النزاهة تطيح بمدير عام شركة الاسمنت حسين الخفاجي.. رشوة بنصف مليار دينار وشركاؤه يعترفون.. ما قصة السلاح والسيارات الحديثة؟
انفوبلس/ تقارير
متهم بالابتزاز وتوجد وثائق رسمية تدينه في عام 2018، وقبل أيام تكررت الاتهامات وانتشرت شائعات اعتقاله والتي أكدتها هيئة النزاهة اليوم عندما أعلنت عن اعتقالها مدير عام شركة الاسمنت العراقية حسين الخفاجي وهو يرتشي نصف مليار دينار مع شركاء آخرين تمت الإطاحة بهم أيضا، فماذا ضُبط بحوزة الخفاجي غير "النصف مليار"؟ وماذا عن السلاح وأرقام السيارات المضبوطة؟ وأيضا ما هي تفاصيل المشروع الذي تلقّى المدير الرشوة في سبيله.
*رشوة بنصف مليار دينار
بعد أن كانت أنباء اعتقاله قبل أيام مجرد شائعات، أعلنت هيئة النزاهة، اليوم الخميس، الإيقاع بالمدير العام للشركة العامة للاسمنت العراقيَّة، ومدير شركة أهليَّة؛ على خلفيَّة قضيَّة تسلُّم (200,000) دولار من أصل مبلغ (500,000) دولار؛ مقابل إحالة مشروع تأهيل وتطوير وتشغل أحد المعامل في محافظة نينوى.
وقال بيان لمكتب الإعلام والاتصال الحكومي بالهيئة، في معرض حديثه عن العمليَّة التي تمَّ تنفيذها وفق مذكَّرةٍ قضائيَّةٍ صادرةٍ عن قاضي محكمة تحقيق جنايات مكافحة الفساد المركزيَّة وبمساندة القوَّة الخاصَّة في الرد السريع، إن "فريقاً من قسم التحري والضبط في مديريَّة تحقيق بغداد التابعة لدائرة التحقيقات، تمكن من الإطاحة بمدير إحدى الشركات الأهليَّة لتواطئه مع المدير العام للشركة العامَّة للسمنت العراقيَّة في اقتراف الرشوة".
*ابتزاز المستثمرين
وأضاف البيان، أنَّ "الفريق، الذي تمَّ تأليفه بعد ورود معلوماتٍ في شكوى لأحد المستثمرين تفيد بتعرُّضه للابتزاز وطلب مبلغٍ ماليٍّ قدرُهُ (500,000) دولار؛ مقابل إحالــة مشروع تطوير وتأهيـل وتشغيل معمل سمـنت بادوش عـلى شركتــه، نصب كميناً وعلى ضوء اتفاق من المشتكي مع المتهم الأول المدير العام للشركة العامة للسمنت العراقيَّة بتسليم الجزء الأول من المبلغ الذي يبلغ (200,000) مئتي ألف دولار للمتهم الثاني الذي يشغل منصب مدير شركةٍ أهليَّةٍ، إذ انتقل الفريق إلى مقر الشركة الأهليَّة".
وتابع، "وبعد التأكُّد من تسلُّم مبلغ الرشوة دخل الفريق؛ لتفتيش أروقة الشركة والأشخاص الحاضرين فيها. وبعد عمليات التفتيش المضنية تبيَّن أن المُتَّهم حاول التمويه على فعلته وقام برمي المبلغ بأكياس النفايات في زاويةٍ متروكةٍ من الحديقة الأماميَّة للشركة. حيث تمَّ ضبط مدير الشركة وتدوين أقواله وتنظيم محضر ضبط أصولي بالعمليَّة وكذلك ضبط القرار الصادر عن المتهم الأول لمصلحة المشتكي مقابل الرشوة".
