المتوسطة تحقق نسب نجاح متدنية.. حقوق تطالب البرلمان بالتدخل لإنقاذ التعليم في البلاد وتؤشر مكامن الخلل
انفوبلس..
بعد ظهور نتائج الدراسة المتوسطة في البلاد، طالبت كتلة حقوق النيابية، مجلس النواب باستخدام صلاحياته والتدخل لإنقاذ واقع التعليم بعد تدني نسب النجاح، مسلطةً الضوء في الوقت ذاته على سوء إدارة العملية الامتحانية للمرحلة الإعدادية.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية سعود الساعدي في بيان، إن "الواقع التربوي يعيش أوضاعا متدهورة انعكست على سير العملية الامتحانية وعمل المدارس وآليات العمل فيها فكانت النتائج سيئة وستكون المخرجات كارثية، وهذا ما حدث بالفعل إذ جاءت النتائج النهائية للمرحلة المتوسطة كارثية بالرغم من كل الوعود والتطمينات بأن يكون عام تفوق ونجاح، والحال يصدق على السادس الابتدائي، فضلا عن قيام طلبة السادس الإعدادي بتأجيل الكثير من المواد الامتحانية وبشكل غير مسبوق".
وأضاف، أن "الذي يحزّ في النفس أن تصل الأمور إلى هذا المستوى في أهم مرفق حيوي في البلاد، فمنذ وقت ليس بالقليل يواجه قطاع التربية ضعفا كبيرا وتراجعا واضحا في الأداء والمخرجات ولكن من دون أذن صاغية تستمع للدعوات الكثيرة المطالبة بانتشال هذا القطاع الحيوي والمحافظة على الجيل العراقي الواعد الذي يعيش داخل دهاليز مظلمة ما يؤشر غياب الاهتمام بقطاع التربية وتركه يعيش الضعف والإهمال".
وتابع، "لذلك ليست غريبة نسبة النجاح المتدنية في المراحل المتوسطة هذا العام، فضلا عن سوء إدارة آلية امتحانات طلبة السادس الإعدادي، لغياب المنهجية والقدرة على النهوض بالعملية الامتحانية".
وطالب مجلس النواب بـ"استخدام صلاحياته الدستورية لإنقاذ طلبة العراق من الواقع المزري والعمل على تشكيل اللجان الرقابية لإخضاع عمل الوزارة وإدارتها ومجمل واقع مديريات التربية للتقييم، والحفاظ على مستقبل البلد وعدم تركه لمزاجيات بانت نتائجها على الملأ وستكون أكثر سلبا، وتتمدد تداعياتها إذا لم يتم تدارك الأمور من أعلى المستويات".
وفي مساء الأحد الماضي، أعلنت وزارة التربية، نتائج الامتحانات الوزارية للصف الثالث المتوسط، حيث تفاوتت نسب النجاح بين المحافظات، ما أثار ردود فعل متنوعة بين العوائل العراقية.
سجلت بعض المحافظات نسب نجاح متوسطة تعكس مستوى تعليمي جيد، بينما شهدت محافظات أخرى نسب نجاح متدنية أثارت القلق بين الأهالي والمسؤولين.
وتباينت ردود فعل العوائل العراقية بناءً على النتائج التي حصل عليها أبناؤهم. في المناطق التي شهدت نسب نجاح مرتفعة، عبّر الأهالي عن فرحتهم وارتياحهم، معتبرين أن النتائج تعكس جهود الطلاب والمدارس.
وفي هذا السياق، قال ولي أمر أحد الطلاب الناجحين: “هذه النتيجة هي ثمرة تعب وسهر ليالٍ طويلة. نشعر بفخر كبير بأبنائنا وبمدارسنا".
أما في المناطق التي شهدت نسب نجاح منخفضة، كانت ردود الفعل مختلطة بين الحزن والقلق، حيث أبدى العديد من الأهالي استياءهم من تراجع المستوى التعليمي. وفي تصريح لوالدة إحدى الطالبات اللواتي لم يتمكن من النجاح، قالت: “نشعر بخيبة أمل كبيرة. يجب أن تكون هناك حلول جذرية لتحسين مستوى التعليم في منطقتنا".
