المبتزون يواصلون التساقط والذبحاوي "يأخذ نصيبه".. إليك أبرز القضايا المرفوعة ضد إعلاميين ومدونين بتهمة الابتزاز في زمن السوداني
انفوبلس/ تقارير
رغم عدم إمكانية تقييم أي حكومة في العالم بعد أقل العامين من عمرها، إلا أن ثمة منجزات وُجِدت على أرض الواقع في العراق، ولعل أبرزها بعض الخدمات الأساسية المفتقدة منذ العام 2003، هذا التقدم الذي حققته حكومة محمد شياع السوداني، كان مليئاً بالمعرقلات والمنغّصات لعل أبرزها محاولات الابتزاز المستمرة للحكومة، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى شن حملة للإطاحة بهؤلاء كان آخرها تفكيك شبكة تدير صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي منها "العميد الكاظمي" و"أشباح الدفاع" ثم قبلها زجّ الإعلامي في قناة البغدادية علي الذبحاوي بالسجن بعد ابتزازه الغانمي ويار الله، وقبلها الكثير من العمليات. انفوبلس سلّطت الضوء على الموضوع وأعدَّت قائمة بأبرز القضايا المرفوعة ضد إعلاميين ومدونين بتهمة الابتزاز في زمن السوداني.
*ملاحقة المبتزين قضائيا
شهدت المحاكم في الآونة الأخيرة، رفع العديد من الدعاوى القضائية ضد إعلاميين ومدونين وصدرت أحكام بالسجن على عدد منهم على خلفية تهم تتعلق بالابتزاز.
وابتز هؤلاء العديد من الوزارات، منها وزارة الدفاع، والداخلية، بل والعمل، في حين تعرض شخص السوداني أيضا الى الابتزاز ولكن ليس من هؤلاء المدونين بل من كبيرتهم، الشرقية وكما ستفصل ذلك انفوبلس في قادم الأسطر.
*الإطاحة بـ"العميد الكاظمي"
ولعلّ آخر عمليات الإطاحة بالمبتزين، هي تمكن الأجهزة الأمنية من تفكيك شبكة تدير صفحات وهمية و"موثقة" بالعلامة الزرقاء على مواقع تويتر وفيس بوك.
وأفاد مصدر أمني، أن "قوه أمنية وبدعم من الاستخبارات العسكرية، أقدمت على تفكيك شبكة تدير صفحات وهمية على الفيس بوك، أبرزها (العميد الكاظمي) و(أشباح الدفاع) بتهمة استهداف وتسقيط الرموز العسكرية.
وقال المصدر مرفقا صور الصفحة، "هذه الصفحة - أي صفحة العميد الكاظمي - هي صفحة غير رسمية ومفعل البيج على رقم دولي ومخليها لغرض الابتزاز والتسقيط، يبتز الضباط والقادة ويسقط بالضباط النزهاء ويضغط عليهم بالنشر ويبتزهم بالمال".
*ابتزاز شرقية البزاز
وفي خضم تلك الأحداث، لم تكن قناة الشرقية لمالكها سعد البزاز غائبةً، فالقناة التي كانت تتقاضى "شهريا" مليون دولار من قبل رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، أرادت استمرار الحال كما هو عليه في زمن حكومة السوداني.
وبهذا الصدد، تؤكد مصادر صحفية، أن قناة الشرقية طالبت حكومة السوداني بدفع ذات المبلغ لها الذي كانت تتلقاه بزمن حكومة الكاظمي وهو مليون دولار "شهريا" لقاء عدم تشويه صورة الحكومة والنشر ضدها في القناة التي سخّرها البزاز لهذا الغرض.
وتؤكد ذات المصادر، أن حكومة السوداني لم تُذعِن وترضخ لهذه التهديدات ولم تحقق للشرقية مبتغاها، وهذا ما دفع الأخيرة إلى عدم تناول أخبار السوداني بل والتركيز على كل ما يُضعِف حكومته، وهو ما يفسر نشرات أخبار القناة المكرّسة للجرائم وتسليط الضوء على كل شيء سلبي في البلاد.
*من الشرقية إلى البغدادية.. علي الذبحاوي والخيّال نموذجا
لم تكن هي الأخرى قناة البغدادية بمعزل عما يحدث، فمُقدمها علي الذبحاوي حاول هو الآخر ابتزاز الحكومة عبر نشر منشورات تُسيء لوزارة الدفاع والداخلية.
ونشر الذبحاوي على حسابه في فيس بوك منشورا واضح الغاية والقصد جيدا وهو ابتزاز وزير الداخلية السابق عثمان الغانمي ورئيس أركان الجيش الحالي عبد الأمير يار الله عبر نشر مقطع مصور لضابط في الجيش يُسيء لهؤلاء ويلفّق عليهم تُهماً كيدية.
لقد تم رفع دعوى قضائية على الذبحاوي بعد هذه الحادثة، وأودع على إثرها في السجن لثلاثة أيام قبل أن يتم الإفراج عليه ظهر اليوم الأحد بكفالة مالية.
