انفوبلس تستعرض أبرز الأعمال التلفزيونية التي تناولت قضية الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة
انفوبلس/ تقرير
تُشكل المسلسلات الدينية الإسلامية جزءاً مهماً من الدراما العراقية والعربية والعالمية، وتسلط الضوء على حياة عدد من الشخصيات الدينية والأحداث في التاريخ الإسلامي التي أثّرت بشكل كبير في تاريخ الأمة الإسلامية، ولهذا تتناول شبكة "انفوبلس" في هذا التقرير أشهر المسلسلات التي تطرقت الى الإمام الحسين (ع) وواقعة الطف الخالدة لغاية الآن.
واقعة الطف تلك الواقعة الفاجعة الخالدة التي بقَت ذكراها تتجدد في كل عام، بل وفي كل يوم، أو كلما يمر ذكر للحسين (ع) أو واحد من أهل بيته أو صحابته، لتتجسّد أمام عينيه أحداث دموية خطَّت على جبين التاريخ كل معاني الشرف والعزّة، وتوهجت بنور الظفر والانتصار، وأكدت الهزيمة والعار على مَن ارتكبها وشارك فيها قولاً وفعلاً حتى قيام الساعة.
وتُعد المسلسلات الدينية أقل الأصناف الدرامية إنتاجاً نظراً لتكاليفها المادية الضخمة، ولحساسيتها، ولوجود العديد من النصوص التاريخية المتناقضة حول الشخصيات التي تتناولها تلك الأعمال، وتستعرض شبكة "انفوبلس" أشهر المسلسلات التي تطرقت الى الإمام الحسين (ع) وواقعة الطف:
*مسلسل المختار الثقفي
يعتبر مسلسل "المختار الثقفي" للمخرج المعروف داوود مير باقري، من أفضل المسلسلات التلفزيونية وأكثرها حرفيةً من حيث الواقعية والمصداقية في أداء مشاهد المعركة، والذي يستعرض سيرة وثورة المختار الثقفي المعروف بأبي إسحاق الذي طالب بالثأر لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء عام واحد وستين للهجرة وتمكن من قتل جميع قتلة الإمام الحسين (ع).
تبلغ عدد حلقات المسلسل 40 حلقة واستغرقت مراحل البحث فيها وكتابة السيناريو والتصوير تسع سنوات حيث تم بناء ديكورات أربع مدن إسلامية هي مكة والكوفة والمدائن وكربلاء.
وقام بتمثيل الأدوار الأصلية فيه أكثر من 100 ممثل بينهم العديد من كبار الممثلین مثل فریبرز عرب نيا وفرهـاد أصـلاني ومهدي فخیم زاده وداود رشیدي وأکبر زنجانبور ورضا رویکري ونسرین مقانلو وماه تشهره خلیلي وحبیب دهقان نسب وفریبا کوثري وإلهام حمیدي جوهر خیراندیش.
كما كلف المسلسل الذي أُنتج عام 2010، أكثر من 20 مليون دولار وهو من أكثر مسلسلات الدراما تكلفةً في تاريخ الأعمال التلفزيونية الإيرانية، فیما قام بالتدقيق والمراجعة التاريخية للمسلسل الشيخ رسول جعفريان المؤرخ والكاتب الإيراني.
*مسلسل "الحسن والحسين" المثير للجدل
يتناول المسلسل "عهد الخلافة ونشأة الملك" من خلال الفترة التاريخية الممتدة بين مقتل عثمان بن عفان وحتى استشهاد الحسين (ع) في كربلاء المقدسة، مرورا بأحداث كثيرة منها تولي الإمام علي بن أبي طالب (ع) الخلافة ثم استشهاده، وتولي الحسن (ع) ثم تنازله وتولي معاوية ومن بعده يزيد، كما يتعرض لأحداث معركتي الجمل وصفين.
ويعتبر المسلسل باكورة أعمال شركة المها، الذراع الإنتاجية لشركة النور القابضة القطرية، وهو من تأليف محمد اليساري ومحمد الحسيان وإخراج عبد الباري أبو الخير، وبطولة نخبة من الممثلين منهم رشيد عساف في دور معاوية، وطلحت حمدي وزيناتي قدسية ومحمد آل رشي وتاج حيدر وفتحي الهداوي، بينما يجسد دور الحسن والحسين (ع) الممثلان الأردنيان خالد الغويري ومحمد المجالي.
لكن هذا المسلسل المتكون من 30 حلقة، أثار موجة غضب كبيرة عام 2011، حيث أعلنت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، "تحفظها" على عرض مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" من قبل عدد من المحطات الفضائية العربية، باعتبار أنه سيزيد من الاختلاف بين المسلمين بتعرضه لأحداث حساسة جدا في التاريخ الإسلامي.
كما عارض الأزهر وبعض الهيئات العلمية والنقابية عرض المسلسل، بسبب تزويرٍ لحقائق التاريخ وهضم لحقّ الإمام عليّ والحسن والحسين عليهم السلام، وبسبب ما جرى عبر حلقاته من تلميع لصورة معاوية ويزيد ومروان وأشباههم.
