المقاهي تشهد وضع قطرة للعين مع معسّل الأرگيلة.. تُسبّب الإدمان والفشل الكلوي وأمراض القلب
انفوبلس/تقرير
بات مشهد تدخين "الأركيلة" من المشاهد المألوفة في المقاهي المنتشرة في العراق والتي أدمنَ عليها معظم الشباب المراهقين وتعدّت لتشمل أيضا النساء، لكن ما كشفته نقابة الصيادلة العراق، أمر يدعو الجهات ذات العلاقة بالتحرك الفوري.
وضع قطرة للعين مع معسّل الارگيلة في مقاهي العراق
قالت نقابة الصيادلة العراق، إن تجّار المخدرات يقومون بخلط قطرة العين (Tropicamide) بمعسّل الأركيلة ما يُعرّض الكثير من الشباب لمخاطر صحية والتي منها؛ الإدمان، الفشل الكلوي، أمراض الكبد، انخفاض الوزن، وأمراض القلب.
نقيب صيادلة العراق مصطفى محمد الهيتي، بحسب وثيقة صادره منه، قال، "نظراً لقيام تجار المخدرات بخلط قطرة العين (Tropicamide) بمعسّل الأركيلة مما يعرّض شبابنا الى الكثير من المخاطر الصحية والتي منها الإدمان والفشل الكلوي وأمراض الكبد، انخفاض الوزن وأمراض القلب، تنسب العمل بتعليمات وزارة الصحة في كتابهم ذي العدد م.و.ن / ٤٩٦٦٨ في ۲۰۲۳/۷/۹ وكتابهم بالعدد م.و.ن/ ١٦٣٠٠ في ۲۰۲۳/۳/۱ والمرفقة طياً والتي تتضمن صرف قطرة العين المذكورة أعلاه بموجب وصفة طبية وتوقيع طبيب اختصاص عيون في المؤسسات الصحية والحكومية والخاصة من قبل دائرة الأمور الفنية واللجان الاستشارية في وزارة الصحة ونقابة الصيادلة، علماً أن مادة میترا بید Tropicamide تحت المراقبة القانونية والطبية".
وأظهرت الدراسات الأخيرة، أن هذه القطرة تحتوي على مقدار معين من مخدّر يُدعى "كروكوديل"، والذي يعتبر أخطر نوع مخدِّر في العالم يتواجد في تركيبة بعض المواد التجارية كالبنزين، اليود، الفسفور الأحمر القابل للاشتعال.
وقد شدد أطباء في قطاع الصحة، على عدم بيع هذا الدواء إلا بوصفة طبية، لتفادي استهلاكه في جوانب سلبية.
كشفت وزارة الداخلية مؤخراً، عن اتخاذ إجراءات بمنع الأطفال والقُصَّر من ارتياد المقاهي، في خطوة تأتي للحدّ من تعاطي الممنوعات والنرجيلة التي تُقدَّم لمن هم دون الـ 18 عاماً خلافاً للقانون، وسط مطالبات بتنظيم عمل تلك المقاهي وإخضاعها للرقابة الأمنية.
وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل خطير المقاهي الليلية، التي تُدار من قبل شبّان وفتيات، وقد نفّذت القوات الأمنية في الأعوام السابقة حملات لملاحقتها، وأغلقت الكثير منها، بسبب ممارسة أعمال "غير أخلاقية" فيها، إلا أن الملاحقة الأمنية لتلك المقاهي لم تكن بالمستوى المطلوب خلال العام الحالي، ما تسبب بعودة نشاط المغلقة منها.
ووفقاً لبيان صدر عن وزارة الداخلية، فإنّ "مفارز مركز شرطة الأحداث تنفذ ممارسة أمنيَّة واسعة لمتابعة الأحداث دون سن 18 عاماً المتواجدين في المقاهي ومحال الكوفي شوب وصالات الألعاب (البلياردو)، والتأكد من أوراقهم الرسمية، فضلاً عن أخذ تعهدات خطية على أصحاب المقاهي بعدم السماح للأحداث بدخول الكوفي شوب، وخلاف ذلك سوف يتعرضون للمساءلة القانونية".
الإجراء يأتي بعد تسجيل شكاوى كثيرة من قبل الأهالي بشأن تلك المقاهي، والتي تُعد بؤراً خطيرة لعصابات الجريمة المنظَّمة، وكسب الشباب والأحداث منهم.
