بنفَس بعثي وبيان مغلوط.. مزاحم الكنعان يهاجم مهرجان "هوية البصرة".. لماذا انتفض "ضابط" البعث على التكليف الشرعي للفتيات؟
انفوبلس/ تقارير
بنفَس بعثي، وحنين إلى النظام الذي استمات بالدفاع عنه، هاجم النائب السابق مزاحم الكنعان، مهرجانَ "هوية البصرة"، ورغم أنه سينُظَّم على نهج آل البيت (عليهم السلام) إلا أن الكنعان استاءَ من مشهد المؤمنين والمؤمنات ولفّق العديد من التُّهم على القائمين عليه بل وعبّر عن رفضه لاحتفالية التكليف الشرعي للفتيات مطالباً بـ"معاقبة" من يُحشِّد له!. فمَن هو الكنعان؟ وما تاريخه في حزب البعث؟ وما سرّ علاقته الوطيدة مع البريطانيين وثم الأمريكان؟
*مهرجان هوية البصرة
مهرجان "هوية البصرة" هو مهرجان يأتي بمناسبة ذكرى الولادات الشعبانية الميمونة للأقمار المحمدية (صلوات الله عليهم أجمعين) وخصوصا ذكرى ولادة الإمام المهدي المنتظر "عج" وذكرى إصدار الفتوى الخالدة لسماحة السيد السيستاني وتأسيس الحشد الشعبي المبارك.
المهرجان سينطلق برعاية مركز الجنوب الثقافي الإسلامي وبحضور الأستاذ في الحوزة العلمية السيد رشيد الحسيني ويهدف إلى تحقيق جملة من القضايا، منها تعليم الفتيات الاقتداء بالسيدة فاطمة الزهراء وكذلك لبس الحجاب، وأيضاً الحث على ارتداء العباءة وبيان أهميتها.
ويتضمن المهرجان العديد من الفقرات منها، أناشيد متنوعة بأصوات بصرية، وكذلك تتويج خمسة آلاف فتاة فضلاً عن توزيع جوائز ثمينة لمن يحمل أحد هذه الأسماء (علي- حسين- سجاد- عباس- مهدي- منتظر).
*مهرجان ديني
من لحظة الإعلان على المهرجان، يتضح للجميع أنه مهرجان ديني لا يمكن لأحد التشكيك بذلك، ويبين ذلك التعليمات الخاصة بالحضور له والتي ستذكرها انفوبلس أدناه.
التعليمات
ـ زمان وتاريخ المهرجان (يوم الأربعاء الموافق ٢١ / ٢ ، في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرًا).
ـ مكان المهرجان (المدينة الرياضية، ملعب جذع النخلة الدولي).
- الحضور للجميع بدون استثناء من الرجال والنساء والأطفال والفتيات والفتيان.
ـ الزيّ للفتيات المكلفات، چادر صلاة مع وردة بأي لون.
ـ الزيّ للفتيان، القميص الأبيض والبنطلون الأسود أو الأزرق.
ـ تدريب الفتيات والفتيان على كورال القصائد التي تُنشر في المجموعة.
ـ الالتزام بالوقت، أي يجب الحضور قبل الموعد، ليتسنّى للجنة التنظيمية ترتيب الفتيان والفتيات.
ـ تدريب الأطفال عند الأنشودات على رفع الورود وصور الشهداء والعلماء.
*مزاحم الكنعان يهاجم بنفَس بعثي!
ورغم أن المهرجان ونواياه واضحة وضوح الشمس، إلا أن النائب السابق مزاحم الكنعان هاجمه بشدة وبنفَس بعثي منتفضاً على "مدنية البصرة" ومعترضاً على الشعائر الدينية التي يمارسها البعض لإيمانهم بها.
وقال الكنعان، "تجري هذه الأيام تحضيرات واسعة النطاق في البصرة من قبل جهات لا نعرف صلتها بالمدينة ومواطنيها من أجل إقامة مهرجان شعبي كبير على مدارج ملعب "جذع النخلة" يوم الأربعاء المصادف 21 - 2 - 2024 تحت عنوان هوية البصرة".
وتابع بخُبث، "ندين بأشد عبارات الاستنكار والاستهجان ما وصف به هذا المتحدث مدينة البصرة وأهلها، ونعتبره خطابا فاقدا لأبسط قواعد اللياقة والتهذيب".
وأكمل، إن "حكومتنا الموقرة في مدينة البصرة مطالبة بتقديم تفسير لهذا التحشيد الهائل الذي يمارسه دعاة هذا المهرجان، وكيفية وصولهم إلى هذه المنشآت العامة (جذع النخلة) واستخدامهم لمئات المدارس (أكثر من ١٥٠ مدرسة ابتدائية ومتوسطة يشارك طلابها في المهرجان)، وإحضارهم (٥٠٠٠) طفلة في ما يسمى باحتفالية التكليف الشرعي!!! فمن خوّلهم ذلك؟ وكيف حصلوا على موافقة الدوائر المختصة؟ وهل تعطيل ١٥٠ مدرسة بالأمر الهين أو المتاح لكل أحد؟ نرجو أن تقدم الحكومة أجوبة مقنعة لهذه الأسئلة".
