انفوبلس تتقصى: لماذا لجأت الحكومة إلى ستيفن نبيل ووكالات ومنصات للترويج لها؟.. إليك ما لا تعرفه عن "الملايين المنثورة" على "البيجات"
انفوبلس/ تقارير
اتسعت فضيحة ستيفن نبيل ومن خلفه من المدونين والمنصات والوكالات المروّجة للحكومة، وزادت حالة السخط من شراء مجلس الوزراء ذِمَم جيوش إلكترونية بالمال العام اتقاءً لشرّهم. فالوثائق التي انتشرت أظهرت أن نبيل ورفاقه يتقاضون راتباً شهرياً قدره خمسة ملايين دينار عراقي لقاء تلميعهم صورة الحكومة وعدم تناولها بالنقد أو السلب. فما تفاصيل تلك الوثائق؟ وكيف علّق من "تصخَّم" وجهه بهذه الفضيحة؟
*وثائق رسمية
خلال الأسبوع الماضي، أظهرت وثائق صادرة عن مكتب رئيس مجلس الوزراء، موجهة إلى هيئة الإعلام والاتصالات تلزمها بتخصيص جزء من ميزانيتها إلى عدد من الوكالات الإخبارية والصحف والإذاعات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات التليكرام.
وبرر الكتاب الصادر، موضوع الدعم المقدم من الهيئة بأن الهدف من تخصيص هذه الأموال هو نشر مواد صحفية تدعم الدينار العراقي ومكافحة تعاطي المخدرات وتساند القوات الأمنية وتحث على عدم تعاطي الرشوة على أن تجري بالتنسيق مع مدير مكتب رئيس الوزراء.
*خمسة ملايين شهرياً
ووفق المتداول، فإن هذه الجهات تتقاضى شهريا 5 ملايين دينار لكل منها من أجل نشر مواد صحفية داعمة للحكومة وتجنب انتقادها.
وفي هذا الشأن، يقول أحد المراقبين، إن "هذا النهج يدل على مسار خاطئ للحكومة ومن يُدير ملفها الإعلامي، فعملية شراء الذِّمَم وإن كانت ليست وليدة اللحظة في العراق إلا أنها استفحلت في عهد الحكومة الحالية"، مشيرا إلى أن "تبرير تخصيص الأموال بمحاربة الفساد والمخدرات ودعم الدينار حجةً واهية فأغلب وسائل الإعلام تمارس هذا الدور بشكل مستمر".
*شراء الذِّمَم
وأضاف، إن "دعم وسائل الإعلام من أجل أداء دورها الحقيقي في تصويب الأخطاء وكشفها يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة إن كانت جادة في محاربة الفساد، لكن اقتصار الدعم على مجموعة محددة يدل على أنها محاولة رخيصة لشراء الذمم وكسب ودّ هؤلاء بعيدا عن المهنية وإخلال كبير في دور الصحافة".
وتأسَّف، أن "يصل حال الإعلام في العراق إلى هذه المرحلة المتدنية"، منتقدا بشدة "القائمين على مثل هذه التصرفات من المقربين من رئيس الحكومة".
واختتم حديثه بالقول، إن "ظاهرة شراء الذمم موجودة في الإعلام المحلي، ومن يفصح عنها فإن مصيره الجلوس في المنزل وعدم العمل مجدداً، في ظل استحكام لوبيات من الصحفيين قريبة من مراكز صنع القرار تعمل على أبعاد من لا تريده".
*القائمة بالأسماء
انفوبلس سلّطت الضوء على الأسماء التي ورد ذكرها في وثائق مكتب رئيس الوزراء، حيث جاء في مقدمتها ستيفن نبيل وست أشواق أم القانونية ووكالة بغداد اليوم وشفق نيوز وبيج السليمانية مدينتي وكما في اللائحة والوثائق أدناه:
ستيفن نبيل
ست أشواق أم القانونية
انت تدري
شبكة أخبار الناصرية
من كربلاء الخبر
واحد حكومة
هاتف بوست
عاجل وبس
السليمانية مدينتي
شبكة ليش
وتوضح الوثائق أدناه باقي أسماء المدونين والمنصات والوكالات التي تمكن مجلس الوزراء من شراء صمتهم لقاء خمسة ملايين دينار شهريا..
