انفوبلس تستعرض تفاصيل الاستيلاء على منزل علي الوردي.. من تنصّل الثقافة إلى سُبات المحافظة حتى تدخُّل الداخلية
انفوبلس/ تقارير
"مَن ينصر علي الوردي؟"، بهذا التساؤل ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي على محاولات الاستيلاء على منزل المفكر الشهير وأستاذ الاجتماع علي الوردي، بعد أن شَكَت أُسرته من استحواذ شخص بمعيّة شيخ قبيلته على المنزل ورفضه الخروج منه كونهم – أُسرته – يرغبون بتحويله إلى متحف. وزارة الثقافة برّأَت ساحتها وزعمت أنها لا تعلم، في حين تدخلت وزارة الداخلية وأصدر وزيرها عدة توجيهات. فمَن المسؤول عن هذه السرقات؟ وباسم مَن تحدث؟ وماذا قالت أُسرة علي الوردي عن الشخص الذي رفض تسليم المنزل لهم؟.
*تفاصيل الحدث
قبل يومين، طالبت عائلة عالم الاجتماع العراقي الراحل علي الوردي، رئيس الحكومة والمسؤولين بالتدخل لاستعادة منزله في مدينة الكاظمية، بعد تلقيهم تهديدات عشائرية.
قالت العائلة إنّ المستأجر الذي يشغل الدار منذ 40 عامًا يرفض مغادرته حتى بعد إصدار قرار من القضاء
وتابعت شبكة انفوبلس، مقطعًا مصورًا تتحدث فيه سيدة من عائلة الوردي، عن قضية المنزل الذي يشغله مستأجر منذ 4 عقود.
*مستأجر يرفض الخروج
وقالت السيدة، إنّ "المستأجر يرفض الامتثال إلى قرار من القضاء الذي يقضي بإخلاء المنزل وإعادته إلى عائلة الوردي"، مشيرة إلى أنّ "كلّ المحاولات والمفاوضات مع المستأجر وعشيرته فشلت".
كما أكّدت، أنّ المستأجر هدّد عائلة الوردي صراحةً، كما أنّ زعيم قبيلته "سانده للاستئثار بالمنزل، دون وجه حق".
*استعادة للتخليد
وقالت السيدة أيضًا، إنّ العائلة تريد استعادة المنزل لتحويله إلى متحف "يضم كتب وممتلكات علي الوردي، كما هو حال منازل الكُتّاب والمثقفين العرب وغيرهم".
وبيّنت، إنّ "العائلة لا تملك عشيرة لحمايتها، حيث تؤمن بالسبل الحضارية والقانون، كما هو شأن الوردي"، مشيرة إلى أنّ العائلة بحاجة إلى "مساندة الدولة" بتنفيذ قرار القضاء عبر وزارة الداخلية والجهات المعنية في الحكومة.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة في وقت سابق تشكيل لجنة خاصة لمنع الاستيلاء على الأراضي وممتلكات المواطنين، على خلفية قضية أراضي الجادرية، إلاّ أنها لم تتحرك بشأن منزل الوردي.
*وزارة الثقافة: لا نعلم بالقضية
من جهتها وفي تعليق مفاجئ، قالت وزارة الثقافة، إنّها لا تعلم بالقضية، مؤكدة التحرك بناءً على المقطع المصوّر والوثيقة القضائية التي نشرتها العائلة.
أكّدت وزارة الثقافة نقل القضية إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وقالت إنّه سيتدخل فورًا
*مناشدة على مكتب رئيس الوزراء
وقال المتحدث باسم وزارة الثقافة أحمد العلياوي، إنّ المناشدة التي وصلته عبر وسائل الإعلام باتت على مكتب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
وأكّد، إنّ "رئيس الوزراء سيتدخل بشكل مباشر لنجدة عائلة علي الوردي".
*دائرة التراث: لا نملك معلومات عن القضية
بدوره وفي تعليق أغرب من تعليق الثقافة، قال مدير دائرة التراث في الهيئة العامة للتراث والآثار إياد كاظم، إنّ دائرته "غير معنية بالأمر، باعتبارها مُلكاً شخصياً يعود إلى الورثة".
وبيّن كاظم، إنّ "الدائرة لا تملك معلومات حول مناشدة العائلة بشأن الدار المغتصبة"، مؤكدًا أنّ "مشاكل هذه الدور ليست من اختصاص الهيئة، وربما يكون لجهات أخرى كلمة الفصل بما يخصها".
*محافظة بغداد: القضية ليست من اختصاصنا
مواقف التنصل من القضية امتدت إلى إدارة محافظة بغداد، بعد أن أكّد مسؤول الإعلام عادل أحمد أنّ "الأمر ليس من اختصاص المحافظة".
*الداخلية تفك العقدة
بعد كرٍّ وفرّ وتنصّل أغلب الجهات والوزارات، أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الاثنين (28 آب 2023)، إخلاء الدار التابعة لعائلة علي الوردي من قبل مؤجريها.
وذكرت الوزارة في بيان، أنه "بناءً على ما عرضته إحدى القنوات الفضائية من مناشدة لعائلة عالم الاجتماع الكبير المرحوم "علي الوردي" حول إخلاء دار تابعة للعائلة من قبل مؤجريها، أمر وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، واستجابة لهذه المناشدة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية التي أسفرت عن إخلاء الدار من قبل قوة من وزارة الداخلية".
*توجيه بحراسة الدار
وأضاف بيان الداخلية، أنه "تم تكليف دوريّتين تابعتين لشرطة النجدة بتأمين الحراسة الكاملة للدار لحين استلامه من قبل ذويه وفق الأصول القانونية".