edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. بحر النجف بين التاريخ والتحذيرات العلمية..هل هو خطر إشعاعي أم إرث حضاري؟

بحر النجف بين التاريخ والتحذيرات العلمية..هل هو خطر إشعاعي أم إرث حضاري؟

  • 19 تشرين ثاني
بحر النجف بين التاريخ والتحذيرات العلمية..هل هو خطر إشعاعي أم إرث حضاري؟

انفوبلس/ تقارير

لطالما شكّل بحر النجف جزءًا بارزًا من الذاكرة التاريخية والجغرافية للعراق، فقد كان مَوئلًا للمياه الواسعة ومسارًا للتجارة والسفن القادمة من الهند والصين، ومركزًا بيئيًا فريدًا يحافظ على التوازن الطبيعي للمنطقة. لكن في السنوات الأخيرة، أثارت بعض الدراسات مخاوف حول احتمال تحرر غاز الرادون القاتل نتيجة جفاف البحر وتراجع ملوحته، ما دفع الباحثين إلى التحذير من أزمة صحية محتملة. وفي المقابل، خرجت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية لتؤكد سلامة التربة والبيئة، لتدخل المنطقة في جدل بين التحذيرات العلمية والبيانات الرسمية.

بحر النجف الطبيعي: الحاجز الملحي كدرع واقٍ

بحسب الباحث صفاء مجيد المظفر، كان بحر النجف في السابق يشكّل خزانًا مائيًا عالي الملوحة، إذ عمل الماء المالِح كثير الكثافة على إذابة جزء من غاز الرادون ومنعه من الصعود الحر إلى الجو، وهو ما ساهم في خلق حالة توازن بيئي طبيعية للمنطقة، حيث بقي الغاز محصورًا في العمود المائي، مخففًا بذلك من تأثيره على السكان القريبين.

هذا الحاجز الطبيعي شكّل خط الدفاع الأول ضد أي تهديد إشعاعي، بحيث حافظت ملوحة الماء وكثافته على سلامة البيئة المحيطة، وجعلت بحر النجف منطقة آمنة نسبيًا رغم وجود صخور وتربة غنية باليورانيوم والثوريوم تحتها.

التحوّل بعد الجفاف: انكشاف التربة وانبعاث الرادون

مع تراجع الغطاء المائي وفقدان الملوحة، أشار الباحث إلى أن الحاجز الطبيعي تلاشى، مما جعل التربة والصخور الغنية بالمواد المشعة معرّضة مباشرةً للهواء. ومع اختلاطها بمياه الصرف الصحي، زادت التفاعلات الكيميائية في التربة، ما قد يؤدي إلى إطلاق غاز الرادون بسهولة أكبر. ووفق التحليل العلمي، تحولت المنطقة إلى بؤرة مزدوجة الخطورة، تجمع بين النشاط الإشعاعي للرادون والمركبات العضوية المتحللة والأملاح، وهو ما اعتبره البعض تهديدًا صحيًا ووطنيًا محتملًا.

وكانت التوقعات تحذر من ارتفاع نسب الإصابة بعدة أنواع من السرطانات، أبرزها سرطان الرئة واللوكيميا وسرطانات الأنف والجيوب الأنفية والمثانة والكلى والثدي، مع تقديرات محلية تشير إلى احتمالية وصول الحالات إلى ما بين 40% و60% من مجموع المرضى في المحافظة.

رد الهيئة الوطنية: نتائج ميدانية مطمئنة

في المقابل، أعلنت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية سلامة تربة بحر النجف، ونفت وجود أي تراكيز مرتفعة لغاز الرادون. وأوضح مدير مديرية الأجهزة والمختبرات، لازم خنيصر، أن فرقًا فنية قامت بمسوحات ميدانية شاملة شملت قياسات إشعاعية مباشرة، وسحب عينات التربة لفحصها مختبريًا، وقياسات دقيقة لتركيز غاز الرادون.