*تطبيل سياسي
الحادثة لاقت سخطا شعبيا واسعا، ورفضا لاستغلال المال العام لصالح منافع حزبية وشخصية لا تخدم المواطن العراقي الذي تطلع خيرا من هذه الحكومة. وتقول إحدى المدونات على منصة إكس، "تريد يجيك راتب خمس ملايين بالشهر وانت گاعد بالبيت؟ سهلة، افتح صفحة سخيفة وغير مفيدة صعدها بالمنشورات التافهة وصعد تفاعلها وخل الناس يصدگون هي لأجل الكوميديا فقط مو للتطبيل السياسي المبطن".
وتضيف، "بعدها راح تجيك الحكومة تطلب منك تكتب عن مواضيع معينة مثل المخدرات وإرشاد الكهرباء والمياه وطبعاً الحكومة تفضل هذا النوع من الصفحات الطاشة والتافهة مو الصفحات المختصة والمحترمة".
*ستيفن نبيل ورواتبه وتطبيله
يقول الصحفي أحمد عبد السادة، "كنت أعرف منذ مدة طويلة بأن المرتزق المسيء ستيفن نبيل يتقاضى راتباً من حكومة الإطار التنسيقي، ذلك الإطار الذي لطالما قام ستيفن بالإساءة لقادته سابقاً، فضلاً عن الإساءة للسيد الخامنئي والشهيد سليماني وفصائل المقاومة والحشد الشعبي، ولكنني لم أكتب عن الموضوع لكي لا يطالبني البعض بدليل موثق، وكتبت الآن لأن الدليل تم نشره وتداوله".
وتسائل عبد السادة، "كيف سيثق جمهور الحشد والمقاومة بكم بعد الآن وهو يراكم تكافئون المرتزقة والمسيئين؟ وكيف سيدافع عنكم وهو يراكم تكرّمون وتقرّبون الذين شتموا شهداءه وقادته ورموزه؟".
*صرف أموال الشعب على "البيجات"
ويقول مدون آخر بسخط، "حكومة تصرف أموال الشعب على صفحات وبيجات ملايين الدولارات شهريا، حكومة تعتمد على بيجات وصفحات لا تترجى من وراها خير.. ستفين نبيل طالع ناشط في حكومة الإطار".
*مدونون: ستيفن متلون
ويقول أحد المدونين، "ستيفن متلون انتهازي ثعلب مسوي روحه يؤمن بحرية الرأي والتعبير هو بس انتقد تغطيته للأحداث بغزة حظرني انتقائي مع صهاينة".
ويكمل، "شر البلية ما يضحك ، ولا نستغرب مثل هكذا تصرفات تخرج من الحكومة ، كون هذه الصفحات كانت المحرك باستعطاف الناس وتحريك مشاعرهم مرة ، وتسقيط مَن يُراد تسقيطه مرة أخرى".
*هدر الملايين لتلميع صورة الحكومة
في حين قال أحد المدونين، "كأس آسيا في قطر ستحضره ست أشواق أم القانونية على شكل رجل مع بقية الحثالات"، ويكمل "هدر أموال كثيرة بملايين الدولارات لأجل تلميع الحكومة التي تعاقدت مع صفحات مشبوهة أغلبها تبث الفتنة والتسقيط لأجل تلميع صورتها".
*كيف علّق مَن "تصخَّم" وجهه بالفضيحة؟
حالها حال الفضائح التي سبقتها، لم يتأثر ستيفن نبيل كثيرا بما انتشر، بل خَرج مدافعا عن نفسه رغم إثبات دعمه لمن كان في الأمس يشتمهم، حيث برر خطوته بالمصلحة العامة وزعم أن التعاقد مع الحكومة يشمل نشر مواد توعوية.
أما ست اشواق أم القانونية، فلا أحد يعرفها أو يعرف إن كانت رجلا أم امرأة، حيث إنها تدّعي نشر الكوميديا السوداء وانتشرت كسرعة البرق على فيسبوك متخطيةً المليون متابع، حيث خرجت بعد فضيحة شراء ذمتها وذمة صفحتها من قبل الحكومة لتنفي ذلك وتوضح أن التواصل تم لغرض التوعية لا التطبيل.