تعرض القس العراقي مار ماري عمانوئيل لمحاولة اغتيال في استراليا.. هل جاءت على خلفية مواقفه الداعمة لفلسطين والمناوئة للشذوذ؟
الجاني عربي وعمره 15 سنة
تعرض القس العراقي مار ماري عمانوئيل لمحاولة اغتيال في استراليا.. هل جاءت على خلفية مواقفه الداعمة لفلسطين والمناوئة للشذوذ؟
انفوبلس/..
عجت مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأخبار، يوم أمس الاثنين، بمقطع مصور يظهر لحظة الاعتداء على القس العراقي مار ماري عمانوئيل عبر عدة طعنات في محاولة لاغتياله، وذلك خلال بث مباشر لقداس في كنيسة بمدينة سيدني الأسترالية؛ في محاولة لاغتياله، ربما نتيجة لدعمه الشديد للقضية الفلسطينية ومناوئته للشذوذ الجنسي.
*تفاصيل
وقالت قوة شرطة “نيو ساوث ويلز” في بيان لها، إن "عددًا من الأشخاص تعرضوا للطعن"، لكن لم يتعرض أي منهم لإصابات تهدّد حياته". وذكرت وسائل إعلام أسترالية أن هناك أربع ضحايا، من بينهم أسقف الكنيسة.
وأظهر البث المباشر في كنيسة المسيح الراعي الصالح في واكيلي بأستراليا، مهاجمًا يسير نحو الأسقف مار ماري عمانوئيل، بينما كان يخطب داخل الكنيسة وقام بضربه مرارًا بيده، بينما كان يمسك بشيء لا يمكن إزالته.
وقالت الشرطة "نجري الآن استجابة واسعة النطاق، ونحث الجمهور على تجنب المنطقة… ومن المهم أن يظل المجتمع هادئًا".
بعد ذلك، أصدرت كنيسة المسيح الراعي الصالح، بياناً مساء أمس، حول إصابة الأسقف مار ماري عمانوئيل الذي تم نقلة الى المستشفى على أثر حادث طعن تعرض له.
وجاء نص البيان باللغة الإنجليزية ما يلي "اعزائي الأخوة والأخوات لقد دخل أسقفنا الحبيب المطران مار ماري عمانوئيل إلى المستشفى وهو في حالة مستقرة، نسألكم الدعاء في هذا الوقت، ورغبة الأسقف وأبينا أن تصلوا أيضًا من أجل مرتكب الجريمة، كما نطلب من أي شخص في مبنى الكنيسة أن يغادر بسلام".
*اجتماع للزعماء الدينيين
وقال كريس مينز، رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه دعا إلى عقد اجتماع للزعماء الدينيين في غرب سيدني بعد حادث الطعن الذي وقع في الكنيسة.
وكتب على موقع “إكس”، “مشاهد مزعجة الليلة في واكيلي، جميع زعماء المجتمع التاليين أيدوا ودعموا بالإجماع إدانة العنف بأي شكل من الأشكال”.
بعد فترة وجيزة من الهجوم، بدأت مقاطع الفيديو تنتشر عبر الإنترنت لمجموعة كبيرة من الأشخاص يحتجون خارج الكنيسة، وهو ما وصفته صحيفة “سيدني مورنينج هيرالد” بأنه "شبه شغب". وقالت قوة الشرطة في بيان إنه بحلول الساعة الواحدة صباحًا بالتوقيت المحلي، عاد النظام وانتهت عملية الشرطة.
وقالت الشرطة إن ضابطين أصيبا ولحقت أضرار بمركبات الشرطة. وقالوا إن أحد الضباط أصيب بجسم معدني وأصيب بـ"ركبة ملتوية وأسنان مكسورة"، بينما أصيب ضابط آخر بكسر في الفك بعد إصابته بحجر وقطعة من السياج.
وأشارت إلى أنها اقتادت الرجل الذي ألقت القبض عليه إلى مكان لم تحدده.
*ردود فعل غاضبة
وأثار الهجوم على القس العراقي، ردود فعل غاضبة من المئات من أفراد المجتمع الذين تجمعوا سريعًا خارج الكنيسة. ويعتقد الكثيرون أن المهاجم لا يزال في الداخل ولم يرغبوا في السماح له بالمغادرة لتلقي العلاج الطبي.
وأمضت مروحية الشرطة والوحدة التكتيكية وعشرات من الضباط الذين يرتدون الزي الرسمي عدة ساعات في مواجهة الحشد. استخدم ضباط فرقة مكافحة الشغب الدروع لإبعاد الحشد عن الكنيسة والشوارع المجاورة.