أما مقدم البغدادية الثاني علي الخيال، فهو الآخر لم يغفل عن كل هذه الأحداث وكان له حصة من عمليات الابتزاز التي حدثت، حيث دأب على ابتزاز الحكومة عبر البرنامج الذي يقدمه على قناة الخشلوك وكثيرا ما كان يتحدث عن مجلس الوزراء دون دليل الأمر الذي دفع الأخير الى رفع دعوى قضائية ضده أيضا.
*علي فاضل وغيث التميمي أيضا
أما المدون علي فاضل، والباحث في الشأن السياسي غيث التميمي أيضا لم يكونا بمعزل عن هذه الزوبعة، فقد فجّر المدون أحمد الذواق في كانون الأول الماضي فضيحة مدوّية كشف خلالها عن عملية ابتزاز، أطرافها غيث التميمي والناشط علي فاضل فيما كان ضحيتها الإعلامي حسام الحاج.
وتؤكد مصادر، أن علي فاضل كان يهدف من "تسريباته المشهورة" بحق المالكي ممارسة الابتزاز أيضا، قبل أن يواجه هو الآخر دعاوى قضائية عديدة.
*قدس السامرائي وابتزازها لوزارة الدفاع
أما المدونة وما تطرح نفسها بالصحفية قدس السامرائي، فقد أصدرت محكمة جنح الكرادة في آذار الماضي، حكما بحبسها لسنة واحدة على خلفية دعوى قضائية، رفعها ضدها رئيس الأكاديمية العسكرية، الفريق الركن ناصر الغنام بتهم الابتزاز أيضا.
ودأبت السامرائي على استهداف رموز وقيادات وزارة الدفاع باستمرار، الأمر الذي جعل الوزارة ترفع عليها دعوى قضائية في الشهر الماضي بعد تحدثها عن مزاعم فساد داخل الوزارة دون تقديم أدلة تثبت ذلك.
وتؤكد مصادر، أن وزارة الدفاع توصلت إلى من يزود قدس بالمعلومات المضللة بغية تشويه سمعة المؤسسة العسكرية في البلاد، وتبين أنه مقيم في الإمارات ويزود السامرائي بمبالغ مالية طائلة لقاء عمليات الابتزاز التي تقوم بها.
*جعفر الونان ومركزه الخبري
أما "المركز الخبري" الذي يملكه جعفر الونان، المقرب من أمين عام مجلس الوزراء حميد الغزي، فقد دأب على أفعال الابتزاز والتسقيط السياسي، حيث نشر في إحدى المرات خبراً يحمل اتهام الدكتور حميد العتابي، مدير مكتب رئيس ائتلاف دولة القانون، باغتصاب أراضٍ في منطقة الجادرية من أصحابها، ثم أقدم على حذف الخبر بعد دقائق من نشره بسبب عدم صحته.
وفي مخاطبات متبادلة، بيّنت رئاستا الجمهورية والمحكمة الاتحادية العليا، الأسبوع الماضي، جاء ذكر "المركز الخبري" ضمن القضايا الخاصة بالابتزاز السياسي على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أكدت الرئاسة مساندتها لإجراءات المحكمة الاتحادية العليا في الحد من هذه الجرائم.
بعد ذلك، قررت هيئة الإعلام والاتصالات تقديم شكوى ضد قناة "المركز الخبري" ورئيسها مصطفى كامل ومالكها جعفر الونان بسبب إساءته للمحكمة الاتحادية العليا، الأمر الذي أعاد فتح ملفات المركز ومالكه وتاريخه مع الابتزاز والفساد.
*ابتزاز مشاريع الخدمات
لم تسلم مشاريع الخدمات ولاسيما مشاريع فك الاختناقات المرورية من محاولات الابتزاز. وبهذا الصدد شدد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على رفض أية محاولة ابتزاز أو مساومة قد تتعرض لها الشركات المنفذة للمشاريع.
وأشار السوداني خلال إشرافه على إحالة مشاريع استراتيجية للصرف الصحي في بغداد، بحسب بيان لمكتبه الاعلامي إلى أهمية مشاريع الصرف الصحّي؛ كونها ترتبط بالواقع البيئي والصحّي للمناطق السكنية، وتعيق إتمام باقي المشاريع الخدمية والبنى التحتية.
وأضاف، أن هذه المشاريع قد جرى تأمين مبالغها، واختيار الشركات المنفذة بعد خضوعها لمعايير المفاضلة والكفاءة والقدرة على التنفيذ والإمكانية المالية، كما أن العمل في المشاريع سيكون ضمن ثلاث وجبات يومياً بشكل كامل.
واكد رئيس الوزراء رفض أية محاولة ابتزاز أو مساومة قد تتعرض لها الشركات المنفذة للمشاريع، موجهاً الأجهزة الأمنية والتنفيذية بالتصدي الكامل لمثل هذه المحاولات، إلى جانب توجيه قيادة عمليات بغداد بتشكيل فرق ترافق الشركات المنفذة؛ من أجل تقديم الجهد والخدمات الاجتماعية.