بعد انتهاء من عمليات الانقاذ.. كل ما تريد معرفته عن "القطارة" وأسرار الانهيار (صور)
انفوبلس/..
"خاف اموت واني الوحيد لأبوي" بهذه الكلمات المؤلمة راقب العراقيين بشغف مشاهد انقاذ الأطفال والنساء من تحت أنقاض مزار قطارة الامام علي (ع) الواقع غربي محافظة كربلاء من قبل فرق إنقاذ الدفاع المدني الذي انهار تل ترابي عليها بعد ظهر يوم السبت، وتسبب بمصرع واصابة العديد من الزائرين.
*أسباب الانهيار
وعن أسباب الانهيار، تقول مديرية الدفاع المدني، في بيان، أن "المعلومات الأولية تشير إلى ان سبب الحادث كان نتيجة التشبع بالرطوبة للساتر الترابي الملاصق للمزار مما أدى إلى انهيار كومة ترابية على سقف المزار وسقوطها على عدد من الزائرين".
وفي اخر تحديث عن الحادثة، أوضحت المديرية ان "فرق إنقاذ الدفاع المدني تنتشل جثتي امرأة ورجل من موقع قطارة الإمام علي عليه السلام ليبلغ عدد الجثث التي تم انتشالها من قبل فرق إنقاذ الدفاع المدني لحد هذه اللحظة 8 جثث فقط 4 نساء ورجلين وطفل".
فيما قالت وزارة الصحة في بيان، ان "حصيلة الانهيار الترابي لقطارة الامام علي في كربلاء المقدسة بلغت حتى الان 7 وفيات، و6 مصابين".
الى ذلك، ذكر مصدر مطلع، إن "انهيار التل في منطقة قطارة الإمام علي عليه السلام غرب محافظة كربلاء وصل إلى نحو 40 متراً تحت الأرض!".
*أجراء حكومي
أعلنت السلطات في محافظة كربلاء، إغلاق مزار "قطارة الإمام علي" على خلفية حادثة الانهيار التي أدت إلى مصرع وإصابة العديد من الأشخاص.
وقال المحافظ نصيف الخطابي، أثناء جولة في الموقع رفقة وزير الداخلية وقادة أمن، إنّ "الإغلاق يأتي في مقدمة إجراءات ستتخذها إدارة المحافظة في المزار".
وأشار الخطابي، إلى وجود مؤشرات على احتمالية وقوع انهيارات جديدة في المزار".
وحذر مختصون، في وقت سابق، من انهيار المكان بالكامل نتيجة "الرطوبة التي تعرضت لها التربة الهشة في الموقع، إثر مد أنابيب مياه بطريقة بدائية".
*أسرار الانهيار
كشف الجيولوجي صباح حسن عبد الامير من محافظة كربلاء، تفاصيل الانهيار الذي حصل في مزار "قطارة الامام علي" في كربلاء، والأسباب التي أدت إلى ذلك.
وذكر عبد الامير في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك، انه "أثار حادثة الانهيار في منطقة القطارة، التي زرتها أكثر من مرة منذ أعوام الستينات من القرن الماضي تقع من المنطقة المنبسطة التي تشكل منخفض بحيرة الرزازة تحدها تلال بارتفاع 7- 8 متر عن مستوى سطح بحيرة الرزازة تتكون من طبقات صخرية رملية تتخللها شرائح من طبقات جبسية تتخلل طبقات الرمل".
وأضاف "هي عرضة للتعرية بواسطة الرياح من الأعلى والجوانب والتحلل وذوبان الشرائح الجبسية عندما يرتفع مستوى المياه في الرزازة فيتسبب بانهيار اجزاء من هذه التلال الرملية آخرها سنة 2008 وسقوط النخلة وقتها".
وأشار إلى أن "هذه المنطقة التي تتغلغل مياه الامطار فيها وتدخل بين شقوق الرمل في هذه المنطقة وتخرج من قاعدة التل في المنطقة المسماة بالقطارة وكانت المياه تنقطع فيها صيفا، ويرتادها سابقا رعاة الاغنام للراحة والوقاية من حرارة الشمس استغلها سائقو نقل الرمل او حجر الجبس المتناثر على رصيف الرزازة كمكان للراحة والانتظار وكان المكان عبارة عن منصة بأبعاد 3*3، نبتت بجانبها نخلة كانت تسقط دائما عندما تكون رطوبة الأرض عالية".