وفي العاشر من حزيران الماضي، قررت وزارة التربية/ المديرية العامة للتعليم العام والأهلي والاجنبي، معاقبة الإدارات المدرسية التي تحقق نسب نجاح متدنية 49% فما دون.
كما أبلغت الوزارة في كتاب لمديريات التربية، أنه "سيتم إجراء التحقيق مع المدارس الأهلية التي تحقق تلك النسب بعد انتهاء امتحانات الدور الثاني للعام الدراسي 2023- 2024".
يشار إلى أن عام 2019، حقق أدنى نسبة نجاح في الدراسة المتوسطة خلال العقد الأخير حيث بلغت 34% فقط، وحتى اللحظة لم تعلن وزارة التربية نسبة النجاح لعام 2024 ولكن هناك توقعات كبيرة أن نسبة النجاح لن تصل لما وصلت إليه في 2019 لكنها ستكون متدنية وتمثل مؤشرا خطيرا للعملية التربوية.
تسبب إعلان نتائج الامتحانات النهائية للشهادة المتوسطة لعام 2019 بأزمة كبيرة في البلاد، بعد ظهور نسب نجاح متدنية غير مسبوقة بلغت 34 في المائة فقط. وطالب نواب في البرلمان بفتح تحقيق موسع في وزارة التربية لمعرفة الأسباب، وكانت في حينها الوزارة بلا وزير لتسعة أشهر نتيجة خلافات سياسية داخل البرلمان تتعلق بتسمية الوزير.
وعزا مسؤولون الأمر إلى آفة الفساد وضعف البنى التحتية للتعليم كالمدارس ووسائل التعليم والمناهج المعتمدة، وعدم التزام المدرسين بالخطة الوطنية للتعليم.
ووفقا لبيانات وزارة التربية العراقية فإن نسبة النجاح بلغت 34 في المائة، وسط تشكيك مراقبين بأن النسبة أدنى من ذلك، وتم رفعها لحفظ ماء الوجه ضمن الحد الأدنى.
وطالب برلمانيون بفتح تحقيق موسع للكشف عن أسباب تدني نسبة النجاح في البلاد. وشدد النائب في البرلمان السابق، سلام الشمري، على وجوب تشكيل لجنة تحقيق في وزارة التربية لمعرفة سبب تدني نسب النجاح خصوصاً في المدارس الأهلية التي سجلت نسب الرسوب الأعلى"، معتبرا أنه "لا يمكن السكوت على ذلك في الدراسة المتوسطة، وهو أمر مفزع ومثير للاستغراب ومحزن".
وعزت عضو البرلمان السابق، إقبال عبد الحسين، أسباب تدني نسبة النجاح في أنها تكمن في "صعوبة المناهج"، مطالبة الوزارة بـ"فتح تحقيق للوقوف على أسباب نسب النجاح المتدنية".
واعتبرت عبد الحسين أن "سياسة وزارة التربية سلبية وخاطئة، ولا تهتم برصانة العملية التعليمية، وللتغطية على فشلها منحت الطلبة دوراً ثالثاً لأداء الامتحانات ما يخرج العراق سنوياً من التصنيف العالمي".
واعتبر أكاديميون أن ما حصل يمثل فشلا كبيراً في العملية التربوية في العراق. وقال الدكتور مؤيد جبير إن "نسبة النجاح المتدنية للدراسة المتوسط تحتاج إلى إعادة نظر".
وعن المدارس الأهلية، تابع جبير "نتائج المدارس الحكومية أفضل بكثير من نتائج المدارس الأهلية مع استثناءات بسيطة، لا أظن أن المدارس لديها سعة في الصفوف لتتحمل الأعداد الكبيرة جداً من الراسبين وتستقبل الناجحين من الثاني إلى الثالث". وبيّن جبير أن "المشكلة إذا لم تعالج سنكون أمام كارثة حقيقية، إذ إن مرحلة الرابع الإعدادي ستكون في مستوياتها الدنيا من حيث عدد الطلاب".