تالا خليل تغلق أكاديمية المحاربين في البصرة.. تعرف على الأسباب وتاريخ تجربتها
تنتظر تنفيذ الوعود الحكومية
تالا خليل تغلق أكاديمية المحاربين في البصرة.. تعرف على الأسباب وتاريخ تجربتها
انفوبلس/..
في قرار مفاجئ وصادم، أعلنت الناشطة العراقية تالا الخليل، مديرة أكاديمية المحاربين في محافظة البصرة، يوم الخميس الماضي، إغلاق أكاديميتها التي تُعنى برعاية الأطفال المصابين بمرض السرطان والتوحد ومتلازمة داون، إلى إشعار آخر.
وكتبت الخليل، عبر موقعها الرسمي على منصة "انستغرام" ومن خلال خاصية "store" منشوراً قالت فيه، "يؤسفنا أن ننقل لكم خبر إغلاق أكاديمية المحاربين حتى إشعار آخر".
*الأسباب
في البداية لم تكشف الخليل، عن الأسباب التي دفعت لهذه الخطوة، لكن يوم أمس، نشرت عبر صفحتها والصفحة الرسمية للأكاديمية على منصة انستغرام وتابعتها شبكة "انفوبلس" قائلةً: "لم أفكر يوما بإغلاق الاكاديمية لولا العجز المالي".
وأضافت: "نقف عاجزين عن قبول العديد من الأطفال الجدد المحتاجين للتسجيل بالأكاديمية بسبب المكان وقلة الكادر المتخصص لعدم وجود مبالغ كافية"، مشيرةً إلى "تلقيها طلب التسجيل في الأكاديمية لعشرات الأطفال الجدد يومياً ما يسبب إعاقة لأي خدمة للأطفال المتبقين".
وتابعت، أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير النفط حيان عبد الغني وعدونا ببناء أكاديمية أكبر وهذا القرار صادر منذ ٦ أشهر وتعهد السوداني مرة أخرى، ولكن إلى الآن ننتظر اتخاذ اللازم بالسرعة الممكنة".
وأوضحت، إن "الأكاديمية من دون دعم منذ بداية العام الحالي ووصلنا لمرحلة ديون كبيرة لسد حاجات الأطفال وتدريسهم، والإغلاق هو لحماية الأطفال ولنفسنا من تكاليف أكبر".
وبينت، إن "الأكاديمية تتكفل بتعليم وفعاليات الأطفال وأزيائهم بشكل مجاني ومن دون أي تكاليف لذويهم"، مؤكدةً أن "قرار الإغلاق مؤقت لغاية الوصول إلى حلول جذرية تغطي أكبر قدر ممكن من الأطفال".
*صانعة الأمل
وفي نهاية شباط الماضي، فازت مديرة أكاديمية المحاربين، الناشطة البصرية تالا الخليل، بجائزة “صناع الأمل”، من ضمن أكثر من 58 ألف ترشيح استقبلتها النسخة الرابعة، وهي المبادرة التي تُعدّ الأكبر من نوعها عربياً لتكريم أصحاب البذل والعطاء نظير جهودهم الإنسانية ومبادراتهم المجتمعية التي يسعون من خلالها إلى تغيير واقع مجتمعاتهم إلى الأفضل.
وبحسب موقع “هسبريس”، تمكنت الخليل من الظفر بالجائزة التي أُقيمت دورتها الحالية في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون صانعة الأمل العربي لعام 2024، عن مشروعها الخاص بتأسيس أكاديمية للأطفال الذين يحاربون داء السرطان، وذوي الهمم، وذلك بعد منافسة قوية مع ثلاثة مشاريع أخرى كانت مثيرة لانتباه الحاضرين نظراً لوجاهتها.
وهكذا، صار مشروع الخليل هو المبادرة التي تزرع الأمل الأقوى، أمام مشروع لا يقلّ قوةً، هو ذاك الخاص بفتيحة محمود من مصر التي أسست داراً للأيتام لرعاية 34 طفلة، في مواجهة العقم وعدم القدرة على الإنجاب هي وزوجها، وأيضا أمام مشروع المغربي أمين إمنير الذي يقوم بالأعمال الخيرية من حفر الآبار وتوفير الأضاحي للفقراء والأيتام وتهيئة طرق الدواوير المعزولة، إضافة إلى العمل البطولي الذي قام به في زلزال الحوز، وأخيرا مشروع محمد النجار من العراق الذي أسس منتخباً كرويا لمبتوري الأطراف.
يشار إلى أن جائزة “صناع الأمل” (Arab Hope Makers)، التي ترعاها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم، تم إطلاقها في عام 2017، من طرف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتكريم أصحاب المشاريع الإنسانية التي تتحدى العوائق من أجل استمرار الأمل.
*في ضيافة السوداني
في 2 آذار الجاري، استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الشابة العراقية تالا الخليل، الفائزة بجائزة صانعة الأمل، التي تقدمها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وزميلها محمد النجار أحد المتأهلين الأربعة للفوز بالجائزة.
وأشار السوداني إلى، أن هذه المكانة والفوز الذي حققته تالا إلى جانب تأهل شاب عراقي آخر للجائزة، يؤكد قدرات العراقيين على تجاوز كل الظروف والمحددات، وصناعة أمل حقيقي وفعّال ينتج التميز والإبداع، بما يغير من الواقع وينتصر للطموح.
كما وجّه السوداني باستمرار الرعاية لنشاط لـ تالا، وتهيئة مستلزمات نجاحها في رسالتها التي تشكل نموذجاً في العطاء والنشاط الإيجابي المتميز، وكذلك توجيه الرعاية والدعم إلى نشاط السيد محمد النجار، تعزيزاً لرسالته الإنسانية والوطنية.
يشار إلى أنّ مجلس الوزراء كان قد أقرَّ في نيسان الماضي، شطب مبلغ قطعة الأرض المخصصة إلى منظمة المحاربين الصغار، التي تترأسها تالا الخليل؛ دعماً وإسناداً لنشاطها، وتوجيه وزارة النفط بتشييد الدار الخاصة بالمنظمة.
*كيف بدأت قصتها
بدأت قصة تالا خليل، بتأثر عائلي جراء فقدان أحد أفراد عائلتها لإصابته بمرض السرطان، لذا قررت أن تعمل في هذا المجال ليس بإعطائهم الجرعة الكيمياوية بل الجرعة المعنوية.
أسست الخليل مؤسسة مجانية لرعاية ومساعدة الأطفال من أصحاب الهمم في العراق وإنها استهلت رحلتها مع عالم صناعة الأمل عام 2015 عندما خصصت (كرفاناً) في مستشفى الاطفال التخصصي في البصرة لاستقبال مرضى السرطان من الأطفال بغية غرس الأمل في نفوسهم وتجاوز الكثير من التحديات، ومنها عدم قدرتهم على استكمال الدراسة والاندماج في المجتمع وصولاً الى إيجاد مساحة أمل لممارسة حياتهم لأنهم محاطون فقط بالمرض والدواء.
ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مشروع الأكاديمية حيث حصلت "الخليل" على دعم من البنك المركزي العراقي لتأمين مبنى مؤثث بشكل متكامل لمدة 3 سنوات حيث انطلقت الأكاديمية في البداية بـ100 محارب من المرضى وأصحاب الهمم سعياً وراء إعدادهم لمواجهة التحديات وزرع الثقة بالنفوس.
في كل عام، تقيم خليل حفلاً لتخرج قسم من طلبتها في الأكاديمية، حيث تحرص على أن تنمي موهبة كل فرد فيهم، فهناك من يمثل وآخر يرسم وأخرى تغني.
بداية قصة تالا بحسبها بدأت عندما أُصيب أحد أفراد عائلتها بالسرطان، حيث تقول "يجب أن يتمتع الإنسان بالمتبقي من عمره بدلاً عن انتظار لحظة الموت".
وتضيف، "في بادئ الأمر، نظمت للمرضى رحلات وأحضرت لهم كتبا والكثير من الوسائل الترفيهية، حتى تصنع قيمة لحياتهم: "أجد سعادتي حينما أعيد الحياة لهم".
وكان هدف ابنة البصرة عودة قيمة الطفل في أمر اعتبرته أهم رسالة في الحياة، بخلاف التأهيل الوظيفي لهم بحسب رغبة كل طفل. ربما من أبرز ما مسجل في السيرة الذاتية لها هي إنقاذ طفل من الانتحار 5 مرات، ومع مرور الوقت، سجل باسمه 3 براءات اختراع، وأصبح حاليا مديرا بأحد المصانع، ويشرف على 30 موظفا، وكل هذا بفضل تالا التي كانت للمرضى خير عون ليصنعوا من واقعهم ما كان مستحيلا.
وعن الأطفال الذين قامت "تالا" بالمساهمة في تغيير حياتهم وصلوا الى 500 طفل.
وبعد إعلان فوز تالا خليل بلقب صناع الأمل، نشرت فيديو تعبّر فيه عن سعادتها بالحصول على الجائزة، مؤكدة أن "الأهم اللقب يذهب الى العراق ولا شيء غير ذلك".
وأضافت، إن "العراقيين بأمسِّ الحاجة الى الأفراح وهم ينتظروها بفارغ الصبر وأتمنى لو سمعت "هلهولة" عراقية كي تجعل فرحي مضاعفاً في الحصول على الجائزة".
وبعيدا عن تأهيل او المساهمة بصقل مواهب الاطفال "المرضى" او المصابين بمتلازمة "داون" فإن لأكاديميتها مشاركات عدة ربما أبرزها في خليجي 25 ودخولهم الى أرضية الملعب رفقة اللاعبين، في مشهد تداولته الكثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.