تسجيل صوتي مسرب لفرحان الفرطوسي ينال فيه من أعضاء البرلمان.. هل يخرج مدير عام الموانئ بالقانون من المنصب الذي دخله بالسلاح؟
انفوبلس/..
يقترب فرحان الفرطوسي شيئاً فشيئاً من مغادرة منصب مدير عام شركة الموانئ العراقي الذي دخله بقوة السلاح؛ وذلك بعدما توالت عمليات الكشف عن فساده داخل الشركة، إضافة إلى التسجيل الصوتي الذي سُرب له وهو يتحدث بالضد من أعضاء مجلس النواب العراقي ويكيل عليهم اتهامات بالعمل على إفشال مشروع ميناء الفاو الكبير، في وقت يفتقر فيه إلى الأدلة، ما دفع البرلمان إلى التوجه نحو تشكيل لجنة نيابية للشروع بتشخيص المخالفات، في وقت لا يستبعد مراقبون إقالته.
*التسجيل المسرب
في التسجيل المسرب الذي أخذ انتشاراً واسعاً على التواصل الاجتماعي، نال الفرطوسي من أعضاء مجلس النواب، وقال بالنص: "ذولة أعداء ميناء الفاو وراح ينجز الميناء غصباً على خشومهم وغصباً على توجهاتهم وغصباً على أجندتهم وغصباً على الشركات التي حاولوا إدخالها إلى المشروع ورفضاً ذلك سواء من عالية نصيف أو غيرها".
وأضاف: "مشروع ميناء الفاو مشروع بلد وشعب ومهما كانت الأجندة الداخلية والإقليمية فإن المشروع سيُنجز".
*البرلمان يتحرك
دفع ذلك عضو مجلس النواب، ياسر الحسيني، إلى المطالبة بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن مخالفات موانئ العراق.
وقال الحسيني، في وثيقة موجهة لرئاسة المجلس، "تفضلكم بالموافقة على تشكيل لجنة تتولى التحقيق بمخالفات موانئ العراق مكونة من أعضاء مجلس النواب (ياسر الحسيني، فالح الخزعلي، حسن سالم، سعود الساعدي، عبد الأمير المياحي، علاء الحيدري، علي المكصوصي، و دعاء العقابي) وإعداد تقريرها خلال 30 يوماً على أن تُسند بموظفين من الوزارات والهيئات المختصة بحسب حاجة اللجنة".
وأشار نواب إلى "تورط الفرطوسي في قضايا فساد وهدر للمال العام". فيما أعرب الحسيني عن "استيائه من تصرفات الفرطوسي، الذي أهدر عشرين تريليون دينار عراقي، لافتاً إلى أنه يتجاوز الدستور والسلطات القضائية والتشريعية".
في السياق، أعلن رئيس المجلس بالإنابة محسن المندلاوي، عن نيته تشكيل لجنة لاستضافة الفرطوسي واستجوابه في البرلمان العراقي، وفقا للمادة 17 من قانون انضباط موظفي الدول والقطاع العام رقم 14 لسنة 1991.
وكان النائب الحسيني، قد كشف عن “جرائم” ارتكبها مدير الموانئ العراقية فرحان الفرطوسي، داعياً رئيس مجلس القضاء الأعلى، والمحكمة الاتحادية، و جهاز الادعاء العام، وهيئة النزاهة، إلى إصدار أمر ولائي بإيقاف عمل المدير المذكور أعلاه، وفتح تحقيق بكل الملفات والعقود.
*تنصيب بقوة السلاح
يوم 20 حزيران 2020 قام نائبان من سائرون وهما مظفر الفضل وأسعد العبادي مع قوة من سرايا السلام باقتحام الموانئ العراقية وأخرجت المدير السابق للموانئ بالضرب وإجباره على تقديم استقالته، وقامت بتنصيب فرحان الفرطوسي بقوة السلاح ليوقّع على كل ملفات الفساد التي انتهكتها الحكومة السابقة.
كان فرحان الفرطوسي من موظفي شركة النقل البحري وليس الموانئ، وباشر بعد سيطرته على منصب الشركة العامة لموانئ العراق، بإجراء العقود دون الرجوع إلى وزارة النقل واستشارتها والحصول على ترخيص منها، رغم كون الموانئ إحدى تشكيلات وزارة النقل.
*تقرير مدوٍّ بشأن فساد الفرطوسي
كشف تقرير ديوان الرقابة المالية لعام 2020، بخصوص شركة الموانئ، عن تعاقد الشركة مع إحدى الشركات لشراء وتشغيل أجهزة فحص الحاويات، ومنحها 50 في المائة من إيرادات الفحص المتحققة بقيمة (1.626) مليار دينار، بالرغم من عدم التزام الشركة المتعاقدة بتجهيز أجهزة سونار منذ سنة ٢٠١٨، وقامت باستخدام أجهزة شركة الموانئ العراقية.
وذكر تقرير الديوان، إن "الهيئة الرقابية لاحظت عدم وضوح الصور ضمن أجهزة الفحص الموجودة في الموانئ".
وأضاف، إن "شركة الموانئ قامت أيضاً بشراء أجهزة سونار خاصة بفحص المواد المشعة والمخدرات والأسلحة بمبلغ (32) مليون دولار منذ سنة ٢٠١٨ ولم يتم تشغيلها لغاية الآن".
*مزاجية في العقود
في كانون الأول 2023، خرج عدد من مديري الشركات بمحافظة البصرة في مؤتمر صحافي كشفوا خلاله تفاصيل صادمة حول مدير موانئ العراق فرحان الفرطوسي، بعد إنهاء عقودهم لأسباب مزاجية عبّر عنها الأخير بـ"بكيفي"!.
ومنذ نحو سنة كاملة، أنهى الفرطوسي عقود نحو 138 شركة عاملة في الموانئ العراقية في الشحن (النقل والتفريغ)، ورغم استمرار أصحاب الشركات بهذا الصمت الطويل إلا أنهم كشفوا المستور مؤخراً خلال مؤتمر صحافي عُقد في البصرة بتاريخ 16 كانون الأول الجاري.
وجاء في نص بيان المؤتمر الذي شهد مخاطبة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ما يأتي: "هنالك حديث لأمير المؤمنين سلام الله عليه يقول (من لم يستنصر للمؤمنين فليس منهم) وإننا والله مَن وقع عليهم الحيف في أرزاقنا و أرزاق من يعمل معنا و عوائلنا وهذا ما لم يحدث في بقية محافظات العراق العزيز وذلك من قبل المدير العام لموانئ العراق والذي يدّعي واهماً انتماءه إليكم كون المنطق والعقل لم يقبل بهذه التبجّحات".
وأضاف البيان، "في الفترة الأخيرة وصل به الاستهتار الى تصريحات وکلام نابي بحق أهل البصرة وكأنه فرعون العصر الجديد أن يشارك الناس في أرزاقهم مدّعياً هذا الأمر لـ"الجهة" وعند الاستفسار والمتابعة من هي "الجهة"، ينطق و بصريح العبارة يقول "التيار الصدري"، ونحن نقول هذا كلام غير صحيح و عارٍ عن الصحة والسيد أرفع من أن يأمر بظلم العباد وهو راعياً للإصلاح وهو من سلالة الدوحة المحمدية المطهرة التي جاءت لنصرة العباد و إحقاق الحق ونصرة المظلوم".
وتابع: "نناشدك سيدنا اليوم مع جميع متعلقينا بإنصافنا وتخليصاً من هذا الطاغي الباغي الذي أحرق الحرث النسل و دمر و باع الموانئ العراقية و لم يُبقِ شيئاً و لم يبقَ لديه إلا أن عمد مؤخرا الى الرجوع الى العقود القديمة بأثر رجعي وهو غير مهتم بالقانون و يقول "بكيفي.. واللي يعجبه يعجبه واللي ما يعجبه يضرب راسه بالحايط".. راجين مرة أخرى من سماحتكم متابعة هذا الفاسد وجميع ممتلكاته التي سلبها مرة من الدولة ومرة أخرى ابتزازه المستمر من جميع الشركات والمقاولين في البصرة".
وأكمل البيان، "البصرة تحترق.. راجين منك سيدنا بالتحقيق معه وإجبار الحكومة على تغیيره".
ووجه نص الخطاب إلى التيار الصدري وزعيهم مقتدى الصدر، على اعتبار أن التيار هو من أتى به مديراً للموانئ العراقية وعاث فساداً في الشركة، متخذاً من اسم التيار سنداً له.