المدرسة الخالصية تفقد أحد أعلامها.. الموت يغيّب الشيخ "سليم المنذري" بعد عمر طويل في الجهاد والإرشاد.. انفوبلس تستعرض سيرته الذاتية
انفوبلس/ تقرير
غيب الموت، أمس السبت 9 مارس/ آذار 2024، الشيخ سليم عبد المالك عبد الرحمن المنذري، رئيس الهيئة العملية لمدرسة الإمام الخالصي، بعد عمر طويل قضاه في الجهاد والإرشاد والدعوة والذي يعتبر آخر مَن تبقى من الرعيل الأول من طلبة الإمام الشيخ محمد الخالصي.
يسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرته الذاتية وأبرز تفاصيل حياته في الجهاد والإرشاد
*وفاة الشيخ سليم المنذري
أعلنت مدرسة الإمام الخالصي، وفاة رئيس هيئتها العلمية الشيخ سليم عبد المالك عبد الرحمن المنذري. المدرسة ذكرت في بيان ورد لـ"انفوبلس"، "تنعى مدرسة الإمام الخالصي رئيس هيئتها العملية العلامة المجاهد الرسالي الشيخ سليم عبدالمالك عبد الرحمن المنذري (رحمه الله) بعد عمر طويل قضاه في الجهاد والدعوة والإرشاد وهو آخر مَن تبقى من الرعيل الأول من طلبة الإمام الشيخ محمد الخالصی (رحمه الله)".
وأضاف البيان، "منتسبو المدرسة يتقدمون بأحرِّ التعازي لذويه ومحبيه ويبتهلون إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان".
مَن هو الشيخ سليم المنذري؟
"سليم المنذري" هو من أتباع المدرسة الخالصية في مدينة الكاظمية المقدسة بالعاصمة بغداد منذ ما يزيد عن 6 عقود، كما أنه رئيس الهيئة العملية لمدرسة الإمام الخالصي، فيما يعتبر آخر من تبقى من الرعيل الأول من طلبة الإمام الشيخ محمد الخالصي (رحمه الله)، بحسب ما قالته المدرسة في بيانها،
كما أن المرجع الشيخ جواد الخالصي، قال في محاضرة خُصصت لتأبين "المنذري"، إن الأخير كان يكسب قوت يومه من جهد يده وهي ميزة راقية لعلماء الدين الإسلامي، لافتا الى أن المنذري وإخوته كُلّاً من الحاج علي والشيخ صادق والحاج جميل كانوا من الأوائل الذين نشأنا معهم، حيث إن المرحوم المنذري آخر مَن بقيه من الدورة الأولى للمدرسة بعد الهجرة سنة 50.
كما أن "المنذري" استمر في عمله بالمدرسة الخالصية منذ عقود طويلة، وفق المرجع الخالصي، الذي أكد أن المنذري أحد الأعمدة التي تعتز بها المدرسة وأن حياته كانت مليئة بالأحداث التي قضاها بالبِرِّ والتقوى والجهاد والإرشاد والدعوة والإصلاح، لافتا الى أن المجاهد كان ظريفاً جداً.
وتابع الخالصي، إن "المنذري" ومن معه قبل دورة الخمسينيات، في سنِّ المراهقة كانوا يشكلون كتلة في مدينة الكاظمية، ويلتقون بمرتضى الخالصي، على الرغم من أن المدرسة كانت مُهمَلة ومحاصَرة في ذلك الوقت.
وتُعد أُسرة الخالصي البغدادية أحد أبرز البيوت العربية التي لا زالت تقدم أدوراً دينية وسياسية بارزة في صفوف الشيعة منذ ما يقارب المائة عام، ومع أن بعض الكُتاب يحاولون أن يغيبوا أدوارها إلا أن القارئ الموضوعي لتاريخ الشيعة الحديث يصعب عليه أن يتجاوز بصمات المراجع الخالصيين في تقويم المشروع الشيعي وتصحيح الحالة التي تعيشها الأمة الإسلامية منذ أزمان متطاولة والتي لم تنفك عن الحالة الطائفية ثقافياً وسياسياً.
والخالصيون ينحدرون من أسرة عراقية عريقة تسكن الكاظمة ببغداد ويعود نسبهم إلى حبيب بن مظاهر الأسدي، أحد أبرز الأشخاص الذين قُتلوا مع الإمام الحسين "عليه السلام" في كربلاء.
كما يُعدّ المرجع محمد مهدي بن حسين الخالصي (1859م- 1925م) الأب المؤسس للمرجعية الخالصية، فقد كان من أبرز زعماء ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وله الموقف المشهور عندما أفتى بحرمة الدخول في وظائف الدولة الجديدة المحتلة.