بالصواريخ والمسيّرات.. المقاومة تستعد لإحياء ذكرى استشهاد قادة النصر وتوقعات بتكثيف العمليات ضد قواعد الاحتلال
هذه المرة بالصواريخ والمسيّرات.. المقاومة تستعد لإحياء ذكرى استشهاد قادة النصر وتوقعات بتكثيف العمليات ضد قواعد الاحتلال.. غزة ستكون حاضرة في وجدان الجماهير
انفوبلس/..
بالصواريخ والمسيّرات، تستعد المقاومة الإسلامية في العراق إحياء ذكرى استشهاد قادة النصر، أبو مهدي المهندس (نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي) وقاسم سليماني (قائد فيلق القدس) وثلّة من رفاقهما المجاهدين، والتي لم يتبقَّ عليها سوى أسبوعين تقريباً.
في هذه السنة، سوف تتزامن ذكرى إحياء شهادة القادة المهندس وسليماني، مع الحرب الدائرة في غزة ضد العدو الصهيوني، ودخول المقاومة الإسلامية في العراق على خط المواجهة عبر تنفيذ ضربات نوعية ضد القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في بلاد الرافدين وسوريا، بل امتدت لتشمل الأراضي المحتلة في فلسطين.
*توقع بتكثيف العمليات
يتوقع مراقبون، اختلاف ذكرى إحياء شهادة القادة هذه السنة عن غيرها من السنوات، فغزّة ستكون حاضرةً في وجدان الجماهير، والعمليات العسكرية ضد الاحتلال الأمريكي وقواعده ستتضاعف.
وفي فجر الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020 نفذ الجيش الأمريكي غارة جوية غادرة استهدفت عجلتين تُقلّان الشهيدين (المهندس وسليماني) ورفاقهما.
*أرقام
منذ 18 تشرين الثاني الماضي وحتى يوم 17 كانون الأول، أصدرت المقاومة الإسلامية في العراق 84 بياناً أعلنت فيه استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن خلال ما جاء في البيانات، فقد تم استهداف القواعد الآتية: قاعدة "عين الأسد" في الأنبار، وقاعدة "الحرير" شمالي العراق، قاعدة "التنف" في سوريا، قاعدة حقل غاز كونيكو في دير الزور السورية، قاعدة الاحتلال الامريكي المجاورة لمطار أربيل الدولي، وقاعدة "الركبان" بسوريا، قاعدة "المالكية" في سوريا، قاعدتين للاحتلال الأمريكي في سوريا "حقل العمر" و"الشدادي"، قـاعـدة الاحتلال الأمريكي "خراب الجير" شمال شرق سوريا، قـاعـدة الاحتلال الأمريكي في "مطار أبو حجر - خراب الجير" في سوريا، قاعدة "تل بيدر" غرب مدينة الحسكة السورية، قاعدة الاحتلال الأمريكي في القرية الخضراء بالعمق السوري.
*هجمات هي الأعنف
وتقول مصادر أمنية لـ"انفوبلس"، إن "الهجمات التي تعرّضت لها القواعد غير الشرعية لقوات الاحتلال الامريكي في العراق وسوريا هي الأعنف منذ إنشاء هذه القواعد".
وأوضحت المصادر، إن "تنفيذ الهجمات تم بنجاح على الرغم من التحصينات والتكنولوجيا الكبيرة التي راكمتها القوات الأمريكية في محاولة منها لصدّ أي هجوم، الأمر الذي أوقعها بإرباك شديد مع انطلاق عمليات استهدافها، وتجلّى ذلك من خلال الاستنفار الكبير جراء الهجمات التي تعرضت لها".
*بداية الهجمات
في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت المقاومة العراقية، تنفيذ أولى عملياتها الهجومية على القواعد الأمريكية وكانت من نصيب قاعدتي "عين الأسد" في الأنبار و"الحرير" شمالي العراق بطائرات مسيّرة، لتتوالى الهجمات على بقية أماكن تواجد الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا لغاية كتابة هذا التقرير.
وهذه الهجمات هي الأولى من نوعها على القوات الأميركية في العراق منذ أكثر من عام. كما تُعد هي الأحدث في سلسلة من الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين الكيان الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية "حماس".
