النجف.. ملاذ المؤمنين الشيعة في الأعياد
إنفوبلس/خاص..
في صباحية اليوم الأول من كل عيد، دأب المؤمنون الشيعة، زيارة أرض النجف، ووادي السلام تلك البقعة التي تحتضن أرواح الملايين من البشر، بينهم نبي الله هود ونبي الله صالح (عليهما السلام)، ناهيك عن أول إمام في الإسلام وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
*زيارات العيد
يقول محسن أبو سجاد، في حديث لشبكة إنفوبلس، إن "زيارة النجف في كل عيد هي عادة عن المسلمين الشيعة"، مضيفاً "أعيد هنا في كل عام مع ابني الذي راح ضحية انفجار إرهابي سنة 2009.. أجلس أمام قبره، ويمر شريط الذكريات معه.. طوله هندامه جماله كل شيء لا ينسى فيه".
أما علي زيدان، فيقول لشبكة إنفوبلس، "زوجتي هنا دفنت، نذهب لزيارته في العيد أنا وأولادي، وذلك بعد زيارة الإمام علي عليه السلام".
أحمد عباس، يتحدث لشبكة انفوبلس، بالقول: "راحتنا تكمن هنا، في هذه البقة تحديداً أرواح أحبائنا وأقربائنا وأصدقائنا، ناهيك عن مرقد أمير المسلمين علي بن أبي طالب (عليه السلام)".
*امتداد وادي السلام
وتمتد مقبرة وادي السلام حاليا على مساحات شاسعة، وتوجد فيها قبور أنبياء مثل هود وصالح عليهما السلام، وقبر أثيب اليماني وعضد الدولة البويهي، وقبور لملوك حمدانيين وجلائريين وصفويين، إضافة إلى شخصيات كثيرة من شيوخ العشائر ورجال الدين والمثقفين.
ويقول عدد من الباحثين في تاريخ العراق إن مقبرة وادي السلام تعد من أقدم المقابر الإسلامية، وإن الإمام علي عليه السلام دفن فيها.
*إحصائية
يقول مدير مكتب تسجيل الوفيات التابع لبلدية محافظة النجف في مقبرة وادي السلام، هادي الفتلاوي، إن "مكتبهم يسجل ما يقارب الـ 25 جنازة في اليوم الواحد، وتصل الى 30 يومياً، خلال أيام التفجيرات أو النزاعات العشائرية أو المعارك".
ويضيف، أن "هذه النسبة هي فقط لمكتبهم في ساعات النهار أو الدوام الرسمي، فالبعض يأتي من المحافظات البعيدة ويصل ليلاً إلى النجف، وبالتالي هذه الوفيات لا تدخل ضمن سجلاتهم، فضلا عن جنائز رسمية تأتي عن طرق الطوارئ لا تسجل ايضاً".
ويوضح، أن "وفيات الذين يدفنون في بعض المقابر الجانبية أيضاً لا تُسجل، أما عن مجهولي الهوية، فيدخلون رسمياً باعتبارهم مروا عبر قنوات رسمية مثل وزارة الصحة".
وتشير التقديرات مقبرة “وادي السلام” تستقبل 50 ألف جنازة كل عام من داخل العراق وخارجه، إذ يحرص عدد من المؤمنين الشيعة على دفن موتاهم في هذه المقبرة المجاورة لضريح الإمام علي بن أبي طالب (ع).
*الطرز المعمارية
وتختلف الطرز المعمارية المستخدمة في تشييد القبور داخلها، لكن غالبيتها تعتمد الطراز الإسلامي، وهناك مساحات خاصة يتم حجزها من قبل الكثير من العوائل لدفن موتاها جيلا بعد جيل.
وعلى الرغم أن أكثر المدفونين في مقبرة “وادي السلام” من الشيعة، غير ان فيها المسيحي والمسلم السّني، والعربي والأجنبي، حيث كان لمجاورتها مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) دور كبير في منحها هذه المكانة، كما يقال أيضاً في بعض الروايات أن “وادي السلام” هي بقعة من بقاع جنة “عدن”، وأن أرواح المسلمين جميعها تجتمع مع بعضها في هذا الوادي.
تحتوي مقبرة وادي السلام على نوعين من المدافن، فهنالك قبور يصل ارتفاعها الى حوالي 80 سم، وهنالك أيضاً سراديب يتكون عمقها من 5 الى 8 أمتار تحت الأرض، وبحسب بعض المصادر يقال أن سبب تسمية المقبرة يعود الى النبي جبرائيل (ع)، ويقال أن من يدفن فيها يسلَم من عذاب “عالم البرزخ” وحسابه.