تعرف على أسرار اعتقاله وسجنه وموته.. غموض يحيط بظروف وفاة المتحول "جوجو" قبل التحقيق معه بقضية جديدة
انفوبلس..
بعد قضائه عامين من محكوميته بسجون وزارة العدل، توفي أشهر العراقيين المتحولين جنسياً والحامل للجنسية الأمريكية "عبدالله عبدالأمير" المشهور بـ"جوجو دعارة" بظروف لا تزال غامضة حتى اللحظة رغم وجود تأكيدات رسمية بأن الوفاة طبيعية وأنها حدثت نتيجة تعرضه لنوبة قلبية، ولكن مواقع التواصل الاجتماعي كعادتها تداولت الموضوع بكثير من التشكيك بالرواية الرسمية.
العدل تكشف التفاصيل
وكشفت وزارة العدل العراقية، اليوم الاثنين، حيثيات وفاة "جوجو"، داخل سجن ببغداد، بعد عامين من اعتقاله بتهمة الدعارة والابتزاز.
وسبق أن أفاد مصدر مطلع، أمس الأحد، بوفاة المتحول الجنسي "جوجو دعارة" داخل أحد السجون التابعة لوزارة العدل العراقية، كما لفت إلى أن المعلومات الاولية الواردة تفيد بوفاته نتيجة تعرضه لنوبة قلبية.
وقال أحمد لعيبي المتحدث باسم الوزارة، إن "(جوجو) سقط مغشياً عليه في البدء بباب قسم الشرطة أثناء عملية تسليمه للنظر بقضية حكم جديدة، بخلاف قضيته الأولى والمسجون بسببها لـ15 عاماً".
وأضاف، أنه تم نقله مباشرة إلى المركز الصحي، ليتبين وفاته، وبعدها تم اتخاذ الإجراءات الأصولية وإرساله للطلب العدلي لإجراء عملية التشريح لتبيان سبب الوفاة".
ولفت لعيبي، إلى أن "أي حديث عن سبب الوفاة سابق لأوانه بخاصة الإشارة لتعاطيه كميات من مواد مخدرة أودت بحياته"، لكن المتحدث قال إن المعطيات الأولية لوفاته قد تكون تعرضه لسكتة قلبية.
وبشأن فترة قضائه في السجن، قال المتحدث: "كان معزولاً بغرفة خاصة، لا مع الرجال أو النساء، بسبب وضعه النفسي والجسماني، وكان يخضع للعلاج على يد طبيب نفسي وعصبي بشكل أسبوعي".
الداخلية تُخلي مسؤوليتها
إلى ذلك أكد الناطق باسم وزارة الداخلية خالد المحنا إن حادثة وفاة النزيل المتحول جنسياً "جوجو" تمت في وزارة العدل، وأن لا علاقة للداخلية بالقضية، وقال إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي تعرض “جوجو” لانتهاكات أو ممارسات لا أخلاقية في السجن.
المحنا قال في حوار متلفز، إن "الوفاة حصلت أثناء قضاء مدة المحكومية وذلك ضمن سجون وزارة العدل، وليس لدي أي معلومات، وهذا يخص إدارة السجن وقد يخرج شيء تحقيقي في الموضوع".
وحول ما إذا كان "جوجو" قد قضى محكوميته في سجن الرجال أم النساء، قال المحنا "ليس لدي معلومة وأعتقد أنهم يستندون في ذلك إلى الأوراق الثبوتية وأي إنسان مهما تكن صفته البايلوجية، فإنهم يستندون إلى أوراقه الثبوتية.. اسمه فلان.. عمره كذا.. وجنسه ذكر أو أنثى في الهوية".
وتعليقاً على نبأ الوفاة، كتب العديد من المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي بأن "جوجو" تمت تصفيته لامتلاكه ما يُدين شخصيات كبيرة ومتنفذة في العراق، ورأوا بأن الحادثة هي جريمة قتل مُعَدَّة بشكل محكم لتظهر بأنها وفاة طبيعية.
في المقابل رأى مدونون آخرون بأن رواية التصفية غير دقيقة، وأن "جوجو" تمت مصادرة جميع هواتفه وأجهزته الذكية فهو غير قادر على ابتزاز أي شخصية من جديد وهو في السجن، وإن كانت تلك الملفات مع أحد معارفه خارج السجن، فإن قتله لن يمنعه من نشرها.
تفاصيل الاعتقال
وكانت السلطات الأمنية العراقية قد ألقت، في شهر أيار من العام 2022، القبض على "جوجو" والذي يحمل الجنسية الامريكية داخل أحد الفنادق الراقية وسط العاصمة بغداد بتهمة الابتزاز.
وضجت حينها مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بتدوينات وتغريدات عن “جوجو دعارة”، بعد القبض عليه من قبل الأمن العراقي.
التفاعل جاء بشكل إيجابي لأن “جوجو دعارة”، يُعرف بأنه صاحب أكبر شبكة “ابتزاز ودعارة” في العراق، لكن الكثير من المتفاعلين عبّروا عن خشيتهم من إمكانية إطلاق سراحه.
وكشف مصدر أمني، أن “جوجو دعارة” تم استدراجه للمجيء إلى العاصمة العراقية بغداد من الولايات المتحدة الأميركية من قبل القوات الأمنية عن طريق أحد أصدقائه.
وقال، إن أحد أصدقاء “جوجو دعارة” أقام معه علاقة إلكترونية لعدة أشهر واتفق معه على الحضور إلى بغداد من أجل رؤيته، وأقنعه بذلك الأمر.
وأضاف المصدر، بأن المقبوض عليه وصل إلى مطار أربيل الدولي دون إصدار أمر مذكرة اعتقال بحقه، من أجل أن يتم اعتقاله من قبل القوات الأمنية الاتحادية في بغداد.