وبحسب فنانين عراقيين، فإن هذا المسلسل زَيّفَ التاريخُ على نطاق واسع جداً، وذُبحت فيه الحقيقةُ على نصب التعصُّب المذهبي والطائفي، ورُصدت له ميزانية ضخمة، واشتركت في إنتاجه وتصويره وتهيئته كوادر فنيّة متقدِّمة، وقام بأداء شخصياته ممثلون على مستوى عالٍ من الموهبة الفنيّة والأداء المهني، وكانوا من جنسيات عربية متعددة، وأُجيز تصوير المسلسل في الأردن، ومنحت نقابة الفنانين الأردنية تصاريح لفريق العمل لتصوير أحداث المسلسل في الأردن، كما صُوِّرت مشاهد منه في سوريا والمغرب ولبنان والإمارات العربية المتحدة.
*مسلسل العقاب
المسلسل العربي الذي عُرض عام 2010 يحمل عنوان "العقاب" كتبه عبد الغني حمزة، وأخرجه رشاد كوكش، يروي واقعة كربلاء ولكن من زاوية مختلفة، حيث سلط الضوء على قتلة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وصحبه الكرام، وما نزل بهم من عقاب إلهي تحقيقاً لسُنن الله في الظالمين ليكونوا عبرة لمن بعدهم إلى يوم الدين.
يقع العمل في 13 حلقة ترتبط بالحدث الأهم؛ واقعة كربلاء، مع اختلاف التفاصيل. إذ تصوِّر كل حلقة مصير قاتلي الإمام الحسين وتتوزع بطولة الحلقات بين حشد من الممثلين من سوريا والعراق، أبرزهم تيسير إدريس، محمد خاوندي، تولاي هارون، فاروق الجمعات، جمال نصّار، أنس كنعان، سهيل الجباعي، يوسف المقبل، نصير الكوز، أيمن السالك، سعد لوستان، عهد عبد الكريم، غسان عزب، علي صطوف، يحيى الكفري، رولا ذبيان، عبد الخميس خليفة، باسل حيدر وغيرهم.
ويقول حمزة، إنه قرأ مراجع وكتباً عدة تتعلّق بواقعة كربلاء وبمصير قتلة الحسين (ع) ليتمكّن من كتابة "العقاب". ويؤكد أنه يحرص على دراسة البيئة التي يكتب عنها، "توخياً للدقة، لكن بحبكة هي ملك لي ككاتب، شرط احترام الثوابت؛ لأننا أمام واقعة بارزة في التاريخ الإسلامي".
*المسلسل المصري شهيد كربلاء (1963)
ومسلسل شهيد كربلاء (1963) المصري، الذي أخرجه أحمد طنطاوي وألّفه عبد المحسن الكرداوي ورشاد حجازي (مؤلف)، يعتبر أيضا من أشهر المسلسلات التي تطرقت الى الامام الحسين (ع) وواقعة الطف.
وشارك في هذا المسلسل العديد من الفناين البارزين، منهم محمد شعلان، وزهرة العلا، ومحمود سلامة، ومحمد السبع وصلاح منصور وعبد البديع العربي.
*مسلسل البراءة الضائعة
تعود قصة المسلسل الإيراني التاريخي الى عاشوراء عام 61 للهجرة حينما يقع "شوذب" المسؤول عن الخزانة بالكوفة، في حب اليهودية "حميراء" ومن ثم تتحول زوجته "ماریا" المسيحية الى محور القصة وسط صراع بين العقل والحب والمعتقدات، الأمر الذي يؤدي الى جنونها بعد مرور 20 عاما.
وهذا لمع في "البراءة الضائعة" (معصوميت از دست رفته) كل من امين تارخ، فريبا كوثري، أكبر عبدي، داوود رشيدي، غلام حسين لطفي، داريوش فرهنك، وفي الحقيقة هذا المسلسل، لا يتناول واقعة كربلاء مباشرة إنما سلط الضوء على الفترة التي تخللتها واقعة عاشوراء وقدرة الإنسان على الثبات من عدمه أمام أمواج الهوى والشيطان والأخطاء.
*المسلسل التاريخي "الرسول" للمخرج جواد شمقدري
تدور قصة المسلسل حول "سليمان" رسول الإمام الحسين عليه السلام وهو من البصرة، وما يواجهه من أحداث في طريقه واستشهاده.
مثّل أدوار المسلسل: محمد علي كشاورز، كلاب آدينة، جعفر دهقان، حسين ياري، محسن كلناري، فخرالدين صديق شريف، رضا توكلي، محن زهتاب، محمود باك نيت، انوشيروان ارجمند ومعصومة آقاجاني.
ومع حلول شهر محرم من كل عام هجري، تتحول مدينة كربلاء الى ملتقى للزائرين الشيعة من مختلف بقاع العالم، لاحتضانها مراقد الإمام الحسين بن علي (ع) حفيد النبي محمد (ص) وأخيه العباس بن علي وأهل بيته (ع) بمناسبة واقعة الطف التي شهدتها المدينة في العاشر من شهر محرم عام 61 هجرية، حيث تكتظ المدينة في هذا التوقيت من كل عام بملايين الزوار.