونائباً لرئيس تحرير صحيفة الزوراء" عام 2005 ومديراً لتحريرها.
شارك في "مؤتمرات القمة العربية"، واجتماعات وزراء الإعلام والثقافة العرب، كما ألقى محاضرات وأوراق عمل صحفية في "الأمانة العامة للجامعة العربية"، فضلاً عن مساهمته في إصدار قانون حماية الصحفيين في العراق عام 2011.
حاصل على بكالوريوس في الإعلام من "جامعة بغداد".
وإمبراطورية خاصة صنعها لنفسه نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي، تتمثل برأس هرم النقابة، التي باتت أشبه بملكيته الخاصة، ولا أحد يمكنه إزاحته منها.
تربّع اللامي على عرش نقابة الصحفيين العراقيين لأول مرة عام 2008، ومنذ ذلك الوقت لم يتزحزح عن المنصب، بل فاز العام الماضي، بولاية رابعة على التوالي، وبالتالي سيستمر لمدة 4 أعوام مقبلة أيضا.
14 عاما واللامي يرأس نقابة الصحفيين العراقيين، ومع فوزه العام الماضي لـ 4 أعوام مقبلة، سيمضي اللامي 22 عاما من إحكام قبضته على النقابة، وهي ذات المدة تقريباً التي حكم بها صدام حسين العراق قبل سقوطه في 2003.
فاز اللامي في الانتخابات التي جرت، العام الماضي، في مقر نقابة الصحفيين وسط بغداد، بحصوله على 1184 صوتا، مقابل 77 صوتا فقط لأقرب منافسيه، فما سرّ تلك الإمبراطورية التي صنعها اللامي؟ وهل من جهة تسنده؟
كيف يفوز اللامي؟
فيما يخص عدم الطعن في الانتخابات السابقة واعتقاده بعدم الطعن في هذه الانتخابات، يرى الصحفي علي الربيعي أن ذلك يعود نتيجة حصول أغلب الصحفيين على بعض المنافع الشخصية من النقابة، وبالتالي يتخذون مبدأ المجاملة للحفاظ على المنافع التي حصلوا عليها.
ويضيف الربيعي، أما البعض الآخر من الصحفيين، فهو لا يبالي بالنقابة لعدم جديتها في رعاية أغلب الصحفيين، وتوفير حماية لهم أو الدفاع عن الكلمة الحرة والرأي العام الذي يتحدثون به من خلال برامجهم وأقلامهم وصفحاتهم الإلكترونية.
ويلفت الربيعي، إلى أن السبب الحقيقي وراء عدم تغيير الواقع الحالي بإيجاد بديل لمؤيد اللامي، هو عدم تصدي أغلب الصحفيين الكبار لتلك المسؤولية وعدم المبالاة بها، "لذا لم نرَ منافسين أشداء مع اللامي في الانتخابات الأخيرة، وتركوا الأمر دون محاولة للتغيير".
من يسند مؤيد اللامي؟ وكيف يفوز دون تزوير؟ بحسب 3 صحفيين رفضوا الكشف عن هويتهم، فإن اللامي مسنود من قبل "حزب الدعوة" بشخص رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، وهو الذي دعمه وجعله يحتكر النقابة.
وأضافوا، أن المالكي بسط سيطرة اللامي على الواقع الإعلامي في العراق عندما كان رئيساً للحكومة على أن يجعل اللامي من الإعلام أداة تُحابي المالكي ولا تنتقده وقتها، ومنذ ذلك الوقت لم يجرؤ أي أحد على المساس باللامي، بحسبهم.
أخيرا، وبشأن الفوز الكبير الذي يحصده مؤيد اللامي دون أي تزوير في كل انتخابات لنقابة الصحفيين، فقد بيّنوا بأن الأخير أعطى هوية عضوية النقابة للآلاف من غير الصحفيين مقابل انتخابه في كل دورة انتخابية، ناهيك عن إعطائه الكثير من الامتيازات المالية وقطع الأراضي لعدد كبير من الصحفيين، وأولئك أيضا يمنحونه أصواتهم في الانتخابات.