وبالفعل، وصل من أربيل إلى بغداد دون أي قيود تذكر، وذهب لرؤية صديقه في فندق “المنصور ميليا” بمنطقة الصالحية قرب “المنطقة الخضراء”.
ولفت إلى أنه، لم تمض أكثر من ربع ساعة على دخوله إلى الفندق ولقائه بصديقه، ليتم اعتقاله من قبل قوة أمنية طوّقته وأمرته بتسليم هواتفه والاستسلام لتنفيذ أمر الاعتقال بحقه.
المصدر وهو قريب من القوة الأمنية التي اعتقلت “جوجو دعارة”، أردف بأن عملية استدراجه من أميركا إلى بغداد، جاءت لأنه متورط بسلسلة من الجرائم التي ارتُكبت بحق فنانين وإعلاميين وشخصيات عامة، تمثلت بابتزازهم إلكترونيا مقابل أموال ضخمة.
واختتم المصدر بقوله، إنه أثناء التحقيقات تم الكشف عن صور ومقاطع مصورة عديدة كان يبتز بها شخصيات معروفة، وتم توجيه تهمة الابتزاز والتشهير والقذف بحقه، حسب شكاوى تقدم بها المئات ضده.
ضجة النقل لسجن رجالي
وبعد شهرين ونصف على اعتقاله، قررت السلطات العراقية نقل “جوجو دعارة” من سجن مخصص للنساء في العاصمة العراقية بغداد إلى سجن مخصص للرجال، ما أثار الكثير من الجدل عبر مواقع “التواصل الاجتماعي”.
تُعرف “دعارة” بأنها عابرة جنسيا من ذكر إلى أنثى، فشكلها أنثوي بعد أن أقدمت على عملية العبور الجنسي.
وذكرت مصادر، أن “جوجو دعارة” قامت بكل العمليات المتطلبة لإجراء العبور الجنسي، ولم يتبقَ لها سوى تغيير عضوها التناسلي من ذكر إلى أنثى، وما بين كل عملية وأخرى يجب أن تأخذ العابرة فترة من الراحة.
المصادر بينت، أن الجهات المختصة أجرت فحوصات لـ “جوجو دعارة”، ولما وجدت عضوها التناسلي ليس بعضو أنثوي، اتخذت القرار بنقلها إلى سجن رجالي، الأمر الذي أغضب العديد من الحقوقيات عبر مواقع “التواصل الاجتماعي”.
مغردات نسويات وحقوقيات، انتقدن قرار السلطات العراقية ذلك، ووصفنه بـ “المهين” لكرامة الإنسان، وطالبن إما بإرجاعها إلى سجن نسائي أو زجها في سجن انفرادي أو إيجاد حالة خاصة لها، وعدم وضع امرأة بين الرجال.
أسباب الاعتقال
وبحسب تقرير صحفي فإن المتهمة اعترفت بتلقيها مبالغ طائلة عن كل منشور نشرته عبر “السوشيال ميديا” من قبل المتضررين، ولا سيما علاقات النساء مع المسؤولين ورجال الأعمال.
التقرير أشار، إلى أن المتهمة ادعت خلال التحقيق معها بارتباطها بعلاقات مع “بعض النواب في البرلمان العراقي، استخدموها لابتزاز مسـؤولين في الدولة العراقية”.
مقابلة محذوفة
وأثارت قناة “الشرقية”، جدلا آخر بشأن “جوجو دعارة”، بعدما بثّت برومو من مقابلة بدت أنها جريئة جدا مع المتهمة من داخل السجن، لكنها لم تبث الحلقة.
سرعان ما تراجعت القناة عن بث الحلقة، وحذفت البرومو من كل منصاتها في مواقع “التواصل الاجتماعي”، دون أن تفصح عن السبب.
تراجع القناة أطلق الكثير من التكهنات، حيث ردد البعض أنه جاء بطلب من “هيئة الإعلام والاتصالات”؛ بسبب ذكر “جوجو دعارة” فضائح شخصيات سياسية، استطاعت إيقاعها في حبال “شبكة الدعارة” التي تديرها.
البعض الآخر ذهب إلى أكثر من ذلك، بقولهم إن رئيس الحكومة العراقية آنذاك مصطفى الكاظمي، طلب شخصيا من قناة “الشرقية” عدم بث الحلقة المصورة مع "جوجو دعارة".
وفي مقتطفات المقابلة، قالت “جوجو دعارة”، إنها تتمنى أن تصبح رئيسة لجمهورية العراق، كما انتقدت بشدة الشخصيات السياسية في البلاد، ولم يسلم من لسانها الإعلامي علي الخالدي الذي أجرى المقابلة معها.
في إجابة على سؤال حول سبب تناولها أسماء تتصدر المشهد السياسي وتطال نجوم الفن والمجتمع العراقي، قالت “جوجو دعارة”: “أنا أكره كل السياسيين في العراق. أنا حرة. وأي شخص لا يعجبني أتكلم ضده”.
وحول قرارها العودة إلى العراق رغم علمها بوجود أعداء لها بسبب مواقفها وتشهيرها بهم، قالت بلهجة عراقية: “هذا بلدي. غصبا على أكبر شارب أدخل للعراق. شيصير خلّي يصير. آني ما أخاف من أي بشر”.
وفي الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من عام 2022، أصدر مجلس القضاء الأعلى، حكماً بالسجن 15 سنة على المدعوة "جوجو دعارة" بتهم الابتزاز.
وقال مصدر قضائي، إن "القضاء أصدر حكماً بالسجن لمدة 5 سنوات لكل قضية من القضايا الثلاث المحكومة بها المدعوة جوجو دعارة".