انفوبلس تفتح ملف الحرائق الغامضة في الإقليم.. شبكة الـ"PKK" ليست المتورط الوحيد وهذا دور تركيا
انفوبلس/ تقارير
من مصفاة النفط في أربيل إلى خيام النازحين بدهوك مرورا بغابات السليمانية وصولا لمزارع الحنطة في كركوك، دقَّت الحرائق في إقليم كردستان والمدن المحاذية له ناقوس الخطر خلال المرحلة الحالية، وتأرجحت الأسباب والمسببات بين وقوف الاحتلال التركي وراءها أو حزب العمال الكردستاني الـ"PKK" ووسط هذه "الحيرة" أعلنت مؤخرا وزارة الداخلية في الإقليم القبض على الشبكة التي تقف وراء تلك الحرائق والتي تسببت بخسائر مالية قُدرت بملايين الدولارات، فما تفاصيل هذه الشبكة؟ ولمَن تنتمي؟ إليك كامل تفاصيل هذا الملف الشائك وأبرز الطرق التي اتُبعت في إشعال تلك الأماكن.
خلفية الحرائق والتحقيقات
شهدت مؤخرا، محافظات السليمانية وكركوك وأربيل ودهوك سلسلة من الحرائق التي تسببت في أضرار جسيمة للمواطنين واقتصاد الإقليم. وأثارت هذه الحوادث شبهات حول تورط تركيا بها نتيجة قصفها المستمر لتلك المناطق، خاصة بعد تصريحات بعض الفرق التي نسبت نفسها إلى تركيا وأعلنت مسؤوليتها عن الحرائق.
اندلعت تلك الحرائق في عدة مناطق بإقليم كردستان، وأدت إلى خسائر كبيرة. وأكدت جهات التحقيق أن تحديد المستفيد من هذه الحوادث يُعد خطوة أساسية للوصول إلى الجناة. وفي خضم التحقيقات، توجهت الاتهامات نحو دولة الاحتلال التركي، حيث ألمحت بعض الجماعات إلى تورط أنقرة في إشعال الحرائق.
توسع الشبكات الاستخباراتية التركية في الإقليم
تشير المعلومات إلى أن تركيا نجحت في بناء شبكات استخباراتية وجاسوسية داخل إقليم كردستان، واخترقت بعض المؤسسات الأمنية والدفاعية. وتعتبر العمليات العسكرية في منطقة بهدينان جزءًا من استراتيجية تركية أوسع تهدف إلى تحقيق أهدافها في المنطقة.
بالمقابل، أعرب المسؤولون الأتراك في مناسبات عدة عن رفضهم لوجود إقليم كردستان ضمن العراق، وأكدوا أن غض النظر عن قضية الإقليم كان خطأ منذ البداية. كما استهدفت تركيا بوضوح البنى التحتية في غرب كردستان، وأعلنت صراحة عن نيتها منع إنشاء أي كيان كردي آخر في سوريا، وتعطيل الانتخابات الديمقراطية هناك.
أهداف تركيا الحقيقية
بينما تبرر تركيا عملياتها العسكرية بمواجهة حزب العمال الكردستاني، إلا أن العديد من المراقبين يرون أن الهدف الحقيقي لأنقرة هو مواجهة الشعب الكردي بأكمله. وتؤكد تركيا أنها تستخدم ذريعة حزب العمال لتحقيق أهداف أكبر، وتستمر في شن العمليات العسكرية والتجسسية بشكل مكثف.
جردة بأبرز الحرائق التي اندلعت مؤخرا
لقد شهد الإقليم مؤخرا، سلسلة من الحرائق، بعضها كان بسيطا والبعض الآخر كان مهولا وتسبب بخسائر بشرية ومالية كبيرة.
وتضع انفوبلس بين أيديكم لائحة بأبرز الحرائق التي نشبت في الإقليم خلال المرحلة الحالية وكما يأتي:
حريق مصفاة أربيل
في الثالث عشر من الشهر الماضي، اندلعت النيران في مستودع كبير للنفط الخام على طريق أربيل – كوير، وامتد إلى مصاف أخرى وظل مشتعلا لأكثر من 24 ساعة.
لقد تدخلت في هذا الحريق أكثر من 30 فرقة إطفاء ونجم عنه مصرع 10 اشخاص، كما أنه تسبب بخسائر مالية قدّرها محافظ أربيل أوميد خوشناو بـ8 ملايين دولار.
حريق خيام النازحين في دهوك
وإلى دهوك، حيث أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في دهوك، أمس الأول، اندلاع حريق في مخيم شاريا جنوب المحافظة.
وذكر شفان عيسى، من إعلام الدائرة، أن "الحريق أدى الى احتراق 8 خيام للنازحين".