وقال ضابط بوزارة الداخلية، إنّ "مراكز الشرطة بمحافظة ميسان تسلمت خلال العام الجاري شكاوى كثيرة بشأن تسجيل حالات جرائم منظمة وأخرى غير أخلاقية داخل المقاهي والكافيهات، وسط مطالبات بتنظيم عملها بقوانين".
وأكد ـ مشترطا عدم ذكر اسمه ـ إن "وزارة الداخلية وجَّهت بتنفيذ الحملة، وتم منع دخول الأحداث والأطفال فيها، على اعتبار أنهم الأكثر عرضة للانجرار والانتماء لعصابات الجريمة المنظمة". مبينا، إنه "تم أخذ تعهدات من أصحاب تلك المقاهي بتنفيذ القرار، وبخلافه سيتعرضون للمساءلة القانونية". وأشار إلى أن "الوزارة تسعى لتعميم التوجه على المحافظات الأخرى، كون الشكاوى ترد من أغلب المحافظات بالشأن ذاته".
ويُحذّر مختصون بالشأن المجتمعي من خطورة تلك المقاهي. وقال الباحث الاجتماعي علي الربيعي، إنّ "تلك المقاهي تُعدّ بؤراً خطيرة للجريمة المنظمة، وقد تم رصد الكثير من الجرائم فيها، ما يتطلب إجراءات حازمة لمنعها".
وشدّد على "أهمية أن تمنع تلك المقاهي ويتم تنظيم عملها وإبعادها عن المناطق السكنية، فضلا عن إخضاعها لرقابة أمنية مشددة، وتسجيل معلومات وافية عن العاملين بها وتنظيم ملفات أمنية لهم"، معتبرا أن "عشوائية تلك المقاهي تزيد من تنظيم عصابات الجريمة المنظمة".
وقال الناشط في مجال مكافحة المخدرات، نمير العبيدي، إن "المقاهي أحد أبرز أماكن انتشار تعاطي وترويج المخدرات. سابقاً كان أولياء الأمور يمنعون أبناءهم من الذهاب إلى المقاهي خوفاً عليهم من التدخين، لكن الآن باتت المخاوف أن تجرهم زيارات المقاهي إلى الإدمان على المخدرات، مثل الكريستال والكبتاغون، وهي أرخص الأنواع، لكن خطرها كبير كونها تحتوي على مواد كيماوية مصنعة، ومصدرها في الغالب إيران وسوريا".
وتابع العبيدي، "أغلب مرتكبي الجرائم المختلفة ثبت أنهم يتعاطون هذه الأنواع من المخدرات، وحان وقت مطالبة أولياء الأمور بمراقبة أولادهم، ليس فقط خلال ارتياد المقاهي، بل الانتباه أيضاً إلى أصدقاء المدرسة والحي، والبنات لسنَ بمعزل عن هذا الخطر، فالأرقام تشير إلى أن نسب الإدمان بين الإناث مرتفعة أيضاً".
في السياق ذاته، قال والد أحد المتعاطين، والذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن ابنه البالغ من العمر 19 سنة أصبح ضحية للمخدرات، واتهم أحد المقاهي القريبة من منزله بأنها مصدر المخدرات، مبيناً أنه لم يكن يعلم أن هذه الأماكن أصبحت ملاذاً آمناً لمتعاطي هذه السموم القاتلة.
وأوضح الأب،إنه "بعد أن ظهرت علامات الإدمان على ابني تحولت حياتنا إلى جحيم خشية ارتكابه جريمة من دون وعي. أصبحت أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما أن أسلّم ابني إلى السلطات بتهمة التعاطي، فيُشاع بين الناس أن في هذا البيت مُدمن مخدرات، أو أترك ابني يواجه الموت رويداً رويداً. في النهاية، قررتُ تسليمه إلى السلطات الأمنية، فقاموا بإدخاله إلى قسم علاج الإدمان في إحدى المستشفيات وسط بغداد".
وفي وقت سابق من العام الماضي، كشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق عن تسجيل حالات اتجار بالبشر داخل المقاهي والكافيهات التي تعمل فيها فتيات في بغداد والمحافظات الأخرى، مطالبة باتخاذ إجراءات حازمة للقضاء على هذه الممارسات الخطيرة.