وأكدت النتائج أن جميع المستويات كانت ضمن الحدود الطبيعية الجيولوجية، ولم تُسجل أي مؤشرات على تلوث إشعاعي أو تراكيز غير اعتيادية للغاز، كما خلت عينات التربة من أي ملوثات قد تشكل خطرًا على السكان أو البيئة. ودعت الهيئة إلى الاعتماد على البيانات الرسمية وتجنب تداول مقاطع غير دقيقة قد تثير القلق لدى المواطنين.

بحر النجف: إرث حضاري وتجاري عريق

على الصعيد التاريخي، يعكس بحر النجف حضوره في التراث البشري منذ العصور القديمة، حيث وردت تسميات آرامية وسريانية وعبرية تشير إلى قدم البحر وأهميته. فورد لفظ “فرثا” في اللغة الآرامية بمعنى البثقة، ولفظ “حاشير” في العبرية بمعنى مجموع المياه، مما يدل على أن هذا البحر كان نقطة التقاء عدة أنهار، تصل إلى الحيرة وتشكل مستودعًا مائيًا واسعًا.

وقد ذكر المؤرخون وصول السفن التجارية من الصين والهند وسريلانكا عبر بحر النجف، محملة بالبضائع والمنتجات، في حين كانت تصدر السفن العراقية والآشورية الحديد والنحاس والحرير والبهارات إلى الخارج، ما يثبت أن البحر كان جزءًا من شبكة تجارية عالمية عبر الخليج العربي والأهوار والبطائح ونهر الفرات. كما أشار الأستاذ الدكتور مصطفى جواد إلى أن الأودية التي ترفد بحر النجف من مناطق واسعة جعلت منه مسطحًا مائيًا كبيرًا يُشبه البحر، وكان له اتصال محتمل بالخليج العربي.

وفي ظل الجدل القائم، هناك ضرورة ماسة لإعادة النظر في الوضع البيئي لبحر النجف بشكل علمي دقيق. ومن أبرز التوصيات التي يمكن استخلاصها: منع أي مشروع أو تجريف قد يضر بالتربة أو يتسبب في انبعاث الغازات، إعادة إنعاش البحر عبر خطط مدروسة لإعادة الغطاء المائي والملحي الطبيعي، إجراء مسوحات إشعاعية دقيقة باستخدام الأقمار الصناعية والفرق الميدانية، وإطلاق خطة وطنية للكشف المبكر عن السرطان في محافظة النجف قبل أي تدخلات مستقبلية

في النهاية، يبقى بحر النجف اليوم محور نقاش بين التحذيرات العلمية من جهة، والبيانات الرسمية المطمئنة من جهة أخرى، لكنه في كل الأحوال إرث حضاري وجغرافي لا يقدر بثمن. ومن الضروري متابعة الوضع البيئي والإشعاعي بشكل دوري، مع الحفاظ على هذا المورد الطبيعي والتاريخي، لضمان أن يبقى بحر النجف آمنًا للأجيال المقبلة، ومرتبطًا بهوية العراق الغنية والمتنوعة.

أخبار مشابهة

جميع
غياب الشفافية وتراكم التأخير يضاعف معاناة الفئات الفقيرة المعتمدة على البطاقة التموينية

غياب الشفافية وتراكم التأخير يضاعف معاناة الفئات الفقيرة المعتمدة على البطاقة التموينية

  • 1 كانون الأول
بعد مليارات الدنانير وتجهيزات عالمية.. لماذا لا يزال مطار الموصل بلا رحلات دولية؟

بعد مليارات الدنانير وتجهيزات عالمية.. لماذا لا يزال مطار الموصل بلا رحلات دولية؟

  • 1 كانون الأول
محظوظ مَن أكمل التقديم!.. قروض المصرف العقاري تختفي خلال دقائق وتشعل جدلاً واسعاً حول الشفافية وضيق التخصيصات

محظوظ مَن أكمل التقديم!.. قروض المصرف العقاري تختفي خلال دقائق وتشعل جدلاً واسعاً حول...

  • 1 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة