انفوبلس تتقصى: كيف اختفى عبد الله عادل الكبيسي وزوجته؟ وما سرّ الرقمين المجهولين في سجل هاتف الأول؟
انفوبلس/ تقارير
لم يمضِ على زواجهما ثلاثة أشهر حتى انتهى بهما المطاف إلى الاختفاء في أحد أزقة منطقة السعدون وسط بغداد، أُغلقت هواتفهما وتبخرا بلمح البصر بعد قدومهما من السليمانية لزيارة أحد أقاربهما في العاصمة. فما هو مصير عبد الله عادل الكبيسي وزوجته؟ وماذا قال ذووهم عن اختفائهم المفاجئ؟، إليك كامل التفاصيل وأبرز الشهادات بشأن الحادثة.
*اختفاء عبد الله وزوجته
بتاريخ 16 آب/ أغسطس 2023، فُقِد شخص يدعى عبد الله عادل الكبيسي وزوجته في منطقة السعدون بالعاصمة بغداد بعد مجيئهم من محافظة السليمانية بظروف غامضة.
وبحسب مصادر أمنية، فقد "تم إغلاق هاتف الزوج (عبد الله) في نفس يوم الاختفاء، بينما زوجته تم إغلاق هاتفها في اليوم التالي 17 آب/ أغسطس 2023 في منطقة حي العامل ببغداد".
*والدة المفقود: رقمان مجهولان تواصلا مع المفقودين
وعقب الحادثة، خرجت والدة المفقود عبدالله تتحدث بحسرة عن فقدان ولدها، مناشدة الجميع بالمساعدة وإيجاده وزوجته.
وأكدت والدة المفقود، أنه لا معلومات وصلتهم بعد مرور 13 يوما على اختفاء ابنها وزوجته، مؤكدة أن الجهات المعنية دققت بسجل هاتف ولدها وتبين وجود رقمين غير معروفين قد تواصلا معه.
وأضافت، "عبدالله أبلغنا في آخر اتصال أنه وزوجته في شارع السعدون".
*والد المفقود يكشف التفاصيل
من جانبه، قال والد المفقود عبدالله، أن ولده توجه مع زوجته من محافظة السليمانية لزيارة أخته في منطقة حي الجامعة ببغداد.
وأضاف، إنه تواصل مع ولده وأخبره أنه وصل بغداد "بخير وسلامة"، ويردف الأب، "لكنني تفاجأت بعد ساعات قليلة من الاتصال المتكرر وإيجاد هاتفه مغلق في كل محاولة".
*لا تعاون قضائيا
بدوره، شكى عم المفقود، من عدم تعاون مركز شرطة السعدون مع قضيتهم، مؤكدا أن قاضي المركز لم يبالِ بالحادثة.
وناشد عم المفقود، رئيس الوزراء ووزير الداخلية بالتدخل لمعرفة مصير عبدالله وزوجته بعد عجزتهم من إيجاده عبر بحثهم في المراكز والمستشفيات.
*العثور على عبدالله
وبعد سلسلة من التقارير المصورة والمناشدات عبر الإعلام بمختلف وسائله، كشف أبو عبد الله (والد المفقود عبد الله عادل صباح)، اليوم الأربعاء 30 آب/ أغسطس 2023، عن العثور على ولده وزوجته المفقودين في العاصمة بغداد بعد مجيئهم من السليمانية.
وقال عادل صباح (والد المفقود) في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "تقارير القنوات التلفزيونية ومساعدة المنصات على مواقع التواصل الاجتماعي ساهما في العثور على ولدي وزوجته المفقودَين منذ أسبوعين في العاصمة بغداد بعد مجيئهم من السليمانية بظروف غامضة"، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.
*تحرك لتشريع قانون الاختفاء القسري
وفي وقت سابق من اليوم، طالبت لجنة حقوق الإنسان، بمناسبة اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، إلى الإسراع بتشريع قانون الاختفاء القسري.
وذكرت اللجنة في بيان، "نقف جميعا متأثرين بالجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان والمحظورة بموجب القانون الدولي".
وأضاف البيان، أن "تعريف الاختفاء القسري يعني هو كل من ضحايا الأفراد الذين يتم القبض عليهم واختطافهم واحتجازهم في أماكن وظروف سيئة من قبل أشخاص مسؤولين في الحكومة أو جهات وتنظيمات معينة متطرفة مثل تنظيمات داعش وغيرها ولا تتم معرفة مصيرهم ويجهل ذووهم ومن يمثلهم قانونيا مصيرهم الحقيقي".
وتابع، أنه "لايزال هناك الكثير من ضحايا المفقودين والمغيبين منذ زمن النظام البائد ومنذ عام 2004 ولحد وقتنا الحالي لم يُعرف مصيرهم ولا توجد معلومات عنهم".
وأوضح البيان، أن "ملف الاختفاء القسري هو ملف متعلق بحقوق الإنسان والعراق موقّع على قانون انضمام جمهورية العراق إلى الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري رقم 17 لسنة 2009".
ودعت لجنة حقوق الإنسان الحكومة: "بإرسال مشروع القانون بأسرع وقت ممكن لغرض التصويت عليه بالإضافة إلى العمل مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لإعداد قاعدة بيانات رسمية مسجلة للمختفين قسريا والتعاون مع اللجنة الدولية للاختفاء القسري".
وأشار إلى أن جهود الحكومات العراقية غير واضحة بشأن هذا الملف، وربما لم تكن هناك جهوداً في الأساس، خاصة مع اتساع رقعة اليأس لدى عوائل المختفين قسراً والمفقودين، وهذا بحد ذاته يعطي مؤشرات سلبية على ضياع الأمل وفقدان مصيرهم.