وحلقت مروحية تابعة للشرطة في سماء المنطقة وبثت الرسالة "يرجى من الجميع إخلاء المنطقة على الفور".
وتم إلقاء بعض المقذوفات على الشرطة طوال الليل، وتظهر اللقطات عدة مركبات تابعة لشرطة نيو ساوث ويلز بنوافذ محطمة وألواح تالفة.
وقال أحد ضباط الشرطة، لم يتم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالسلامة، لصحيفة “هيرالد البريطانية”، “كان الحشد يهاجمنا، ويرمون الأشياء ويتصرفون بعدوانية عندما حاولنا مساعدة أسقفهم. فقلت لهم: نحن لسنا أعداءكم”.
*بعد عملية الطعن
ولم يكن نائب رئيس بلدية فيرفيلد، شارنل صليبا، حاضرًا في الكنيسة، لكنه قال إن شهودًا أخبروه أنه بعد طعن الأسقف، "وضع الزعيم الديني يده على المعتدي وبدأ بالصلاة".
ولم تعرف هوية الجاني لكن الشرطة قالت إن الرجل اقتيد إلى "مكان غير معلوم" بعد اعتقاله.
وقالت النائبة الفيدرالية عن فاولر داي لو، التي تضم دائرتها الانتخابية في جنوب غرب سيدني كنيسة المسيح الراعي الصالح، إن مجتمعها أصيب بالذهول من حادث الطعن، خاصة أنه وقع بعد يومين فقط من عمليات الطعن الجماعية في ويستفيلد بوندي جانكشن.
وتضم فاولر واحدة من أكبر المجتمعات الآشورية في البلاد، بما في ذلك العديد من الأعضاء الذين خرجوا من العراق.
وقالت "لدينا واحدة من أكثر المجتمعات تعددًا للأديان في البلاد. لا أعتقد أننا سننقسم بسبب هذا".
وقال مجلس الأئمة الوطني الأسترالي إنه والمجتمع الإسلامي الأسترالي “يدينان بشكل لا لبس فيه” الهجوم على الأسقف.
*هجمات مروعة
وقال المجلس في بيان لها: "هذه الهجمات مروعة وليس لها مكان في أستراليا، خاصة في أماكن العبادة وتجاه الزعماء الدينيين".
وتابع "نحث المجتمع على التزام الهدوء والعمل معًا من أجل سلامة وأمن الأستراليين".
وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة Faith NSW، موراي نورمان، إن الهجوم على إحدى الديانات هو هجوم على الجميع، وإن المجتمعات الدينية تقف موحدة ضد الكراهية والعنف.
وأضاف "خلال أسبوع حداد شهدنا فيه أسوأ ما في الإنسانية، يعد هذا تذكيرًا واقعيًا آخر بأننا جميعًا بحاجة لبذل المزيد من الجهد للقضاء على هذا السلوك الخسيس في دولتنا".
وتابع "مثل هذه الأحداث لن تؤدي إلا إلى تعزيز عزيمتنا وسنخرج من هذا الوضع أقوى وأكثر اتحادًا".
يذكر أن هذا الحادث جاء بعد ساعات من مقتل ستة أشخاص طعنا في مركز تسوق بسيدني.
وأعلنت الشرطة، الأحد الماضي، أن رجلا في الأربعين من العمر يعاني اضطرابا نفسيا نفذ هجوما بسكين في مركز تجاري، أوقع ستة قتلى وعددا من الجرحى، مستبعدة أن تكون له دوافع إرهابية.
*اعتقال المنفذ
أعلنت الشرطة الأسترالية اليوم الثلاثاء، أنّ الهجوم الذي استهدف بواسطة سكّين مصلّين في كنيسة آشورية في سيدني أمس الإثنين وأصيب خلاله أربعة أشخاص بجروح بينهم الأسقف مار ماري عمانوئيل، هو "عمل إرهابي" نفّذه لدوافع دينية فتى يبلغ من العمر 15 عاماً تمّ توقيفه، داعية أبناء الرعيّة الغاضبين إلى التحلّي بالهدوء.
وخلال مؤتمر صحافي عقد اليوم الثلاثاء، قالت مفوّضة شرطة نيو ساوث ويلز، كارين ويب، إنّه "بعدما أخذتُ كلّ العناصر في الاعتبار، أعلنتُ أنّه كان عملاً إرهابياً".
وأضافت أنّ التحقيق خلص إلى أنّ الهجوم هو عمل "متطرف" مدفوعاً بدوافع دينية.
وأوضحت أنّ المشتبه به "معروف لدى الشرطة" لكنّه لم يكن مدرجاً على أيّ قائمة من القوائم المخصّصة لمراقبة الإرهابيين.
