بيان من داخل العتبة العلوية المقدسة يثير جدلاً.. هل السبب "الشور" و"الطين" أم حضور "الكسنزانية"؟
حول الشعائر الدخيلة
بيان من داخل العتبة العلوية المقدسة يثير جدلاً.. هل السبب "الشور" و"الطين" أم حضور "الكسنزانية"؟
انفوبلس/..
أثار بيان انطلق من العتبة العلوية المقدسة، جدلاً واسعاً بشأن الشعائر الدخيلة، فيما تضمن توجيه دعوات عدة للمحافظة على الشعائر الأصيلة، مع التشديد على أنه لا توجد منطقة وسطى بين مواقف الشرف وبين الإساءة إلى الهدف، وسط مطالبات بـ"إقرار قانون قُدسية النجف".
*نص البيان
وجاء في نص البيان الذي انطلق من داخل العتبة العلوية المقدسة، ما نصه: "باسم موكب النجف الأشرف نوجه نداءً ورجاءً إلى ساداتنا ومشايخنا والوجهاء وشبابنا الواعي ومواكبنا الأصيلة بأن يتصدى الجميع لكل الممارسات التي تُسيء الى النجف وشعائرها ولا توجد منطقة وسطى بين موقف الشرف وبين من يُسيء إلى الهدف".
وأضاف البيان، "عليه نطالب، أولا: على الجميع مقاطعة كل خطيب وكل شاعر وكل رادود وكل موكب يُسيء الى النجف وقدسيتها وشعائرها وكذلك مقاطعة كل من يرتاد مجالسهم.
ثانيا: على مجلس محافظة النجف الإسراع بتشريع قانون قُدسية النجف وبقرارات صارمة ورادعة لكل من يسيء الى مدينة علي بن ابي طالب (ع) ولشعائرها ولكل من انحرفت أخلاقه عن الذوق العام بحجة الحرية الشخصية، ونطالب أن تكون النجف مدينة منزوعة السلاح حتى لا تستفحل قضية الدكة العشائرية.
ثالثاً: على الأمانات العامة للعتبات المقدسة والمزارات والوقف الشيعي أن يأخذوا دورهم الرادع بعد تشريع قانون قدسية النجف وإنِ اضطرَّ الأمرُ إلى الاستعانة بالقوات الأمنية لردع المسيئين.
رابعا: الى شبابنا الواعي والذين هم قاعدة مواكبنا الأصيلة أن يتحملوا المسؤولية ولا تأخذهم العاطفة بعيداً عن الضوابط الشرعية بعيداً في إقامة الشعائر وعن الانجرار الى طقوس لم تكن موجودة في تاريخ طقوسنا الأصلية وانتم أهلا للاعتماد يا شبابنا".
*سبب البيان
وما أن أنطلق هذا البيان، حتى تضاربت الآراء وانقسمت بين مَن يعتقد أنه جاء رداً على حضور "الكسنزانية" إلى محافظة النجف، وبين من رأى أنها جاءت رداً على مجالس "شور"، فيما ذهب آخرون إلى الاعتقاد بأنها شاملة لجميع الشعائر الدخيلة.
وقبل نحو أسبوع، حضر نحو عشرات الأشخاص من أتباع الطريقة الكسنزانية إلى محافظة النجف الأشرف، وقاموا بزيارة مرقد الإمام علي (ع).
الطريقة العَلِيّة القادِريّة الكَسْنَزانِيّة هي طريقة صوفية شائعة في العراق وإيران وموجودة كذلك في دول أخرى مثل كندا، الولايات المتحدة الأمريكية. ويقع المقر الرئيسي لهذه الطريقة في محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق. وتُنسب هذهِ الطريقة إلى الإمام علي بن أبي طالب والشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان ومعنى لقب شاه الكسنزان هو "سلطان الغيب". وآخر شيوخ الطريقة الشيخ نهرو محمد عبد الكريم الكسنزاني.
يُمارس أتباع هذهِ الطريقة طقوسا وشعائر عدة منها أكلُ الزجاج ولسع الأفاعي وإدخال أدوات حادة كالأسياخ والسيوف في مناطق مختلفة من الجسم تشمل، الخدَّين، واللسان، وقاعدة الفم، والذراع، وعضلات الصدر، والبطن وغيرها. ويدَّعي مُريدوها أن هذه الأفعال امتداد حي لمعجزات الرسول محمد (ص)، وذلك لغرض إثبات وجود ذات الله والإقرار بوحدانيته، ولهداية الضالين والمنكرين إلى طريق الإيمان، وإثبات التجلّي الإلهي الظاهري.
بينما يقول معارضوها على أنها حالات باراسيكولوجية، ويقول مشايخ الطريقة إن سماحهم للمُريدين بالقيام بهذه الممارسات هو إرشاد الناس ومن أجل حثِّهم للرجوع لطريق الحق ولهذا لا يجوز نهائيًا القيام بهذهِ الكرامات من أجل التفاخر ويجب استعمالها في الإرشاد فقط، ويقولون بأن هذه الممارسات تحدث بفضل القوة الروحية لمشايخ الطريقة وأنَ مدى الحاجة لهذه الممارسات يحددها الشيخ في حالة حضورهِ في المكان وفي حالات الإرشاد الأخرى فمن يقوم بتحديد مدى الحاجة لهذه الممارسات هو المُريد في حال وجد المُريد بأنه إذا صاحبَ الإرشاد هذهِ الممارسات سيصبحُ تأثير الإرشاد أقوى في هذهِ الحالة يصبح لزوماً على المُريد القيام بهذه الفعاليات.
ولديهم أورادهم الخاصة وحركات ذكر خاصة بهذه الطريقة كباقي الطُرق وما يفعلونه من أذكار وأوراد هو من أجل تربية النفس وجهادها والوصول إلى الحق عز وجل، كما يقولون.
*مواكب الشور
بينما يعتقد البعض، أن ذلك البيان وبما حمله من مطالب شديدة اللهجة، جاء بعد دخول "موكب شور" إلى العتبة العلوية.
وجماعة "الشور" ينظمون القصائد الحسينية بأسلوب "محلَّ جدل كبير نظراً للتجاوزات العقائدية الكبيرة فيما تتضمنه، وما تنسبه للأئمة وأبنائهم من معتقدات لا يقول بها المذهب الشيعي ولا يقبل بها"، ويذهب البعض إلى تصنيفها كنوع من أنواع الغلو المحرَّم شرعاً".