وأضاف عيسى، أن "الحريق تسبب في أضرار مادية كبيرة بممتلكات النازحين، دون وقوع أي إصابات بشرية"، لافتاً إلى أن "أسباب الحريق لم تُكشف بعد".
كما اندلعت يوم أمس، حرائق كبيرة في سلسلة جبال دهوك نتيجة القصف التركي الكثيف، وبقيت النيران مشتعلة لساعات.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد دهوك حرائق شبه يومية تتسبب بإشعال عشرات الأراضي الزراعية وتتأرجح أسبابها بين القصف التركي وتخريب الـ"PKK".
حرائق مزارع الحنطة في كركوك
لم تسلم كركوك هي الأخرى من الحرائق، إذ اندلعت في الثامن عشر من أيار الماضي، ثلاثة حرائق في مزارع لمحصول الحنطة جنوبي المحافظة.
وسجلت فرق الدفاع المدني حينها، ثلاثة حرائق أتت على مساحات مختلفة من محصول الحنطة، وقع الأول في قرية تركشكان التابعة لناحية ليلان (20 كم جنوب كركوك)، وأسفر عنها احتراق مزرعة للحنطة تقدر بنحو أربعة دوانم.
كما أتى الحريق الثاني على مزرعة بمساحة 20 دونماً في قرية الكنعان ضمن ناحية الرياض (35 كم جنوب كركوك)، أما الحريق الثالث فاندلع في مزرعة تُقدر مساحتها بثلاثة دوانم في ناحية يابجي (45 كم جنوب كركوك).
حرائق الغابات في السليمانية
قبل يومين، أعلنت مديرية شرطة الغابات والبيئة عن اندلاع حريق كبير لأسباب مجهولة في السليمانية عند حدود قضاء عربت، ما أسفر عن احتراق نحو 60 هكتاراً من الأراضي الزراعية والأشجار الطبيعية في المنطقة.
وبيّنت المديرية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أن الحريق اندلع في حدود قرية “جناغجيان” التابعة لقضاء “عربت” وأدى إلى إحراق نحو 60 هكتارًا من الأراضي الزراعية والنباتات الطبيعية.
القبض على المتورطين بالحوادث
أمس الأول المصادف الاثنين 1 تموز 2024، أعلنت وزارة الداخلية الاتحادية ووزارة داخلية إقليم كردستان، القبض على المتورطين بحوادث حرائق محافظات أربيل ودهوك وكركوك.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية العميد مقداد ميري في مؤتمر صحفي، إنه "تم إلقاء القبض على المتورطين كان بعملية نوعية وبمتابعة دقيقة وجهود استثنائية وتنسيق بين وزارة الداخلية الاتحادية ووزارة الداخلية في الاقليم"، مبيناً أنهم "ينتمون الى حزب العمال الكردستاني".
تفاصيل الشبكة الإرهابية
لقد كان عدد الملقى القبض عليهم 3 أشخاص وهم قيد الاحتجاز والتحقيق في وكالة الاستخبارات الاتحادية وستتم محاكمتهم، وفق ما قاله ميري.
وأكد ميري، أن "عملية إلقاء القبض تمت بتنسيق عالي المستوى حيث تم القبض على متهمين اثنين في محافظة كركوك ومتهم آخر في محافظة ديالى".
وفي التفاصيل يروي العميد ميري، أنه "بعد حصول الحرائق في كركوك ودهوك وأربيل تم تشكيل فريق عمل بإشراف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الداخلية عبد الامير الشمري".
طرق وحيل يصعب كشفها
يوصل المتحدث باسم وزارة الداخلية كشف تفاصيل الشبكة وطرق الحرائق التي كانوا يفتعلونها، إذ أكد أن تلك الحرائق كانت تجري بطريقة يصعب كشفها من خلال وضع عجينة بعلب حلويات لا تشتعل بشكل مباشر إنما بعد ساعات"، مبيناً أن "الخسائر تُقدر بملايين الدولارات".
ولفت الى أن فريق "العمل توصل إلى خيوط الجريمة وبعملية نوعية ألقى القبض على المتورطين، وتم تدوين أقوالهم بالاعتراف". ولفت الى "ضبط مواد كيماوية بحوزتهم تستخدم في حرق الأسواق والمولات".
وبحسب اعترافات المتورطين، فإنهم "يخططون لاستهداف دولتين جارتين للعراق، كما كانوا يخططون لاستهداف خط نقل النفط (جيهان).
كما أشار العميد ميري إلى، أنهم "كانوا يخططون لاستهداف الأسواق في مدينة الصدر والشورجة ومناطق أخرى وأيضاً استهداف مناطق وخطوط نقل الكهرباء في أربيل".