وبين "اما سبب انهيار الاخير، فيعود إلى استغلال صاحب المشروع الأخير للقطارة فقام بمد أنابيب ماء في أسفل التلال لديمومة خروج المياه وهو ما سبب تفتت تربة المنطقة بفعل نضوح الماء منها ثم أقام عليها منشاة خراسانية لم تتحملها الطبقات الرملية الهشة ما أدى إلى انهيارها".
وفي الصور ادناه احدى الدراسات العلمية التي تثبت خطورة التكوين الجيلوجي للمنطقة التي تتواجد فيها القطارة.
*دراسات مهملةّ!
وتساءل المراقبون بالقول، "أين كان المعنيون من هذا الموقع قبل وقوع الكارثة؟ ألَم يقرأوا ما جاء في الدراسات؟ أما سمِعوا تشققات الصخور المحيطة بالمكان؟ أم أن الأموال التي تُستحصل، تعمي العيون وتسدُّ المسامع؟".
وأضافوا، "ما زال الفساد مستمراً بقتل العراقيين في مختلف الأماكن، حتى في تلك "المقدّسة".
وتابعوا، "وكالعادة، ستصبح القصة "ترند" ثم تتحول إلى ذكريات، متجاهلين الأرواح التي أُزهقت، كما حصل في مستشفى الحسين التعليمي، وقبلها الخطيب، حين احترق العراقيون وأصبحوا رمادا!".
*تاريخ القطارة
في ستينيات القرن الماضي عرفت منطقة عين التمر، بعد العثور على قبر (أحمد بن هاشم) الذي يعود بنسبه إلى الإمام علي (ع) وتم أيضاً التأكيد بأن القطارة هي أحد كرامات الإمام علي (ع) وأطلق عليه: "قطارة علي".
وحظيت (القطّارة) كما يسميها أهالي كربلاء، باهتمام بالغ من قبل الزائرين، حيث تستقبل سنوياً مئات الالاف من الزائرين، لارتباطها بـ"معجزة دينية" بحسب الروايات.
*الامتداد التاريخي
تعود قصة "القطارة" التاريخية، الى رواية تاريخية لدى المسلمين الشيعية بأنه بعد عودة الإمام علي من معركة "صفين" مع سبعين رجلاً من جيشه، نزل بأرض ليس فيها ماء.
وعندما أدركهم العطش شكوا إلى الإمام علي (ع)، فقام يمشي حتّى وقف في مكان (ضحضاح)، وأمر بذلك المكان فكنس، فأجلى عن صخرة، ورمى بها فانجلت عن ماء لم ير أشد بياضاً، ولا أصفى، ولا أعذب منه، فتنادى الناس الماء، فاغترفوا وسقوا وشربوا وحملوا.
ويعتقد المسلمون بأن "قطارة الامام علي" الحالية هي ذاتها المتعلقة برواية عودته من صفين، رغم ان المزار لا يدار من قبل ديوان الوقف الشيعي وأن قطعة الأرض المشيد عليها المقام غير مسجلة باسم الديوان أو موقوفه له"، بحسب بيان رسمي للأخير صدر بعد حادثة الانهيار.
*الموقع الجغرافي
بين صخور كبيرة، كأنها سلسلة جبلية وعند التقاء طريق تلين أو صخرتين ثم قبة خضراء تعلو بناء مربع الشكل هو مكان (قطارة) الإمام علي، الذي أصبح مزاراً لكل من يريد أن يزور المنطقة.
المكان عبارة عن حفرة صغيرة، لا تزيد مساحتها عن متر مربع ويقطر الماء من هذه الصخرة. ويقصد هذه القطارة الزائرون للتبرك بها، ويقع في وسط الصحراء غرب كربلاء بالقرب من بحيرة الرزازة، في شق صخري عميق ينزل إليه بأكثر من سبعين درجة، ولا يزال الماء يتدفق داخل وحول القطارة، ويشرب منه الزائرون ويتبرك به الناس.