*ماذا قال الجاني؟
انتشرت مشاهد للحظة توقيف الشاب الجاني، بين الكلام الذي تفوه به أن دوافعه محض دينية، إذ قال وهو ملقى أرضاً "لو لم يتطرق إلى ديني لما كنت أتيت" في إشارة إلى الكاهن.
كما أظهرت لهجته العربية أنه من لبنان، وعلى الأرجح من بعض المناطق الشمالية، ومعلوم أن جالية لبنانية كبيرة تتواجد في أستراليا، ومنها نسبة لا يستهان بها من الشمال.
*من هو مار ماري عمانوئيل؟
مار ماري عمانوئيل (مواليد 19 يوليو 1970) هو رجل دين مسيحي آشوري وهو حاليًا أسقف كنيسة المسيح الراعي الصالح في واكيلي، نيوساوث ويلز، أستراليا. وفي عام 2011، سمي أسقفًا على كنيسة المشرق القديمة، لكنه في عام 2015 أسس كنيسة مستقلة على التقليد السرياني الشرقي.
ولد إيمانويل عام 1970 في حديثة، محافظة الأنبار، العراق، لعائلة مسيحية متدينة. استقر في سيدني، أستراليا، في أوائل الثمانينيات، حيث التحق بمدرسة فيرفيلد الثانوية. عمل مديراً لبنك في التسعينيات، قبل أن يصبح شماساً في أواخر التسعينيات ثم سيم كاهناً في عام 2009.
في آب 2011، قام مار يعقوب دانيال ومار ضياء خوشابا برسامة مار ماري عمانوئيل أسقفًا لأبرشية أستراليا ونيوزيلندا، مساعدًا لمتروبوليت أستراليا ونيوزيلندا. كان يُعرف سابقًا باسم عمانوئيل شليمون، وقد اتخذ الاسم الأسقفي "ماري عمانوئيل" (على اسم القديس ماري) عندما أصبح أسقفًا.
في تموز 2013، أثناء زيارته لأستراليا، منح مار أدي الثاني التثبيت البطريركي لماري عمانوئيل. في ذلك الوقت، أمره بإجراء تغييرات فيما يتعلق بمجموعة من المجالات المختلفة مثل سلوك عمانوئيل الليتورجي واللاهوتي والاجتماعي. انتهت المهلة المحددة للبطريرك، وقام آدي الثاني بإيقاف ماري عمانوئيل في يوليو 2014، على أساس عصيان القوانين التي أصدرها مجمع نيقية الأول عام 325 م. تم سحب الاقاف لفترة وجيزة في ديسمبر 2014 عندما أعلن إيمانويل قبوله للمراسيم البطريركية، لكنه تجدد عندما أعرب عن عدم موافقته مرة ثانية.
في كانون الثاني/يناير 2015، أسس ماري عمانوئيل كنيسة مستقلة على التقليد السرياني الشرقي (المسيحي الآشوري)، في واكلي، والتي تعرف حالياً بكنيسة المسيح الراعي الصالح. ناقش المجمع المقدس لكنيسة المشرق القديمة قضيته في اجتماع عام 2015، وفي عام 2016 تم استقباله مرة أخرى من قبل المتروبوليت توما جيوارجيس، الذي قام أيضًا بزيارة الكنيسة في وقت لاحق من ذلك العام.
وفيما يتعلق بمشاركته في الطائفة السابقة التي خدم فيها، اعتبارًا من عام 2023، فهو غير مدرج كرجل دين في أبرشية كنيسة المشرق القديمة في أستراليا ونيوزيلندا ولبنان.
اكتسب إيمانويل شعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أكسبه لقب "اسقف التيك توك". لقد ظهر على مواقع البث الصوتي على YouTube.
*جدل كبير
في 20 يوليو 2021، وسط تفشي متغير دلتا لفيروس سارس-كوف-2 والإغلاق في سيدني، قدم إيمانويل خطبة عبر الإنترنت تنتقد لقاحات كوفيد-19 وعمليات الإغلاق، قائلاً إن فيروس كورونا "مجرد نوع آخر من الأنفلونزا لا أكثر ولا أقل".
ووصف عمليات الإغلاق بأنها "عبودية"، كما وصف منظمة الصحة العالمية بأنها "عملية نصب".
*دعم فلسطين ونبذ الشذوذ
يعتبر القس مار ماري عمانوئيل من أشد أنصار القضية الفلسطينية، وداعماً لها بشكل واضح وصريح وعلني، كما انه يعد مناوئاً للشذوذ الجنسي.