*معمل اسمنت بادوش
وأشار البيان الحكومي إلى، أنَّ “المُتَّهم الثاني اعترف بتسلُّم مبلغ الرشوة وقام بإيصالها عبر عامل الخدمة إلى شقيقه ليقوم الأخير بتفريغها في أكياس نفايات ورميها في الحديقة”. لافتاً، إلى أنَّ “المتهم الثاني اعترف بأنَّ المبلغ المتسلَّم عبارة عن رشوةٍ مقابل إصدار القرار المضبوطة صورةٌ عنه لديه والصادر عن مجلس إدارة الشركة العامة للاسمنت العراقيَّة يتضمَّن الموافقة على إحالة مشروع تطوير وتأهيل وتشغيل معمل اسمنت بادوش على شركة المشتكي".
*طريقة القبض على الخفاجي
وأوضح البيان، أنَّه “بعد عرض اعترافات المُتَّهم الثاني والتسجيلات الصوتية السابقة على قاضي التحقيق المُختص أصدر الأخير أمر قبضٍ بحــقّ المتهم الأول (المُدير العام للشركة العامَّة للسمنت العراقيَّة) وتمَّ تنفيذ الأمر حيث تمَّت ملاحقة المُتَّهم بعد خروجه من الشركة والقبض عليه في أحد أحياء العاصمة بغداد. وضبِطَ بحوزته أصل كتاب وزارة الصناعة والمعادن – الشركة العامة للاسمنت العراقيَّة. ومرافقه أصل قرار مجلس الإدارة الخاص بتطوير وتأهيل وتشغيل معمل اسمنت بادوش المحال بعهدة شركة المشتكي".
*أسلحة و6 سيارات حديثة
لم يتم ضبط النصف مليار دينار بحوزة الخفاجي فقط، بل وُجِد كذلك مجموعة من الأسلحة والسيارات الحديثة وأجهزة هاتف متنوعة.
وعن تفاصيل ذلك، لفت بيان النزاهة، إلى أن عملية الإطاحة بالخفاجي أسفرت أيضا عن ضبط 4 قطع أسلحة وست سيَّاراتٍ حديثةٍ وأجهزة هاتفٍ، فضلاً عن فورمة كتاب فارغة باسم (وزارة الداخليَّة/ مكتب الوزير/ مديريَّة شرطة حماية السفارات والدبلوماسيين) حيث تمَّ تنظيم محضر بالعمليَّة؛ لعرضه رفقة المُتَّهمين والمُبرزات على قاضي محكمة تحقيق جنايات مكافحة الفساد المركزية؛ الذي قرَّر توقيفهما على ذمة التحقيق”.
*وثائق تدين الخفاجي بالرشوة والابتزاز
في عام 2018، كشفت شركة اسمنت كركوك، عن قيام مدير عام الاسمنت العراقية حسين الخفاجي بـ"ابتزاز" المقاولين والمستثمرين والمتعهدين، فيما اتهمته بتسلم "رشوة" قدرها 25 ألف دولار من أصل 100 ألف دولار من قبلها.
وبحسب وكيل المدير المفوض بشركة اسمنت كركوك اريان عصام خلال مؤتمر صحافي عقده آنذاك، أنه "بعد تقديمنا شكوى الى وزير الصناعة السابق محمد شياع السوداني بشأن ذلك وجه بإحالته للتحقيق والذي أُدين باستلام رشوة وابتزاز شركتنا والضغط عليها بطرق غير مشروعة"، مبينا أنه "بعد إدلائنا بإفادتنا مع الشهود أرسل الخفاجي مليشيات مسلحة تابعة له لاغتيالي في الزعفرانية إلا أنها باءت بالفشل".
وأضاف، أن "هناك دعوى جزائية بحق الخفاجي لدى محكمة تحقيق الكرادة"، مشيرا الى أنه "أجبرنا على دفع مبالغ مالية كمصاريف له ولعائلته داخل وخارج العراق تمثل مصاريف سفر وتنقل وطعام وفنادق وعلاج".