*البصريون يلجمون الكنعان
وعقب مهاجمته للمهرجان، رد المواطنون في البصرة على الكنعان في بيان جاء نصه، "الى الشيخ مزاحم الكنعان التميمي، بعد أن اطلعنا على رسالتك الأخيرة بخصوص مهرجان هوية البصرة، نحب أن نبلغكم أن هذا المهرجان بإشراف مجموعة من المؤمنين من رجال البصرة الأُصلاء ولم يتدخل أي حزب أو كيان أو جهة سياسية حسب ادعائك بل هو بجهود طوعية خالصة ينبغي عليك أن تعي وتدرك حجم المسؤولية التي نحن فيها كان بالإمكان أن تكون الداعم الأول لهذا المهرجان لما يعكسه من صورة حضارية وثقافة مجتمعية لا أن تُكيل التهم وتضلل الرأي العام".
وتابعوا، "أما الجهات السياسية التي اتهمتَ الآخرين بها جنابك، كنتَ سياسياً وبرلمانياً، فماذا قدّمت لأبناء شعبك وأبناء مدينتك وأبناء عمومتك سوى أن نتصل على جنابك، رقم هاتفك مغلق ولم تخدم الناس بأي شيء، وخير شاهد حينما رشحت نفسك للدورة الثانية لم تفُز بالانتخابات وهذا يدلل على أن الجماهير سأمت منكم ومن وعودكم الكاذبة، أنت كنتَ مع السياسيين ولم تقدم شيئا والآن تُكيل الاتهامات للآخرين (رمتني بدائها وانسلت)، شيخنا العزيز لا تقدم نفسك مع المطبلين نحن أبناء البصرة ولنا الحق بأن نرسم حياة أبنائنا على نهج أهل البيت (عليهم السلام). أما جنابك فرشح للانتخابات عسى ولعل أن تفوز بدورة برلمانية لتغلق هاتفك من جديد".
*الكنعان والبعث.. تاريخ من التبعية
يُعرف مزاحم الكنعان كواحد من المقربين للنظام البعثي في العراق، وكان ضابطا لدى المقبور صدام، شُمل بإجراءات المساءلة والعدالة، وكان يستميت في مجالسه بالدفاع عن المقبور.
شارك الكنعان في العديد من المعارك في زمن المقبور صدام أبرزها في معركة الفاو والذي استمات بوقتها للدفاع عن المقبور ورفض أن يستسلم.
وتروي مصادر مقربة منه، أن صور المقبور صدام لا تفارق الكنعان وأنه دائما ما يحنّ إلى أيامه مع البعث الذي دافع عنه حتى آخر دقيقة.
يتمتع الكنعان بعلاقة وطيدة مع البريطانيين لدرجة أن الجيش البريطاني اختاره لإدارة مدينة البصرة عقب سقوط الطاغية.
وقالت مصادر الجيش البريطاني آنذاك في الدوحة إن ارتباط التميمي مع حزب البعث أو مع حكم المقبور صدام لا يثير أي اهتمام "ولنكن واقعيين، فهناك درجات متفاوتة في تعامل الكثيرين مع حكم صدام حسين وحزبه، وحالة التميمي واحدة من حالات كثيرة".
وقال المصدر العسكري، إننا نتفاهم مع كثيرين من رجالات البصرة والشيخ التميمي – مزاحم الكنعان - لن يكون الوحيد في الإدارة، فهنالك أشخاص آخرون سيشاركون.
وكانت مظاهرات قد سارت في مدينة البصرة احتجاجا على اختيار القوات البريطانية للتميمي للمهمة الإدارية، وقال متحدثون باسم التظاهرة إنهم لا يرغبون بالتعاطي مع حكم قبلي أو حزبي أو مع الذين كانوا منتمين الى حزب البعث أو المقبور صدام.
*ارتماؤه بحضن الأميركان
لم يكتفِ الكنعان بعلاقته القوية مع البريطانيين، بل ارتمى بأحضان القوات الأميركية وانضم الى قوات "التحالف" بعد سقوط حكم الطاغية.
ولا يخفي مزاحم الكنعان انتماءه السابق الى حزب البعث، بل كان كثيرا ما يتفاخر بذلك وما أكد ذلك هو قول الاميركيين والبريطانيين بأنهم لا يمانعون من تسلم بعثيين سابقين مسؤوليات في مؤسسات الدولة شرط أن يتمتعوا بدعم شعبي واسع.
وفي عام 2003 عزز مزاحم الكنعان نفوذه في البصرة مستفيدا من الحظوة التي لقيها من الجنرال جاي غارنر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق الذي لم يقابل سواه من العراقيين في المدينة.
ومع أن الكنعان سعى الى إخفاء سروره لهذه الزيارة، فإنه كشف عن ابتسامة عريضة عندما سُئِل ما إذا كان يعتبر هذه الزيارة بمثابة دعم له.
ويفاخر حيدر العيسى، أحد أعضاء المجلس المحلي في البصرة آنذاك، بالقول إن غارنر لم يلتقِ أي زعيم سياسي محلي في المدينة غير مزاحم.