كانت المقاومة العراقية قد هدَّدت باستهداف المصالح الأمريكية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، إذا تدخلت واشنطن لدعم "إسرائيل" في حربها ضد فصائل المقاومة في غزة.
*دخول "أقصى1"
خلال هذه المعركة، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، دخول أسلحة لأول مرة إلى الخدمة.
وجاء في بيان سابق للمقاومة، "ضمن سياق الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني في عدوانه على غزة بتوجيه وإدارة امريكية، تكشف المقاومة الإسلامية في العراق، وللمرة الأولى عن دخول صاروخ متوسط المدى من طراز "أقصى 1" الخدمة، حيث جرى إطلاقه لاستهداف قواعد الاحتلال الأمريكي بالعراق وسوريا في بعض عملياتها، والله غالب على أمره".
*"صارم"
كما أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، أنه "ضمن سياق الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني في عدوانه على غزة بتوجيه وإدارة امريكية، تكشف المقاومة الإسلامية في العراق، وللمرة الأولى عن دخول صاروخ ذكي قصير المدى من طراز "صارم" الخدمة، والله غالب على أمره".
*احتلال
وكانت أميركا قد غزت العراق في 2003 وأطاحت بنظام الطاغية صدام حسين ونشرت حينها الآلاف من جنودها في مختلف المناطق، وفي 2008 أبرم العراق والولايات المتحدة اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي انسحبت بناءً عليها القوات الأميركية في نهاية 2011.
وفي مطلع عام 2020 قرر البرلمان العراقي إخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق، وتسعى بغداد منذ ذلك الوقت على ترتيب خروج القوات الأميركية خلال الحوار، وفي هذا الإطار، ينتشر نحو 2000 جندي أمريكي على الأراضي العراقية لأداء مهام استشارية وتدريبية لصالح حكومتي بغداد وإقليم كردستان.
ويمنح الوجود العسكري في العراق ضمانة لمواصلة واشنطن وجودها العسكري والأمني في سوريا، حيث تتحرك قوافل الإمداد اللوجستية الأمريكية انطلاقاً من العراق إلى القوات الأمريكية في سوريا، والتي تبلغ نحو 900 جندي، فضلاً عن تقديمه الدعم والإسناد للقوات الكردية الحليفة في سوريا.
ويمتلك جيش الاحتلال الأمريكي وقوات أجنبية أخرى حليفة لها ضمن ما يسمى التحالف الدولي، تملك ما لا يقل عن 28 موقعاً عسكرياً معلناً في سوريا، تتوزع على 3 محافظات، هي الحسكة (17 موقعاً) ودير الزور (9 مواقع) وحمص (موقعين).
وبشكل خاص، تركزت الهجمات التي شهدتها القواعد الأمريكية في سوريا، على تلك التي أنشأها جيش الاحتلال الأمريكي في حقول "العمر" للنفط، و"كونيكو" للغاز الطبيعي بريف دير الزور، وعلى قاعدة "الشدادي" وقاعدة الجير بريف الحسكة، بالإضافة إلى قاعدة "التنف" التي تتموضع عند مثلث الحدود (السورية الأردنية العراقية).
وفي سياق عملية تحصين قواعدها، قامت قوات الاحتلال الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة بتعزيز وجودها في سوريا عبر إرسال العشرات من العربات العسكرية والدعم اللوجستي ومنظومات دفاع جوي إلى قواعدها قادمة من العراق عبر المعابر غير الشرعية. كما قامت القوات الأمريكية بزرع حقول ألغام أرضية في محيط قواعدها، لا سيما حقلي "العمر" للنفظ و"كونيكو" للغاز الطبيعي، مع تكثيف لأنشطة الطيران الحربي والاستطلاعي فوق البلدات والمناطق المحيطة بقواعدها العسكرية.
وتتوزع القواعد العسكرية الأمريكية شرقي سوريا في القوس الممتد من معبر "التنف" عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي جنوبا، وحتى حقول "رميلان" النّفطية قرب المثلث الحدودي (السوري العراقي التركي) شمالا.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
بينما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006، ما تسبب بسقوط آلاف الشهداء في أقل من أسبوعين منذ بدء العملية.